ذكرت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، أن عائشة القذافي، عبرت عن رغبتها في مغادرة الجزائر نحو فنزويلا أو دولة أخرى، وذلك بعد التحذير الذي تلقته وأفراد عائلتها من السلطات الجزائرية، في أعقاب التصريحات التي أدلت بها إلى قناة 'الرأي' الفضائية، والتي هاجمت فيها أعضاء المجلس الانتقالي، الذين وصفتهم بالخونة، ودعوتها الليبيين إلى الاستماتة في المقاومة. وقالت "القدس العربي" استنادا إلى مصادر وصفتها بالمطلعة، بان ابنة العقيد القذافي، أبدت رغبتها في مغادرة الجزائر نحو وجهة أخرى، وقد تكون فنزويلا إحدى الدول التي ستتوجه إليها عائشة، وقالت الصحيفة، بان قرار عائشة القذافي، جاء بعد التحذير الذي تلقته وأفراد عائلتها من السلطات الجزائرية، في أعقاب التصريحات التي أدلت بها لقناة فضائية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عائشة القذافي لم تستسغ التحذيرات التي تلقتها من السلطات الجزائرية في أعقاب تصريحاتها، خاصة وأنها اعتبرت أن اللهجة التي تحدث بها بعض المسؤولين معها ومع باقي أفراد عائلتها كانت قاسية. وأوضحت المصادر أن ابنة العقيد القذافي شعرت بالإنزعاج بعد قرار السلطات فرض إجراءات رقابية عليها وعلى باقي أفراد أسرتها، خاصة فيما يتعلق بسحب الهواتف المحمولة، ومراقبة كل تحركاتهم، خوفا من تكرار إقدام أحد أفراد العائلة على الإدلاء بتصريحات للإعلام، تضع الموقف الرسمي الجزائري في إحراج. وأكدت المصادر نفسها أن السلطات الجزائرية أبلغت عائلة القذافي أنها في الجزائر في بلدها الثاني، وأن السلطات ستتكفل بهم كواجب إنساني، مثلما أكدت على ذلك منذ أول يوم دخلت فيه العائلة إلى الجزائر، وأنه إذا شاء أحد أفراد العائلة أو جميعهم الرحيل نحو بلد آخر، فإن السلطات الجزائرية لا تملك إجبارهم على البقاء. وأوضحت أن الحكومة الجزائرية فتحت حدودها واستقبلت على أرضها عائلة العقيد القذافي رغم إدراكها الانعكاسات السلبية لهذا القرار، خاصة في ظل الاتهامات التي كان المجلس الانتقالي يوجهها للسلطات الجزائرية بدعم نظام القذافي، ورغم ذلك فإنها وافقت على استقبال عدد من أفراد عائلة القذافي، شرط أن يبتعدوا عن الخوض في السياسة أو القيام بأي نشاط فوق التراب الجزائري. وذكرت أن هذا لا يعني أن تجعل العائلة من الجزائر قاعدة لمواصلة الحرب الإعلامية ضد المجلس الانتقالي، وإذا كانت شروط السلطات الجزائرية لا تعجب العائلة فما عليها إلا مغادرة التراب الجزائري نحو الوجهة التي تختارها، ولكن الجزائر لن تقدم على طرد هذه العائلة، حتى وإن كان التصرف الذي قامت به عائشة القذافي غير لائق تجاه بلد فتح لها ولعائلتها ذراعيه، وعاملهم بكل الاحترام اللازم، في وقت رفضت دول أخرى استقبالهم. وكان الوزير الأول، احمد أويحيي، قد أكد خلال ندوته الصحفية الجمعة الفارط، بان السلطات الجزائرية ستتخذ كافة التدابير لمنع تكرار ما قامت به ابنة العقيد القذافي، نافيا الوزير الأخبار التي ترددت عن مغادرة عائلة القذافي، الأراضي الجزائرية، وقال أويحيي أن عائلة القذافي " لا تزال موجودة بالجزائر"، مكذبا بذالك ما تناقلته أوساط إعلامية منذ أيام عن مغادرة عائشة القذافي ضمن وفد يضم ثمانية أفراد من عائلة العقيد الليبي، الجزائر باتجاه الأراضي المصرية. وكان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، قد اعتبر أن ما أدلت به عائشة القذافي لقناة تلفزيونية عربية يعد تصريحات غير مقبولة مضيفا أنه سيتم اتخاذ إجراءات حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات فيما تمت مباشرة مساع لدى مجلس الأمن من أجل التعبير عن موقف الحكومة الجزائرية. وأوضح مدلسي أن هذا التصريح الصادر عن سيدة استقبلتها الجزائر مع باقي أفراد عائلتها لدواع إنسانية والذي يتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها"و أردف وزير الشؤون الخارجية يقول "أود أن أؤكد مرة أخرى التزامنا بالعمل مع السلطات الليبية الجديدة من اجل إعادة إعمار بلدها وتعزيز علاقاتنا". وكانت عائشة القذافي ، قد قالت في تسجيل صوتي أذيع على قناة الرأي السورية لمدة أربع دقائق "إن والدها يتمتع بروح معنوية مرتفعة ويقاتل مع مؤيديه ضد قوات الثوار التي أطاحت بنظامه". اتهمت عائشة القذافى قادة البلاد الجدد بأنهم خونة، مشيرة إلى أن بعضهم كانوا رموزا في نظام والدها قبل أن ينقلبوا عليه وينضموا إلى الثوار، وحذرت الليبيين قائلة" إن هؤلاء خانوا العهد الذي قدموه (إلى القذافى) فكيف لا يخونوكم على حد تعبيرها ".