حوّلت الأندية الجزائرية وجهتها خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية إلى السوق الليبية، أين تم التعاقد مع أربعة عناصر من بين 15 لاعبا وقعوا بصفة رسمية إلى غاية الآن، وهو ما يمثل تقريبا أزيد من «ربع» عدد الصفقات المحسومة لحد الآن في الميركاتو الشتوي. واستغلت الفرق الجزائرية عدم استئناف الدوري الليبي، فعالياته إلى غاية الآن، ووجهت البوصلة إلى نوادي البلد الجار بحثا عن كيفية إعارة أو انتداب لاعبين، سيما العناصر الدولية الباحثة هي الأخرى عن فضاءات للعب من أجل المحافظة على نسق المباريات والاحتكاك بمستوى أقوى. وكان فريق شبيبة القبائل، أول من دشن الميركاتو باستقدام الدولي الليبي عبد السلام الطبال، قبل أن يتبعه النادي الرياضي القسنطيني، الذي تعاقد مع ليبيين ويتعلق الأمر بكل من عبد الله العرفي وزكرياء الهريش، قبل أن يضم أمس نصر حسين داي لاعبا ليبيا آخرا وهو مؤيد القريتلي، علما وأن البطولة الوطنية تعرف تواجد أحد أبرز لاعبي المنتخب الليبي، ويتعلق الأمر بصانع ألعاب اتحاد الجزائر مؤيد اللافي، الذي يقدم مستويات جيدة مع أبناء سوسطارة، وأصبح المدلل رقم واحد على مستوى بطل الموسم الماضي. وفي السياق ذاته، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لم توقع على اتفاقية اتحاد شمال إفريقيا، مثلما قامت به الجامعة التونسية لكرة القدم. وتسمح هذه الاتفاقية، بإدراج اللاعبين المستقدمين من دول شمال إفريقيا على أنها عناصر «محلية»، ما يؤكد بأن العدد كان مرشحا للارتفاع، بدليل الهجرة الجماعية للاعبين الجزائريين إلى الدوري التونسي، في صورة كل من بن غيث وبن ساحة وبدران إلى الترجي التونسي وباكير إلى النادي الصفاقسي. وأكد عدد من المسؤولين ممن تحدثت إليهم النصر، بخصوص هذا الموضوع، بأنهم يفضلون الوجهة الليبية، لسهولة التعامل مع اللاعبين المستهدفين، وحتى سرعة الاندماج، حيث لا تقف اللغة عائقا أمامهم، كما أن الأندية أصبحت تدرس ملفات التعاقد مع لاعبين أجانب بعناية، لتفادي الوقوع في نزاعات على مستوى المحكمة الرياضية الدولية، مثلما حدث مؤخرا مع وفاق سطيف في قضية أمادا، وبعده المهاجم الكونغولي ديلان باهمبولا مع شباب قسنطينة، أين اشتكى النادي على مستوى «التاس» ونجح في الحصول على أوراق تسريحه، وتعويض مالي بقيمة ثلاثة أشهر. وفي ذات السياق، فإن الجانب المادي لديه دور كبير في تحول وجهة الأندية إلى اللاعبين الليبيين، سيما وأن أجور هذه العناصر أقل بكثير من الرواتب، التي يشترطها اللاعبون الأجانب من دول أخرى، مثلما هو الحال بالنسبة، للمستقدمين الجديدين في شباب قسنطينة.