يطرقون الأبواب لعرض مساحيق التجميل والعطور يشهد هذا الموسم زيادة ملحوظة في اعداد المندوبين التجاريين من الجنسين الذين يطرقون الأبواب من أجل عرض سلعهم المختلفة على ربات البيوت والمحلات التجارية... حتى أنهم اصبحوا بمثابة الظاهرة ذات الانتشار الواسع في مجتمعنا. انهم يحملون حقائب مميزة الشكل بعضها ديبلوماسية انيقة تحتوي على شتى "ماركات" مواد التجميل والكريمات الواقية من أشعة الشمس، وتلك التي تسرّع اكتساب اللون الذهبي أو البرونزي (البرونزاج) بالنسبة للمطافين الى جانب أنواع عديدة من المعجون المبيض والواقي من تسوس الأسنان ومختلف السلع المغرية الأخرى. هم يشكلون صنفا آخر من الباعة المتجولين يعرفون بالمندوبين التجاريين أو مندوبي مبيعات الشركات العالمية عن طريق وكلائها داخل البلاد فهؤلاء يتعاقدون مع هؤلاء الشباب للوصول الى المستهلكين وهم في بيوتهم بالاعتماد على عنصر الدهشة وأيضا المفاجأة عندما تجد ربة بيت المواد التي تروّجها الفضائيات وتعرض اسعارها بالعملة الصعبة امامها بالدينار سواء المتعلقة بتبييض البشرة او تقشيرها. وتطمئنّ اكثر عندما يخبرها المندوبون بأنه بإمكانها ان تعيد او تستبدل هذه المنتجات ويقدمون لها أرقام هواتف وعناوين الشركات التي يعملون على توزيع منتجاتها في المدن الكبرى والصغيرة وحتى القرى- أغلب هذه الشركات تعتمد على شابات أنيقات ذوات مظهر جذاب وقدرة فائقة على الاقناع من خريجات الجامعة والعاملات... كل منهن تترحك وتنشط في محيط محدد على غرار الشبان ولا تتردد فئة ثالثة في طرق أبواب المنازل ودخول المحلات التجارية لعرض سلعها - هذا مالاحظناه مؤخرا في بلدية عين عبيد - حيث انهمكت مجموعة من الفتيات في عرض محتويات حقائبهن "المدهشة" على اصحاب المحلات التجارية المختلفة من بقالين وباعة خضر وفواكه وجزارين وغيرهم خاصة الشباب منهم فتجاوبوا كثيرا مع بريقها. سألنا احدى المندوبات عندما كانت داخل محل لبيع الخضر والفواكه تقنع البائع بجودة معجون أسنان وكريمة "برونزاج" عن عملها وكانت مرتاحة لاتمام الصفقة في لمح البصر - فقالت : "هذا النشاط يعتمد على الحيوية والحركة وقوة الاقناع والمهارة في ابراز خصائص ومواصفات المنتوج ومكان التوزيع" ورفضت توضيح طريقة تعاملها مع الشركة المنتجة التي تعاقدت معها - وبعد بحث وتنقيب علمنا من بعض المصادر النشطة في قطاع توزيع مواد التجميل بأن الوكلاء يحددون سعرا ثابتا لكل مادة او منتوج ويأخذ العميل أو المندوب نسبة متفق عليها مسبقا. ويمكنه ان يرفعها حسب قدرته على اقناع الزبائن اثناء عملية عرض وتسويق المنتوج دون أن تحاسبه الجهة المنتجة عما زاد على السعر المحدد للعميل. وفي فترة محددة أيضا يعرض كل واحد من المندوبين أو العملاء حصيلة نشاطه وما استطاع بيعه على الوكيل امام زملائه لزرع روح المنافسة بينهم انها أنشطة لم تكن معروفة من قبل تعتمد على الثقة بالنفس والقدرة على الاقناع والاحتكاك المباشر بالزبائن في بيوتهم أو اماكن عملهم لكن تتطلب الحيطة والحذر.