طرح أمس المشاركون في فعاليات الأيام الوطنية الأولى للأرطوفونيا، المنظمة بقسم الأرطوفونيا بكلية علم النفس و التربية في جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2 ، إشكالية مسايرة التكوين الأرطوفوني للتغيرات الاجتماعية ببلادنا. و أكد رئيس الفعالية و نائب رئيس قسم الأرطوفنيا حازم حماني، أن التكوين في هذا المجال في بلادنا مقبول إلى حد بعيد، مقارنة بعدة دول أخرى، إلا أنه يصطدم بالكثير من النقائص التي لا تزال مطروحة، في مقدمتها نقص المكونين و محدودية الأقسام الجامعية الموجهة لاحتضان هذا الاختصاص الذي يعد حديثا في الجزائر، و هو ما جعل عدد المختصين محدود عبر كل التراب الوطن، و أضاف المتحدث أن التخصصات الأرطفونية كانت في وقت ليس بعيدا، حلما بعيد المنال على الكثير من الطلبة، لعدم توفرها كأقسام مستقلة عن غيرها من الشعب، حيث كانت مرتبطة، إما بعلم الاجتماع أو علم النفس و غيرها، مع تسجيل بعض التجارب العريقة، على غرار قسم الأرطوفونيا بجامعة الجزائر. حسب بعض المتدخلين فإن التغيرات الاجتماعية التي يعرفها المجتمع الجزائري جعلت من الذهاب إلى المختص الأرطفوني من أجل الاستشارة و العلاج من بعض المشاكل ذات العلاقة بالمجال، حتمية و مطلب رئيسي، بعدما ارتبطت في الماضي بالعلاجات الشعبية . بزيادة الطلب على هذا الصنف من العلاجات المتخصصة، أصبح فتح أقسام خاصة بمختلف الجامعات أمرا ضروريا، ما نجم عنه زيادة عدد الطلبة، فعلى سبيل المثال يضم قسم علم الأرطفونيا بجامعة قسنطينة، 600 طالب سنويا، موزعين على ثلاثة تخصصات كبرى، بعدما كان وقت سابق مجرد تخصص ثانوي . الإشكال الذي يبقى مطروحا، حسب المحاضرين، الذين قدموا من عدة جامعات جزائرية، على غرار سطيف و أم البواقي و البليدة و الجزائر العاصمة، هو محدودية الفروع التابعة لعلم الأرطوفونيا، يضاف إليها نقص كبير في البرامج البيداغوجية و الوسائل و الأدوات المستخدمة في تكوين الطلبة، ناهيك عن العدد المحدود للأساتذة المحاضرين و المساعدين، و غالبا ما تستعين الجامعات بمختصين من المستشفيات و العيادات الطبية، في حين أجمع المشاركون أن هناك تحسن ملحوظ في نوعية التكوين الأكاديمي و الأبحاث و الدراسات العلمية المهتمة بالأرطوفونيا التي تجرى بمختلف جامعات الجزائر. للتذكير، فإن الأيام الوطنية الأولى للأرطوفونيا التي تختتم فعالياتها اليوم، هي الأولى من نوعها في بلادنا، حسب المنظمين، و تعرف مشاركة هامة للأساتذة و الباحثين و طلبة الدكتوراه، و تشمل تقديم مداخلات نظرية و أخرى تطبيقية ، تختتم بصياغة جملة من التوصيات سترفع إلى الوصاية من أجل العمل بها.