صبّت إفرازات الجولة الثانية عشر لبطولة وطني الهواة في رصيد مولودية قسنطينة، التي عززها مركزها الريادي في ترتيب المجموعة الشرقية، مع النجاح في تعميق الفارق الذي يفصلها عن أقرب الملاحقين، الأمر الذي يسمح لها بمد خطوة عملاقة نحو التتويج المسبق باللقب الشتوي. وجاءت هذه المخلفات في أعقاب نجاح الموك في مواصلة مشوارها الإيجابي دون أي هزيمة، وقد ألحقت أمل شلغوم العيد بقائمة الضحايا الذين يسقطون تباعا بملعب بن عبد المالك، لأن المولودية لم تهدر أي نقطة بقسنطينة، والفوز على «بوقرانة» كان بشق الأنفس بفضل ثنائية بن مسعود وريغي، لكنه مكنها من مواصلة العزف المنفرد على أوتار الريادة. بالموازاة مع ذلك فإن الوصيفين السابقين شباب باتنة وشباب أولاد جلال انهزما بإقليم الولاية الرابعة، حيث أن «الكاب» انقاد إلى الهزيمة بعد صمود دام 8 مباريات، وكان ذلك بأم البواقي على يد اتحاد الشاوية بثنائية وقعها يوسف خوجة، بينما واصلت تشكيلة «الكرود» الانهيار، بعودتها بأياد فارغة من السفرية التي قادتها إلى عين فكرون، لأن مهاجم «السلاحف» صابوني سجل هدفي أهل الدار، أحدهما بمقصية رائعة، بينما لم يكن هدف بحري كافيا لانقاذ الشباب من الهزيمة. وعلى ضوء هذه المعطيات ارتقى هلال شلغوم العيد إلى مركز الوصافة، إثر تخطيه عقبة الجار نادي التلاغمة بسلام، ليتموقع ابناء «الشاطو» في برج المراقبة مناصفة مع مولودية باتنة، التي لم تفوت فرصة اللعب للمرة الثانية تواليا داخل الديار فحققت الأهم أمام اتحاد عين البيضاء بصعوبة كبيرة بفضل هدف أمغشوش، على اعتبار أن «الحراكتة» كاتنوا قد عدلوا النتيجة برد بلقاضي على هدف ريزق، لتتجاوز بذلك «البوبية» فترة الفراغ التي كانت قد مرت بها، وتقفز إلى الصف الثاني، لكن بفارق 4 خطوات عن مولودية قسنطينة. إلى ذلك فقد استعادة اتحاد الشاوية مكانة ضمن «التوب 6» بفضل الانتصار الثمين الذي حققه في «الديربي» الذي جمعه بشباب باتنة، وهو الفوز الذي أعاد الهدوء إلى بيت أبناء «سيدي رغيس»، مع نجاة المدرب المصري البقري من مقصلة الإقالة. على النقيض من ذلك فقد خرج التضامن السوفي من سداسي المقدمة لأول مرة منذ بداية الموسم، وهذا على خلفية الهزيمة التي تلقاها في تبسة أمام الاتحاد المحلي، الذي كسب الرهان من ضربة جزاء في منتصف الشوط الثاني سجلها شريبط، وكانت كافية لتمكين «الكناري» من مواصلة الزحف بخطوات ثابتة نحو قمة الهرم، مقابل دحرجة «السوافة» إلى المركز السابع، وبالتواجد بالتالي خارج عتبة الصاعدين. من جهة أخرى فقد كان التفوق لأبناء الولاية رقم 40 في صراعهم المزدوج أمس بنظرائهم من جيجل، لأن اتحاد خنشلة اهتدى مجددا إلى سكة الانتصارات، بعد سبع جولات عجاف، وذلك بفوزه على شباب حي موسى، في مقابلة حسمها «سيسكاوة» مبكرا بهدفي كريوي ودمان، بينما تمرد شباب قايس على عاملي الأرض والجمهور وعاد بكامل الزاد من جيجل، بهدف أمضاه لوشاحي في الدقائق الأخيرة، كان وزنه أول انتصار يحرزه «القايسية» خارج القواعد هذا الموسم، وهي المخلفات التي جسدت معاناة «النمرة» وأبناء «الفيلاج» في مؤخرة الترتيب، سيما بعد انتفاضة شباب عين فكرون، لأن أمل شلغوم العيد استلم الفانوس الأحمر، ومعادلة السقوط تبقى معقدة، بتواجد خماسي في القاعدة الخلفية.