اعتصم، أمس، عمال شركة الأشغال الكبرى للري بعنابة، أمام مقر وحدة العتاد الواقعة بمخرج بلدية البوني، قاموا بغلق البوابة الرئيسية، رافعين شعارات تندد بتأخر صرف أجورهم و تماطل الإدارة في تنفيذ لائحة المطالب المرفوعة منذ أشهر. المحتجون رفضوا الالتحاق بمناصب عملهم على مستوى عدت ورشات، مطالبين المدير بتسريع تنفيذ تعهدات الإدارة، المتعلقة أساسا بتحسين ظروفهم الاجتماعية و المهنية، بعد فترة من المماطلة، منها صرف أجور العمال العالقة منذ 3 أشهر، جعلت أرباب العائلات يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة لا يستطيعون سد حاجيات أسرهم البسيطة. و أكد ممثلون عن العمال، على أنهم ماضون في خيار الإضراب إلى غاية إيفاء الإدارة بالاتفاق الذي كانت قد أبرمته مع الشريك الاجتماعي، سيما المتعلقة بالتأمين الاجتماعي، بسبب عدم الالتزام مع صندوق الضمان الاجتماعي في تسوية اشتراكات العمال، إضافة إلى مطلب مراجعة سلم المنح و العلاوات المعتمدة، لأن العمال لم يتحصلوا على عديد المنح و التعويضات، منها نسبة التعويض عن الأدوية. من جهة أخرى، جدد طالبوا السكن بأحياء متفرقة ببلدية البوني، احتجاجهم أمام مقر الدائرة، أين قاموا باقتحام البوابة الرئيسية و فتحها بالقوة. و تسبب الاحتجاج في عرقلة حركة المرور، مما استدعى تدخل مصالح الشرطة و الدرك الوطنيين، لتسهيل حركة سير المركبات. و طالب المحتجون من السلطات المحلية، بالإسراع في ترحيل القاطنين بالمحتشد الاستعماري سيدي سالم و كذا أصحاب البيوت القصديرية بعدة أحياء، بعد أن شرعت مصالح البلدية في إحصاء السكنات الفوضوية بعدة أحياء. و صرح محتجون، بأنهم أولى بالإسكان من الإحصاء الذي تقوم به مصالح البلدية، كون ملفاتهم قديمة و ينتظرون الترحيل لسنوات. و تعرف بلدية البوني منذ نحو أسبوعين، موجة احتجاجات متتالية، بسبب انطلاق عملية إحصاء السكنات الفوضوية الجديدة، ما جعل المحصيين في سنوات سابقة يخرجون للاحتجاج للمطالبة بأحقيتهم في الإسكان أولا، حيث تشهد ضواحي مدينة البوني خلال، الأيام الأخيرة، تناميا غير مسبوق لظاهرة تشييد البيوت القصديرية، فاقت التوقعات، تتزايد بشكل يومي، مستغلين فترة الحراك و انطلاق إحصاء السكنات القصديرية التي تقوم بها لجان تابعة لبلدية البوني. و استنادا لمصادرنا، فإن التقديرات الأولية تشير إلى تشييد آلاف البيوت الفوضوية في الأسابيع الأخيرة و هو الرقم الذي لم تُحصيه البلدية منذ بداية الظاهرة قبل سنوات، خاصة بكل من أحياء جمعة حسين، الصرول، سيدي سالم، بوخضرة، بوزعرورة، خالد ابن الوليد، الشابية، أول ماي واد النيل، عين جبارة، بوشارب اسماعيل و غربي عيسى. و أرجعت مصادرنا سبب الانتشار السريع للبيوت القصديرية في بلدية البوني لوحدها دون باقي البلديات، إلى إطلاق مصالح البلدية عملية الإحصاء بكافة الأحياء، تمهيدا لدراسة ملفاتهم ضمن البرنامج الوطني للقضاء على السكن القصديري و الهش، للحصول بموجبها على سكنات اجتماعية و هو ما شجع طالبي السكن من بلديات أخرى القدوم إلى البوني للاستفادة من الإحصاء الجاري.