دق المتدخلون في اليوم الدراسي حول التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، بالمركز الثقافي الإسلامي بمدينة جيجل، نهاية الأسبوع، ناقوس الخطر تجاه هذه الشريحة التي تتألم وحدها في ظل عدم اهتمام العائلة من جهة والسلطات من جهة أخرى، لاسيما أن المصاب بالتوحد يتطلب تكفلا صعبا للغاية ومتواصلا منذ البداية. أشار مختصون في الأرطوفونيا وعلم النفس وطب الأطفال، أن هذا المرض يصيب ما يعادل 1 بالمائة من سكان العالم، أي ما يعادل 400 ألف طفل مصاب بالتوحد في الجزائر في هذه السنة، علما أن الإحصائيات الأخيرة تفيد أن الجزائر سجلت 18 ألف مصاب في سنة 2011، إلا أن الأرقام الصحيحة لا يمكن الوصول إليها - يضيف المتدخلون - بسبب كون مئات العائلات الجزائرية لا تعرض أبناءها المشكوك في إصابتهم بمثل هذا النوع من المرض على المختصين، وأن هناك أطفالا يعانون من التوحد يعيشون في ظروف صعبة بالعائلة دون الأخذ بعين الاعتبار حالاتهم، ما يزيد حالتهم سوءا. كما طالب المتدخلون السلطات الوصية بضرورة فتح مراكز متخصصة في أقرب وقت للتكفل بالأطفال طيلة ساعات اليوم، وأخذ الأمور بجدية أكثر، لأن المشكل يتفاقم للطفل في حالة وفاة الوالدين، ما يعني أن التكفل سيكون صعبا على الأقارب، وما يجعل الطفل معرضا لمختلف الأخطار. وأشارت رئيسة جمعية حنين لأطفال التوحد بجيجل، المنظمة لليوم الدراسي، أن القافلة التي قامت بها في 03 بلديات وهي الميلية والطاهير وجيجل الأسبوع الماضي، كشفت حجم الكارثة لوجود الأطفال المتوحدين في عائلات دون أن يعلموا بذلك، حيث أضافت نادية بودينة أنه تم اكتشاف أزيد من 100 حالة مشكوك في أعراضها، وتم توجيههم إلى الفرق الطبية المتخصصة لتأكيد ذلك، مشيرة أن جيجل تتوفر على ملحقة بمركز النفسي البيداغوجي للمعوقين ذهنيا الخاصة بالأطفال المتوحدين وتتكفل ب67 طفلا، إلا أن هناك 100 حالة في قائمة الانتظار، ما يستوجب فتح مركز متخصص أو أقسام تابعة للمستشفيات، كما هو الحال بالولايات الأخرى. كما أن دور الحضانة ترفض التكفل بمثل هذه الحالات للأطفال مهما كان مبلغ التكفل، لأن الطفل المصاب بالتوحد صعب جدا التحكم في سلوكاته. من جهته المختص أحسن زيغة، منسق الخلية الجوارية للتضامن بجيجل، أشار أن هذا الملتقى ينظم في إطار دعم الشراكة مع الحركة الجمعوية، والذي يهدف إلى التحسيس والتوعية من اضطراب التوحد وتوعية العائلات بالتكفل المبكر بهذه الشريحة، وكذا تحسيس كل الجهات للاعتناء بهم قبل فوات الأوان. وأشار زيغة أن التظاهرة شهدت إقبالا كبيرا للعائلات رفقة أطفالها للتشخيص، لاسيما بعدما لاحظوا عليهم أعراض التوحد، وهو مؤشر إيجابي لنتائج القافلة التحسيسية التي أتت ثمارها. من جهته، الطبيب المختص في الأطفال، سديرة علي، نائب رئيس الجمعية، وكذا الأخصائية النفسانية بومليحة حنان، وكذا الأرطفونية جديد حنيفة والأرطفوني خالد براهيمي، قدموا في البداية مفاهيم عامة عن التوحد وأعراضه، لاسيما السلوكات النادرة وعدم مراعاته معايير الأمان وعدم الخوف وعدم النظر في محدثيه، وكذا عدم الاستماع إلى مناديه وعدم تأثره بالأصوات، وله وجبات محدودة وحساسة لبعض الأطعمة وغيرها. كما تطرقوا إلى دور الأرطوفوني والمختص النفساني والطبيب في التشخيص. كما أجابوا عن استفسارات العائلات التي كانت كثيرة ومتنوعة جعلت العائلات تخرج بمفهوم جديد عن هذا المرض الذي يجهله الكثيرون. وقد عرفت قاعة المحاضرات حضورا قويا، حيث لم تستوعب القاعة الكم الهائم من المتوافدين للتعرف على هذا المرض.