فجر أمس، اتحاد عين البيضاء المفاجأة بعودته بانتصار ثمين من ملعب سفوحي بباتنة، أين أطاح بالشباب المحلي في ديربي خالفت أطواره كل التوقعات، لأن «الحراكتة» تحدوا أزمتهم بتشكيلة شابة، وصنعوا الحدث بضربهم كل الحسابات الأولية عرض الحائط، كما أن فوزهم كان في ظروف استثنائية، لأنهم لعبوا قرابة ساعة من الزمن منقوصين عدديا، ليخرجوا من سفوحي بثلاث نقاط، وتحت تصفيات أنصار «الكاب». المقابلة عرفت انطلاقة متكافئة بين الطرفين، رغم أن «الحراكتة» لعبوا بالتشكيلة الاحتياطية وفي غياب مدرب رئيسي، ومع ذلك فإن شبان الإتحاد كانوا الأحسن في نصف الساعة الأول، حيث أهدر كريتي فرصة افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 19 برأسية محكمة، قبل أن يكلل العمل الهجومي للضيوف بهدف السبق في الدقيقة 26 حمل توقيع بلقاضي، الذي تخلص من المراقبة على مستوى المحور، لينفرد بالحارس زيلاي، ويودع الكرة داخل الشباك. هذا الهدف المباغت حرك لاعبي الشباب، الذين خرجوا من قوقعتهم ورموا بكامل ثقلهم في الهجوم، الأمر الذي جعل السيطرة الباتنية تثمر بضربة جزاء أعلنها الحكم حنصال في الدقيقة 34، وذلك بعدما اضطر مدافع الاتحاد بوعويط إلى إبعاد الكرة بيده من على خط المرمى بعد تسديدة بورزام، في لقطة كلفت المدافع بوعويط البطاقة الحمراء، مع تولي عمران تنفيذ الركلة بنجاح، معدلا النتيجة. النقص العددي للزوار، فسح المجال أمام أهل الدار لإحكام سيطرتهم المطلقة، سيما بعد تراجع «الحراكتة» إلى الدفاع، ولو أن الحارس حملاوي لعب دور «المنقذ» بتصديه لكرة بورزام، الذي انفرد به في الدقيقة 43. مع بداية المرحلة الثانية، حاول مدرب الشباب بن علي تفعيل القاطرة الهجومية بإقحام لوز، على أمل النجاح في ترجمة التفوق العددي والبدني، لكن بورزام لم يتمكن من استغلال الفرصة التي أتيحت له في الدقيقة 54، عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس. سيطرة «الكاب» على مجريات اللعب، قابلها الضيوف بتكتل في الدفاع والمراهنة على مرتدات سريعة، كاد على إثرها المهاجم كريتي أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 59، بعد عمل فردي قام به انطلاقا من وسط الميدان، ختمه بتسديدة قوية، صدها الحارس زيلاي. ومع حلول الدقيقة 64، نفذ الزوار «سيناريو» مفاجئ بتسجيل الهدف الثاني، إثر حملة هجومية مرتدة، أنهاها بومعراف بتسديدة صاروخية خادعت زيلاي، وسط فرحة هيستيرية لشبان الإتحاد. هذا الهدف، والذي جاء عكس مجرى اللعب، دفع بمدرب الشباب بن علي إلى إقحام حميتي، بنية إعطاء ديناميكية أكثر للهجوم، لكن إستراتيجية اللعب التي انتهجها «الحراكتة» كانت الأكثر نجاعة، لأن سلاح المرتدات الهجومية كان قاتلا، بدليل أن الدقيقة 79 عرفت توقيع كريتي الهدف الثالث للاتحاد بطريقة فنية رائعة، اثر تخلصه من المراقبة على الجهة اليمنى، ليسكن الكرة في شباك زيلاي من زاوية شبه ميتة. الدقائق العشر الأخيرة، سارت في اتجاه واحد على وقع سيطرة مطلقة للمحليين، في محاولة للعودة في النتيجة، وقد نجح عيساوي في الدقيقة 85 من تقليص الفارق بضربة رأسية، وهو الهدف الذي بعث بصيصا من الأمل في قلوب لاعبي الشباب وأنصارهم، للنجاح في قلب الموازين في اللحظات الأخيرة، لكن الدقائق الخمس الإضافية التي احتسبها حنصال، لم تكن كافية، لينتهي اللقاء بفوز مفاجئ للاتحاد.