البطل يبهر وكبار القارة «تائهون» ! عرفت الجولة الأولى، من التصفيات المؤهلة إلى الطبعة 33 من نهائيات كأس أمم إفريقيا المقررة سنة 2021 بالكاميرون، حدوث بعض المفاجآت، تمثلت بالأساس في عدم قدرة بعض المنتخبات، التي كانت تصنف في خانة «الكبار» على توظيف ورقتي الأرض والجمهور، لتدشين مشوارها في التصفيات بانتصار، كما هو الحال بالنسبة لمنتخبات مصر والمغرب والكونغو الديمقراطية ومالي وحتى الكاميرون، الذي تبقى مبارياته بطابع «ودي»، كون نتائجها لا تحتسب، لكن التعثر أمام جزر الرأس الأخضر، أكد على أن «الأسود الجموحة» ليست في أحسن أحوالها، بينما كانت محطة التدشين، فرصة لمنتخبات أخرى من أجل إثبات قوتها، على غرار حامل التاج القاري المنتخب الوطني، الذي برهن على «الفورمة» العالية التي يتواجد فيها، بتسجيله أثقل نتيجة في هذه الجولة، إضافة إلى منتخبات تونس، السنغال وغانا. إعطاء إشارة انطلاق السباق المؤدي إلى «كان 2021»، كان بمفاجأة مدوية فجرها منتخب جزر القمر، الذي عاد من العاصمة الطوغولية لومي بانتصار ثمين، هو الأول له خارج الديار في تاريخه في إطار التصفيات القارية، وكان بفضل الهدف الوحيد الذي وقعه فايز سيليماني، ليؤكد بذلك هذا المنتخب على التطور الملحوظ الذي يشهده في آخر سنتين، بحثا عن أول ظهور له في العرس الإفريقي. تألق منتخب جزر القمر، تزامن مع إخفاق المنتخب المصري داخل قواعده، بالتعادل مع كينيا، لتختلط حسابات المجموعة السابعة، على اعتبار أن «الفراعنة» اكتفوا بنقطة في القاهرة، بعد نجاح المهاجم الكيني مولينغا في الرد على هدف السبق الذي سجله محمود كهربا، ليتصدر بذلك جزر القمر ترتيب الفوج، في انتظار استضافته للمنتخب المصري في الجولة الثانية. إلى ذلك، فقد كان منتخب غامبيا صاحب ثاني انتصار خارج القواعد في هذه الجولة، وقد حقق ذلك في الأراضي الأنغولية، ليخطف صدارة الفوج الرابع، مادام منتخب الكونغو الديمقراطية، قد سجل بدوره تعثرا داخل الديار في افتتاح التصفيات، باقتسامه الزاد مع المنتخب الغابوني. من جهته، أجبر المنتخب المغربي على التعادل بملعبه مع نظيره الموريتاني، في أول خرجة رسمية للتقني البوسني حليلوزيتش مع «أسود الأطلس»، والتي كانت مخيبة للآمال، حيث لم تظهر بصمته على آداء «المغاربة»، والذي جاء امتدادا لما قدموه في دورة «كان 2019»، وهو التعادل الذي خدم أكثر مصلحة «المرابطين» في رحلة بحثهم عن ثاني مشاركة على التوالي في النهائيات القارية، رغم أن الفوج يتصدره منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، الذي حقق الأهم بفوزه على منتخب بورندي بثنائية نظيفة. وفي سياق متصل، فقد اكتفى منتخب مالي بنقطة واحدة في افتتاح المرحلة التصفوية، بعد تعادله مع غينيا، في قمة مثيرة شهد شوطها الثاني مهرجانا من الأهداف، لكن بالتساوي بين المنتخبين. بالموازاة مع ذلك، فإن بعض «كبار القارة» لم يتركوا أي مجال للمفاجأة، كما هو الشأن بالنسبة للخضر، الذي مر إلى السرعة الخامسة أمام زامبيا، ويكشف عن نواياه الجادة في المحافظة على التاج الإفريقي، بالإطمئنان مبكرا على تأشيرة المشاركة في دورة الكاميرون، حاله حال الوصيف منتخب السنغال، الذي حقق الأهم أمام الكونغو، بينما خرج المنتخب التونسي بانتصار عريض من «الديربي» المغاربي الذي جمعه بالمنتخب الليبي، في مقابلة تداول فيها الثنائي وهبي الخزري وسيف الدين الخاوي على توقيع الأهداف، ليتقاسم الثنائي التونسي صدارة لائحة هدافي التصفيات مع مهاجم «الخضر» بغداد بونجاح. وتتواصل التصفيات الإفريقية بإجراء لقاءات الجولة الثانية بداية من زوال اليوم، حيث ستكون بعض المنتخبات أمام فرصة تأكيد النوايا، كما هو الحال بالنسبة لوصيف القارة منتخب السنغال المرشح لإحراز انتصاره الثاني تواليا، لأن الرحلة إلى إيسواتيني تبدو سهلة للغاية، بينما ستبحث منتخبات أخرى عن نتائج تشفع لها بتدارك ما ضاع منها في محطة التدشين، على غرار جنوب إفريقيا، البنين والكونغو، والتي ستستفيد من عاملي الأرض والجمهور، بعد تدشينها التصفيات بهزائم، في حين ستكون مأمورية بعض «الكبار» في صورة نيجيريا، الكاميرونومالي معقدة.