الوالي يزور الضحية بالاستعجالات ويطلب التكفل الجيد بها نجحت مصالح الأمن بعنابة ، أول أمس ، في تحديد هوية الشابين اللذين قاما بالاعتداء على الفتاة ومحاولة سرقتها وجرها باستخدام دراجة نارية، حيث أفضت التحريات الى توقيفهما بإقليم اختصاص أمن دائرة البوني ، بعد الانتشار الواسع للفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، محدثا ضجة وردود فعل مستنكرة للحادثة والطريقة التي عُوملت بها الفتاة بجرها لمسافة طويلة محاولان تجريدها من حقيبتها بحي القمم في مدينة البوني. عملية توقيف المشتبه فيهما البالغين من العمر 19 و 23 سنة، جاءت استغلالا لكاميرا المراقبة التي كانت مثبتة بمدخل أحد الفيلات بالشارع الرئيسي لحي القمم ، والتي التقطت مسرح الاعتداء كاملا الى غاية جر الفتاة وهي متمسكة بحقيبتها، حيث زاد المتهمان من سرعة الدراجة النارية، من أجل تخلي الضحية 38 سنة، على الحقيبة، مما تسبب لها في جروح بليغة في أنحاء متفرقة من الجسم ، بسبب ارتطام جسمها على الأرض ، ما أدى لإصابتها على مستوى الحوض واليدين وكذا الرجلين ، ما استدعى نقلها الى الاستعجالات الجراحية بمستشفى ابن رشد ، اين توجد تحت العناية الطبية. و وفقا لمصادرنا ، مكن استغلال شريط فيديو المراقبة لصاحب المنزل ، من تقريب الصورة أكثر والتعرف على ترقيم الدراجة النارية والشخص الذي كان جالسا في الخلف ، لأنه كان يلتفت الى الوراء ، ويحاول نزع يد الفتاة من الحقيبة ورميها على الأرض والدراجة تسير بسرعة. كما بين شريط الفيديو خروج سكان الحي الذين سمعوا صراخ الفتاة، وملاحقة المعتدين بسبب بشاعة المشهد و الاعتداء ، غير انهم لم يتمكنوا من اللحاق بهما، وتم مساعدة الفتاة ونقلها الى المستشفى وإبلاغ مصالح الأمن بحادثة الاعتداء. ومن المنتظر تقديم الموقوفين اليوم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحجار، بتهمة محاولة السرقة عن طريق الخطف واستحضار مركبة، والاعتداء بالعنف. وخلف الاعتداء ردود فعل واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يعتقد الكثيرون بأن الفيديو غير صحيح، ولم يحدث في الجزائر، وهو مجرد تضليل و فبركة ، لكن سرعان ما اتضح بأن الوقائع صحيحة، كون التصوير كان من كاميرا مراقبة وليس من جهاز هاتف محمول ، حيث سارعت مصالح الأمن لاستغلال شريط الفيديو ، وفتح تحقيق معمق في الاعتداء ، وباستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، تم توقيف الفاعلين في ظرف وجيز. من جهتها أصدرت منظمات ناشطة في مجال حقوق الانسان وكذا المرآة في الجزائر ، بيانات تنديد واستنكار لبشاعة الاعتداء على الفتاة ، التي كانت قريبة من مسكنها في ثالث أيام عيد الفطر المبارك بحي القمم بمرتفع مدينة البوني ، وهو حي سكني يضم سكنات فردية عبارة عن فيلات ، استغل المعتديان قلة حركة المارة به ، من أجل مباغتة الفتاة في حدود منتصف النهار، وهي تحمل حقيبة يد محاولين سرقتها بالخطف والفرار باستخدام الدراجة النارية ، غير أن الفتاة كانت شجاعة ورفضت الاستسلام وترك حقيبتها وقاومت لعدة دقائق رغم جرها لمسافة نحو 100 متر، ما كلفها التعرض لإصابات مختلفة من الجسم ، ومع خروج المواطنين من أجل انقاذها توقف المعتديان عن جرها ، وفرا إلى وجهة مجهولة قبل توقيفهما. من جهته قام والي عنابة مساء أول أمس الجمعة ، بزيارة الفتاة الضحية والاطمئنان على صحتها باستعجالات المستشفى الجامعي ، حيث أعطى تعليمات بالتكفل الجيد بها ، وعلى هامش الزيارة أدلى الوالي بتصريح لوسائل الاعلام يندد فيه بالاعتداء ، ودعا لنبذ العنف و السلوكات التي تسيء للمجتمع خاصة ونحن في حرمة أيام العيد الذي أعقب شهر رمضان، أين تكون فيه سلوكات المسلم أكثر تحضرا وتسامحا.