اعتبر المهاجم صلاح الدين خابية، الموسم الذي أداه مع نادي التلاغمة، من أهم المحطات التي تخللت مسيرته الكروية، خاصة وأن خاتمته كانت صعودا تاريخيا إلى وطني الهواة، فضلا عن تتويجه بلقب هداف الفريق. خابية، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن تواجده مرة أخرى في التلاغمة، كان تجسيدا للعلاقة الوطيدة التي تربطه بمسيري النادي، مبديا استعداده لمواصلة المشوار مع «أولاد سمايل». ما تعليقكم على الانجاز، الذي حققتموه بصعود نادي التلاغمة إلى وطني الهواة؟ الحقيقة أننا لم نكن نتصور إطلاقا أن يكون الصعود حليفنا، خاصة في بداية الموسم، حيث كانت انطلاقة الفريق صعبة للغاية، سيما بعد المشاكل الإدارية التي جعلت المكتب المسير يستقيل، ثم يعدل عن قراره في آخر لحظة، وهي الوضعية التي كان لها تأثير مباشر على تحضيراتنا، بدليل أنها اقتصرت على 3 أسابيع فقط، لتكون انطلاقتنا في البطولة متذبذبة، لكننا تداركنا الوضع مع تقدم المنافسة، ليكبر حلم الصعود شيئا فشيئا، خاصة مع بداية مرحلة العودة، لما عدنا بفوز ثمين جدا من البويرة، كان بمثابة أهم منعرج في مشوارنا، لأنه فتح أمامنا باب الطموحات على مصراعيه. تحدثتم عن أزمة إدارية خانقة، فكيف كانت التحاقكم بالفريق خلال الصائفة الماضية؟ علاقتي بنادي التلاغمة تعود إلى مواسم سابقة، حيث قضيت عدة سنوات في الفريق، وخلال الموسم الكروي (2017 / 2018)، لعبت في الرابطة المحترفة الثانية بألوان شباب باتنة، وكان مشواري الشخصي مقبولا، رغم أن «الكاب» سقط إلى الهواة بأساليب غير رياضية، فوجدت نفسي مرغما على فسخ عقدي، في ظل طفو مشكل المستحقات ولجنة المنازعات على السطح، ورغم العروض العديدة التي تلقيتها، إلا أنني ارتأيت التريث، ومع اقتراب انقضاء المهلة القانونية لإمضاءات اللاعبين، تلقيت اتصالا مفاجئا من رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف، الذي أخبرني بقرار عودته لرئاسة الفريق، وطلب مني الإمضاء في الفريق، فلبيت طلبه من منطلق العلاقة المميزة التي تربطني به، لأنه صاحب فضل كبير، كما أن الفريق قضيت فيه ذكريات جميلة. *لكنك صنعت الحدث في الجولات الأولى، بتسجيل أهداف حاسمة في الدقائق الأخيرة؟ حصيلتي الشخصية بلغت 19 هدفا، وأنهيت المنافسة في الصف الثاني ضمن لائحة الهدافين، وبالعودة لسؤالك، فكما سبق وأن قلت، فإن تحضيراتنا كانت جد محتشمة، وهو ما ألقى بكامل المسؤولية على عاتق اللاعبين أصحاب الخبرة، من أجل تدارك الضعف المسجل في اللياقة البدنية، وبالتالي تأطير المجموعة، وقد كان الحظ إلى جانبي في السفريات الأولى، خاصة مباراة تدشين الموسم في براقي، لما سجلت هدف الفوز في الدقيقة 88، ثم تكرر نفس «السيناريو» في سطيف ضد «القرونة»، وكذا في برج غدير، إضافة إلى مباراة أخرى في مرحلة العودة، وهي الأهداف التي ساهمت بشكل كبير في وضع القطار على السكة، وإبقائه على صلة بأصحاب المقدمة. ومصير الصعود ظل معلقا إلى غاية قمة الموسم أمام الاتحاد السوفي؟ تواجدنا في ريادة الترتيب لأول مرة كان عند الجولة 19، بإبرام عقد شراكة مع الاتحاد السوفي، لكن مؤشرات الصعود لاحت في الأفق، سيما بعد سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققناها، لأن أداء التشكيلة تحسن بشكل كبير، بعد استقدام بوجعدار وبولعابة في «الميركاتو» الشتوي، فكانت المواجهة المباشرة مع «السوافة» كافية لترسيم الصعود، فأصبحت الجولات الأخيرة من الموسم شكلية، مما سمح لنا بتعميق الفارق إلى 17 نقطة، رغم أننا انهزمنا في مناسبتين أمام حاسي مسعود وبئر العرش. وماذا عن مستقبلك مع الفريق بعد تحقيق الصعود؟ الحديث عن هذا الجانب سابق لأوانه، لأن الرؤية مازالت غامضة، بسبب مشكل المستحقات المالية العالقة.