خرج أمس الطلبة الجامعيون عبر ولايات عدة في مسيرات سلمية حاشدة مباشرة بعد إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية، للمطالبة باحترام إرادة الشعب، وتعبيرا عن رفض تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد، وبالعاصمة قامت قوات الأمن لأول مرة باستعمال خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. نظم طلبة الجامعات بالعاصمة مسيرة حاشدة رفضا لتعيين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد، ورفع المحتجون شعارات تنادي بضرورة الاستجابة للإرادة الشعبية، وتجمع الطلبة بساحة أودان قرب البريد المركزي مرددين هتافات تنادي بالتغيير الفعلي، وبرحيل كافة رموز النظام، لتلجأ قوات الأمن لأول مرة لاستعمال خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين أصروا على مواصلة المسيرة من أجل التغيير السلمي، دون تسجيل أي تجاوزات أو مشادات ما بين الطلبة الجامعيين وعناصر الأمن، الذين اكتفوا بتطويق ساحة البريد المركزي، للسماح بالسير العادي لحركة المرور عبر وسط العاصمة. وبولاية تيزي وزو خرج طلبة جامعة مولود معمري في مسيرة سلمية جابت الشوارع الرئيسية لعاصمة جرجرة، تعبيرا عن رفضهم تولي رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح مهمة تسيير شؤون البلاد مؤقتا، مطالبين برحيله الفوري مع رحيل ما تبقى من رموز النظام واحترام مطالب الشعب، مع تطبيق المادتين 07 و 08 من الدستور، وواصل الطلبة سيرهم إلى ساحة الزيتونة، مما أدى إلى عرقلة حركة السير لعدة ساعات خاصة بالمدينة الجديدة ووسط المدينة. وبقسنطينة خرج طلبة الجامعات في مسيرة جابوا خلالها شوارع وسط المدينة رافعين لافتات ومرددين شعارات تطالب برحيل رموز النظام، معبرين عن رفضهم لقرار تعيين رئيس مجلس الأمة رئيسا للبلاد ل 90 يوما، مؤكدين بأن السلطة تعود للشعب، و تجمع طلبة جامعات قسنطينة الثلاث بجامعة منتوري، إلى جانب الأساتذة، ليتوجهوا نحو وسط المدينة عبر مسلك الترامواي، حيث ساروا عبر شارعي المحاربين وخميستي، وصولا لشارع عبان رمضان، قبل أن يتجمعوا على مستوى الساحة المقابلة لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، و يكملوا المسير على مستوى شارع بلوزداد. وحمل الطلبة الرايات الوطنية، ولافتات تحمل شعارات «عقدنا العزم أن تحيا الجزائر فارحلوا ارحلوا ارحلوا»، و»السلطة سلطة الشعب»، وأخرى ترفض التدخل الأجنبي في الشأن الجزائري، و استمرت المسيرة، التي انضم إليها طلبة بعض الكليات، على غرار كليتي الطب والصيدلة، والكثير من المواطنين، لحوالي ساعتين، ولم يتفرق المتظاهرون، إلا بعد تساقط الأمطار بغزارة. كما خرج مئات الطلبة بجامعة جيجل في مسيرة سلمية نحو مقر الولاية، رافعين شعارات تطالب باحترام إرادة الشعب، وجاب الطلبة شوارع المدينة رافعين شعارات تدعو إلى رحيل جميع أوجه النظام، مرددين عبارة «جيش شعب خاوة خاوة»، ليقفوا مطولا أمام مقر الولاية، قبل أن يواصلوا السير نحو مقر البلدية، من أجر احترام إرادة الشعب بتطبيق المادتين 07 و08 من الدستور، التي تعود فيها السلطة وحق الاختيار إلى الشعب، كما انضم طلبة القطب الجامعي لتاسوست للحراك، بمقاطعة الدراسة و تنظيم مسيرة داخل الحرم الجامعي. وبولاية ميلة نظم المئات من المواطنين مسيرة رافضة لتعيين رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، وانطلقت المسيرة من أمام مقر بلدية ميلة لتجوب شارع أول نوفمبر إلى غاية المخرج الغربي للمدينة، ثم العودة إلى نقطة الانطلاق، ورفع المتظاهرون شعارات تتضمن رفض الباءات الأربعة، كما نظم جمع من منتسبي النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية بالولاية، وقفة احتجاجية رافعين ذات المطالب. نفس الحراك عاشته أمس ولاية برج بوعريريج، حيث نظم الطلبة الجامعيون مسيرة حاشدة انطلقت من جامعة البشير الابراهيمي نحو مقر الولاية، مطالبين برحيل جميع رموز النظام وتطبيق المادتين السابعة والثامنة من الدستور، كما دعت إليه قيادة الجيش، وذلك استجابة لمطالب الحراك الشعب، والتحق بالمظاهرات عشرات المواطنين رافعين نفس الشعارات. وبقالمة خرج عشرات الطلبة من جامعة 8 ماي 1945 في مسيرة سلمية إلى غاية وسط المدينة، ثم نحو شارع سويداني الشهير الى مقر الولاية ثم نصب الرئيس الراحل هواري بومدين، ورفع الطلبة الذين انضم إليهم مواطنون، شعارات رافضة لتعيين رئيس مجلس الأمة قائدا مؤقتا للبلاد، و أخرى مطالبة بتغييرات جذرية، و تعيين وجوه جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية. وبباتنة خرج المئات من طلبة جامعة الحاج لخضر وطلبة كلية الطب لجامعة مصطفى بن بولعيد، وهم يرتدون المآزر البيضاء للمطالبة بالتغيير الجذري، وشارك في المسيرة أساتذة جامعيون، و انطلقت المسيرة التي جابت طريق بسكرة وشوارع رئيسية أخرى، فور قرار تنصيب بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد، وجدد المتظاهرون مطلب رحيل كافة رموز النظام. وبالوادي نظلم طلبة جامعة الشهيد حمل لخضر وقفة سلمية احتجاجية مساندة للحراك الشعبي، رافعين شعارات مناهضة لتطبيق المادة 102 من الدستور، بحجة أنها ستمكن النظام من تجديد نفسه، دون أن تسمح بتحقيق أي تغيير يذكر، وطالب المحتجون بتطبيق المادتين 07 و 08 التي تعطي السيادة للشعب رافضي استمرار الباءات الثلاثة. وبوهران شدد الطلبة الجامعيون على التمسك بالوحدة الوطنية واستقرار البلاد وحمايتها من كل التهديدات التي تحيط بها، معبرين عن رفضهم للطاقم الحكومي الجديد، ولتعيين عبد القادر بن صالح قائدا مؤقتا للبلاد، وتجمع عشرات الطلبة داخل جامعة محمد بوضياف، رافعين شعارات تدعو إلى التغيير والانتقال إلى الجمهورية الثانية، ليلتحق بهم طلبة من معاهد مجاورة في مسيرة نحو مقر الولاية مرددين هتافات «جزائر حرة ديموقراطية» و « من أجل وحدة الجزائر».