سكّان على الحدود السورية اللبنانية يطالبون بالحماية العسكرية دعا أمس السكان الذين يعيشون بالقرب من الحدود الشمالية للبنان مع سوريا، الجيش اللبناني لنشر مزيد من القوات في المنطقة لحمايتهم من نيران القوات السورية. وجاءت تلك الدعوة بعد يومين من إطلاق القوات السورية النار على بلدة “الكنيسة” عند الحدود الشمالية للبنان ما أدى لإصابة مدني لبناني، وقال السوريون أن إطلاق النار كان عن طريق الخطأ على المدنيين معتقدين أنهم منشقون سوريون، وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى الحدود إلا أن السكان يخشون تكرار تلك الحوادث لاسيما مع مواصلة القوات السورية عمليات البحث واسعة النطاق عن الفارين إلى لبنان للهروب من حملة القمع التي يشنّها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. موقف السلطات السورية من الأحداث ما زال نفسه منذ حوالي ستة أشهر رغم انتشار مئات مقاطع الفيديو على شبكة الانترنيت، والتي تظهر ممارسات قمعية يقوم بها الجيش السوري ضد المحتجين، كما ذكرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أنها التقت عددا من شهود العيان على الأحداث التي تشهدها سوريا، والذين أفادوا حسبها بأن قوات الأمن قامت في أكثر من مرة بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والمارة دون سابق إنذار. وتتهم دول غربية وناشطون حقوقيون نظام دمشق بشنّ حملة قمع دموية ضد المتظاهرين المسالمين، بينما حافظت الحكومة على توجيه أصابع الاتهام “لعصابات مسلحة” بالوقوف وراء العنف الدائر منذ ستة أشهر. وفي المقابل فقد حثت الولاياتالمتحدةالأمريكية رعاياها على مغادرة الأراضي السورية على الفور مكرّرة تحذيرا أصدرته في أوت الماضي وأشارت إلى أنها فرضت منذ ذلك الحين عقوبات جديدة على الحكومة السورية، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في أحدث تحذير لها أنها تحث جميع مواطنينها في سوريا على المغادرة فورا مع توفّر وسائل النقل التجارية، وأضافت أنه ينبغي للمواطنين الأمريكيين إرجاء أي خطط مستقبلية للسفر إلى سوريا. وقد فرّ حوالي أربعة آلاف سوري إلى لبنان المجاور بين شهري مارس وسبتمبر بحسب تقرير لوكالة “فرانس برس” صدر أمس السبت، ونقلا عن تقرير لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي نشر أول أمس الجمعة، فإن أكثر من 3580 نازحا سوريا سجلتهم الأممالمتحدة حتى 7 سبتمبر، منهم 600 في الأسبوع الأول من سبتمبر. وقال التقرير أنه خلال الأسبوعين الأخيرين، دخل وافدون سوريون جدد إلى لبنان من بلدات هيت وتلكلخ وحمص وغيرها، وأوضح أن غالبية النازحين السوريين الذين فرّوا من قراهم في الأسابيع الأخيرة دخلوا إلى لبنان عبر معابر رسمية، لأن السلطات السورية تفرض رقابة صارمة على المعابر غير الرسمية، فيما قال شهود عيان في شمال لبنان أنهم سمعوا عيارات نارية تطلق من الجانب السوري للحدود، وذكرت مصادر أمنية أيضا أن بعض النازحين مصابون بالرصاص.