الوصول إلى القمة أمر صعب، لكن الأصعب هو المحافظة على النجاحات، التي وضعتك في خانة «النجم»، هكذا ختم الفنان فيصل الصغير حواره مع النصر، التي تقربت من ابن مدينة قسنطينة لثاني مرة، لكن في ظروف وتوقيت مغاير، على اعتبار أن الشاب الذي خطف النجومية في وقت قصير، بات من الفنانين الأكثر طلبا و وصل عدد المشاهدين لأغنيته الناجحة «توحشتك أنا»، لرقم 80 مليون مشاهدة في موقع « يوتيوب». حاوره :مروان .ب ماذا يطبع يوميات فيصل خلال شهر الصيام؟ أفضل مع حلول شهر رمضان، الابتعاد عن أجواء العمل وأخذ قسط من الراحة، من أجل البقاء إلى جانب الأسرة الكريمة بقسنطينة، والاستمتاع بالأطباق الشهية التي تعدها الوالدة، كما أفضل تأخير موعد الاستيقاظ إلى الساعة الثالثة بعد الزوال، أين أتوجه مباشرة نحو السوق من أجل اقتناء ما احتاجه، على أن أعود إلى المنزل من أجل متابعة بعض البرامج إلى غاية أذان المغرب. وبعد الإفطار أقصد المسجد لأداء صلاة التراويح، لألتقي بعدها بعض الأصدقاء والأحبة في جلسات سمر، وفي بعض الأيام أخوض بعض مباريات كرة القدم رفقة أبناء حيي. نجحت في الأغاني العاطفية و"سولكينغ" جديدي هذا الصيف هل أنت متابع لبرنامج تلفزيوني محدد ؟ أنا حريص هذا الموسم على متابعة جُل المسلسلات، التي تبث على قنواتنا الوطنية، على غرار «أولاد الحلال» و«مشاعر» و«جريح»، وكلها أعمال لاقت إعجابي بشكل كبير، خاصة وأنني أقف على مستوى راق وتمثيل مبهر من فنانينا، الذين يستحقون كل الاحترام والتقدير، كونهم بصدد إعطاء بعدا آخر للدراما الجزائرية، التي لطالما كانت بعيدة عن المستوى المطلوب، ولكن بوجود هذا الجيل الجديد الموهوب و بتأطير من القدامى المحنكين ، أنا متأكد بأننا سنشهد على أعمال أكثر جودة، شريطة مواصلة الاجتهاد والاعتماد على الكفاءات، في شاكلة بطل مسلسل «أولاد الحلال» عبد القادر جريو الذي لفت انتباهي بشكل كبير. تبدو معجبا بعبد القادر جريو الذي خطف الأضواء في هذا الشهر؟ كما قلت لك الإنتاج الرمضاني هذا الموسم، كان مختلفا من حيث الشكل والمضمون، وأبرز ما استوقفني المواضيع الحساسة التي تمت معالجتها، على غرار مسلسل «أولاد الحلال» الذي رغم الانتقادات التي طالته من بعض أعداء النجاح، إلا أنني متأكد بأنه سيختتم برسالة هادفة، وهنا أتوجه بالشكر للممثل عبد القادر جريو، الذي قدم دور «مرزاق» الرجل الشهم وابن الحي البسيط بإتقان، كما أجبر المشاهد الجزائري على انتظار الحلقة تلو الأخرى، بالنظر إلى التشويق الذي شهدته تفاصيل القصة ، أنا فخور بابن الجزائر، الذي لم يكتف بدور الممثل فقط، بل كان وراء المعالجة الدرامية ، ولذلك سأحاول الاتصال به، وتهنئته على هذا المجهود الجبار. «توحشتك أنا» حققت 80 مليون مشاهدة حدثنا الآن عن جديدك وهل تعد محبيك بأغاني مميزة على شاكلة «توحشتك أنا» و«كذابة»؟ أنا بصدد التحضير لعمل جديد، تحسبا للموسم الصيفي، غير أنه سيكون مختلفا عما تعودتم سماعه، إذ سأبتعد بعض الشيء عن الأغنية العاطفية التي كانت وراء بروزي، وسيكون ألبومي القادم المشكل من أربع أغاني، مرتكزا أكثر على الإيقاع، على شاكلة الأعمال التي يقدمها المطرب المتميز سولكينغ، الذي صنع الحدث مؤخرا بأعماله الراقية، ولو أن الأغاني التي سأحرص على تأديتها ستكون باللغة العربية. ألا تعتقد بأن الابتعاد عن الأغنية العاطفية التي كانت سببا في شهرتك مغامرة غير محمودة العواقب ؟ تأديتي لنوع آخر من الأغاني سيتعلق بعملي القادم فقط، على أن أعود في أسرع وقت ممكن للأغنية العاطفية، التي كانت وراء المحبة التي أحظى بها من طرف جمهوري العريض في كافة دول المغرب العربي، وليس هذا فحسب فأنا لست مجنونا حتى أبتعد عن الأعمال، التي كانت ولا تزال تعد المطلب الأول للجمهور الجزائري، فيكفي ذكر اسم الشاب حسني حتى تتأكدوا بأن هذا النوع مستحيل أن يزول، وأنا بدوري لا أستمتع في سيارتي الخاصة سوى للمرحوم، الذي كان ملك الأغنية العاطفية دون منازع. أغانيك التي تصنع الحدث في كل مرة، تتهم بأنها ليست لك بل لفنانين آخرين، بماذا ترد ؟ سئمت من هذا الموضوع، فبعد النجاح الباهر لأغنيتي «كذابة» التي حطمت كافة الأرقام، تعرضت لحملة شرسة من بعض الجهات التي قالت بأنها ليست لي بل لزميلي الشاب جليل، وهو ذات الموقف بعد أدائي لأغنية «حبك إسطوريك»، إذ اتهمت بسرقتها من الشاب حسام، ولو أن الجميع يعلم كيفية حصولي على العملين، أنا لست هنا لأفتح النار على أحد، ولا لتبرير موقفي بل أكثر ما يهمني أن ما قدمته أحدث ضجة، بدليل أن نسب المشاهدة كانت قياسية، وأكدت بأني بت أمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، على أمل الحفاظ عليها أو توسعتها أكثر، لأن طموحاتي ليس لها حدود. تجربتي مع «ماستر سينا» ليست فاشلة ماذا تقول لجليل وحسام عبر جريدة النصر؟ نحن في أيام الشهر الفضيل، ولا يمكنني أن أحقد على أي كان، فما بالك بزملاء في شاكلة حسام وجليل، اللذين يعدان من خيرة مغنيي الراي في الوقت الحالي ، ويقدمان أعمالا تحظى بإعجاب الجمهور الجزائري الذي علينا إرضاؤه بأي طريقة، كما لا يجب أن ننسى بأننا سفراء الفن الجزائري في الخارج، وعلينا أن نكون في المستوى لتقديم صورة جميلة عن بلدنا الغالية. فوضى واحتقان أوقفت عديد حفلاتك بالمغرب وتونس، لماذا ؟ لا يجب أن نصف ذلك بالفوضى أو شيء من هذا القبيل، كل ما في الأمر أن البعض من حفلاتي خارج أرض الوطن تتوقف، بسبب الصخب وكثرة الحضور الجماهيري، فمثلا في تونس أو المغرب تجاوزت الجماهير 50 ألف، وهو ما اضطر المنظمين لتوقيف العرض قبل انتهاء وقته المحدد، خاصة وأن هناك جموعا كبيرة كانت تريد الوصول إلى الخشبة، مثل هذه الأمور ولو أنها ليست جيدة، إلا أنها تشرفني، وتجعلني فخور بنفسي، لأنه ليس من السهل أن تجد لك مكانة خارج الجزائر. عبد القادر جريو نجم رمضان و"أولاد الحلال" طفرة في الدراما رغم نجوميتك في المغرب وتونس وحتى لدى الجالية المغاربية بالمهجر، إلا أننا لا نشاهد حضورك في المهرجانات الوطنية، ما تعليقك ؟ تطرقت إلى قضية جد حساسة بالنسبة لي، ولغالبية المغنيين الجزائريين، فرغم جماهيريتنا الكبيرة، وأعمالنا الناجحة، إلا أننا مهمشون بشكل محير في بلدنا، ولا نحظى بأي التفاتة من الديون الوطني للثقافة والإعلام، وهذا إشكال لا يجب السكوت عليه، باعتبار أن الجميع يعلم المعايير المعتمدة، في اختيار الأسماء التي تتواجد بالمهرجانات الوطنية، ولو أنني آمل أن تتغير الأمور مع هذا الحراك الذي تشهده الجزائر منذ تاريخ 22 فيفري الماضي، إذ نأمل أن تجلب رياح التغيير، إطارات قادرة على إعادة الاعتبار للثقافة الجزائرية، لأنه لا يعقل أن تكون لدينا مكانة في بلدان مجاورة، ولا نحظى بأي اهتمام بالجزائر التي نحن نعمل لتشريفها، فأنا أدعى لمهرجانات بحجم «موازين» و«قرطاج»، وبالتالي أرى نفسي أستحق التفاتة في مهرجانات تيمقاد وجميلة. أتمنى أن تهب رياح التغيير على قطاع الثقافة نسب مشاهدة بعض أغانيك، فاقت كل التوقعات على غرار «توحشتك أنا» التي وصلت إلى 80 مليونا، ماذا يعني لك هذا ؟ فخور للإنجازات التي حققتها، وأنا الذي كنت مغمورا قبل سنوات قليلة فقط، ولا أحد يعرفني أو يعرف بأنني مغن، ولكن بفضل العمل والاجتهاد وصلت إلى مقارعة نجوم كبار في نسب المشاهدة على يوتيوب، وليس هذا فحسب بل أرقامي فاقت أسماء كبيرة على المستوى العربي، والدليل أن أغنية «توحشتك أنا» تصل إلى 80 مليون مشاهدة، أنا لن أتوقف عند هذا الحد، وسأسعى للوصول إلى مكانة أكبر، خاصة وأن لدي كافة مقومات النجاح، وفي مقدمتها مواضيعي التي أختارها بعناية، بدليل أن كلماتي نظيفة وترتكز على مواضيع هادفة تلقى تجاوبا كبيرا من الجماهير. «أعتكف» بقسنطينة في رمضان حتى لا أحرم من أطباق الوالدة الديو الذي قدمته مع مغني الراب التونسي المشهور «ماستر سينا» لم يحقق النجاح الذي كنت تنتظره، أليس كذلك ؟ أولا الأغنية وصلت إلى نسب مشاهدة مقبولة، فليس سهلا أن تحقق 12 مليون مشاهدة، ولو أننا كنا نأمل في رقم أكبر ، باعتبار أن «الديو» جمعني بمغن يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في تونس والمغرب العربي ككل، على العموم أتشرف بهذا العمل، الذي لاقى قبولا وتفاعلا، ولكنني لست متحمسا للديو في الفترة المقبلة، على اعتبار أن لدي تحديات أخرى، على أمل أن أصل إلى ما أصبو إليه، والمتمثل في الوصول إلى المشرق العربي. لهذه الأسباب تتوقف حفلاتي الكبيرة لست ناشطا على مواقع التواصل الاجتماعي رغم وجود عديد الحسابات تحمل اسمك في الفايسبوك، ما تعليقك ؟ أمتلك صفحة وحيدة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، وهي صفحة بها أعداد كبيرة من المعجبين، في وقت تعد باقي الصفحات أو الحسابات مزيفة ولا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد، واستغل الفرصة لأؤكد بأن الحساب الموجود على أنستغرام لا يخصني، ولو أنني لست ضده لأن من يشرف عليه يكتفي بوضع صوري، وهي دعاية لي في ظل وصول عدد المتابعين لرقم كبير جدا، على عكس حسابات أخرى خلقت لي بعض المشاكل بنشر أخبار مغلوطة. هذه قصتي مع حسام وجليل بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ من السهل الوصول إلى القمة، ولكن أن تحافظ عليها لفترة طويلة فهذا صعب للغاية، ولذلك أمامي تحديات كبيرة لأظل عند مستوى تطلعات جمهوري العريض، سواء في الجزائر، تونس أو المغرب وحتى ببلاد المهجر، مسؤوليتي مضاعفة، ولهذا أرفض تقديم أي أغنية قبل دراستها من كافة الجوانب والاستعداد لأدائها بشكل قوي.