رسمت مخلفات الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة إلى «كان 2017»، المعالم الأولية لقائمة المنتخبات المرشحة لتنشيط النسخة 31 للعرس الكروي الإفريقي، المقررة بعد نحو 15 شهرا بالغابون، لأن 9 منتخبات نجحت في تحقيق إنتصارين متتاليين، منها واحد خارج القواعد، ما جعلها تكشف عن أوراقها مبكرا، بحثا عن إحدى تأشيرات التأهل، وتفادي عنصر المفاجأة في نهاية المشوار. هذا و أصبح المنتخب الوطني أكبر الاختصاصيين في تصفيات «الكان»، لأنه كان قد تأهل إلى دورة 2013 بتقدير ممتاز، بعد فوزه بجميع المباريات التصفوية (04 مقابلات)، قبل أن ينال شرف إقتطاع أولى التأشيرات المؤهلة إلى نهائيات 2015، بتحقيقه 5 إنتصارات متتالية، فكانت الهزيمة في باماكو أمام مالي شكلية و دون تأثير، ونجاح أشبال غوركوف أول أمس في العودة من ماسيرو بالنقاط الثلاث، دليل على أن «الخضر» فكوا العقدة التي كانت تلازمهم في التصفيات القارية، ودرس تصفيات 2012 كان قاسيا، لأن الخضر في ثوب «الموندياليين»، كان قد فشلوا في التأهل أمام إفريقيا الوسطى، غامبيا المغرب، و لعل ما يعبد طريقهم نحو الغابون، تصدرهم المجموعة العاشرة، متقدمين بنقطتين منتخب إثيوبيا الذي سيحل ضيفا على الجزائر شهر مارس القادم، وهي المباراة التي ستحسم بنسبة كبيرة في أمر التأهل، كون الحسابات الأولية لهذا الفوج تحصر صراع التأهل بين هذا الثنائي. إلى ذلك فقد عرفت هذه الجولة العودة القوية لبعض المنتخبات التي تصنف في خانة «كبار القارة»، لكنها غابت عن الساحة في الدورة الماضية، في صورة المنتخب المصري الذي إنفرد بصدارة الفوج السابع قبل المواجهتين المباشرتين مع منافسه الرئيسي منتخب نيجيريا في مارس القادم، مع حيازة «الفراعنة» لأفضلية تقدم بخطوتين، بينما يبقى عقد الشراكة في ريادة الفوج السادس ساري المفعول بين المغرب و الرأس الأخضر، عقب نجاح كل طرف في تحقيق إنتصارين، في إنتظار الصراع المباشر بينهما، في حين برهن المنتخب الكاميروني على أنه الأقوى في مجموعته بإحرازه الفوز الثاني تواليا، مستثمرا في الإنتصار التاريخي لموريتانيا على جنوب إفريقيا، بينما اعتلى الطوغو صدارة الفوج الأول بعد سقوط تونس في ليبيريا، و هي معطيات توحي بأن منتخبات مصر، الكاميرون و الطوغو قادرة على العودة للمشاركة في دورات «الكان» بعد غياب عن النسخة الأخيرة. بالموازاة مع ذلك فإن بعض المنتخبات رهنت نسبة من حظوظها في التواجد في الغابون، كما هو حال غينيا الإستوائية، جنوب إفريقيا، غينيا، تونس و بوركينافاسو، على العكس من منتخبات أخرى تسعى لتحقيق إنجاز تاريخي على غرار أوغندا الغائبة عن دورات «الكان» منذ 1978، و هي تتصدر المجموعة الرابعة متقدمة على بوركينافاسو، و كذا سوازيلاندا التي تبحث عن أول تأهل في تاريخها، بينما ترك منتخب جنوب السودان بصمته التاريخية في هذه المحطة، لأن فوزه على غينيا الإستوائية هو الأول في مسيرته. من الجهة المقابلة فإن حامل اللقب منتخب كوت ديفوار وضع نفسه في موقف حرج، بعد تعادله مع سيراليون، مما أخره بخطوتين عن المنتخب السوداني، في إنتظار الحوار المباشر بين المنتخبين للحسم في أمر تأشيرة التأهل. هذا و قد أحرقت بعض المنتخبات أوراقها في التأهل مبكرا، بالنظر إلى الفارق الذي يفصلها عن متصدري الأفواج، و هي الوضعية التي تنطبق على 8 منتخبات تلقت هزيمتين متتاليتين، و يتعلق الأمر بكل من جيبوتي، جزر القمر، ليبيا، ساوتامي، تشاد، الموزمبيق، اللوزوطو و ناميبيا. للإشارة فإن التأهل إلى «كان 2017» يكون أوتوماتيكيا من نصيب بطل كل مجموعة، يضاف إليهم منتخبان من أفضل أصحاب المركز الثاني، من دون الفوج التاسع، و كذا المنتخب الغابوني بصفته منظم الدورة.