قام أعضاء من الحكومة يتقدمهم السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية أمس بزيارة تفقدية إلى مختلف ورشات مشروع مترو الجزائر، حيث تم إجراء عملية التشغيل التقني للخط الأول انطلاقا من البريد المركزي وصولا إلى حي البدر، مع معاينة آخر العمليات الجاري استكمالها بمركز التحكم والمراقبة بالرويسو وورشة الصيانة بباش جراح، ليتم الإعلان بالمناسبة ولأول مرة عن ثلاثة مشاريع جديدة تجري دراستها لتوسيع مترو العاصمة إلى غاية مناطق شوفالي، براقيوباب الزوار. فقد شكل الاحتفال بالذكرى ال47 لعيدي الاستقلال والشباب، فرصة لعدد من أعضاء الحكومة ومسؤولين في مؤسسات الدولة وعدد من المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، لزيارة آخر العمليات الجارية على إحدى أكبر الورشات الحضرية التي ستستفيد منها العاصمة، وهذا قبل أشهر قليلة من تسليمها والشروع في استغلالها التجاري، حسبما تؤكده النسبة المتقدمة التي بلغها المشروع. وكانت بداية الزيارة الاستطلاعية التي قادت السيد بلخادم المرافق بوزير النقل السيد عمار تو و11 وزيرا آخر وكذا المدير العام للأمن الوطني، من مركز المراقبة والتحكم الأتوماتيكي في المترو، حيث تم الإطلاع على البناية الإدارية ومركز القيادة الأوتوماتيكي والمراقبة عن البعد، ومركزي التموين الطاقوي لقاطرات المترو، كما تلقى الوفد الوزاري شروحات وافية عن تركيبة المشروع وتقنيات تشغيله والخصوصيات العامة التي تميز هذه الوسيلة العصرية التي سيستفيد منها سكان العاصمة، قبل أن يتم التحول إلى محطة البريد المركزي حيث صعد الوفد الحكومي والمشاركين معه في هذه الزيارة الاستطلاعية من ضيوف وممثلي الصحافة الوطنية في القطار رقم 9 المشكل من 6 عربات، والذي قطع كل مسار الخط الأول بين البريد المركزي وحي البدر الممتد على طول 9,5 كلم والمتضمن ل10 محطات، منها محطة حي البحر والشمس التي توقف عندها الوفد لمعاينة التجهيزات التقنية الحديثة التي تم وضعها لاستقبال المسافرين بالفضاءات التجارية التي تشمل شبابيك بيع التذاكر ومنطقة الركوب، لتتواصل الرحلة بعدها إلى محطة حي البدر السطحية والتي تعتبر آخر محطة يشملها الخط المبدئي في مرحلته الأولى، قبل إنهاء عمليات تمديده إلى ثلاث مناطق أخرى هي ساحة الشهداء، الحراش وعين النعجة. وبالمناسبة أوضح وزير النقل السيد عمار تو أن مشروع تمديد هذا الخط الأول لمترو الجزائر، انطلقت أشغاله منذ 8 أشهر بالنسبة لمسلك حي البدر - الحراش الممتد على طول 4 كلم، بينما تم توقيع عقد انجاز مسلك البريد المركزي - ساحة الشهداء على مسافة 1,7 كلم منذ نحو شهر ونصف، بينما يرتقب الانطلاق في أشغال توسيع الخط بين حي البدر وعين النعجة على مسافة 3,7 كلم قبل نهاية العام الجاري، على ان تستكمل كل عمليات التمديد في غضون سنة 2012 . كما أعلن الوزير في سياق متصل عن ثلاثة مشاريع توسيعية جديدة لأول خط لمترو الجزائر، تشمل عمليات إيصاله إلى غاية مناطق شوفالي، الشراقة ودالي ابراهيم انطلاقا من ساحة الشهداء، وربطه بمنطقة باب الزوار انطلاقا من الحراش وكذا تمديد خط عين النعجة إلى غاية منطقة براقي. وحسب مسؤولي مؤسسة مترو الجزائر فإن المسافة الإجمالية لهذه المشاريع الثلاثة التي تم الإعلان عن المناقصة الخاصة بدراساتها التقنية، تصل إلى نحو 17 كلم. وشكلت ورشات صيانة مترو الجزائر الكائنة بباش جراح آخر محطة من زيارة الوفد الحكومي، الذي عاين مستودع الصيانة وبرج مراقبة الأشغال والتحكم في تنظيم عمل الورشات، وبالمناسبة تم اطلاع السيد بلخادم عن نظام التكوين المعتمد من قبل مؤسسة مترو الجزائر، وهو النظام الذي يشمل فئتين، تخص الأولى أعوان الاستغلال الذين تشرف على تكوينهم مؤسسة "أر أ تي بي"، التي ظفرت بعقد تسيير واستغلال مترو الجزائر، بينما تخص الفئة الثانية مهندسي الصيانة المتكونين لدى مؤسسة "سيسمنس" التي تقود المجمع المشرف على إنجاز المشروع، وذلك بموجب عقد الانجاز الذي يتضمن جانب التكوين لمدة 8 سنوات بعد دخول العقد حيز التنفيذ. وتجدر الإشارة إلى أن مترو الجزائر الذي يرتقب الانطلاق في استغلاله التجاري قبل نهاية هذا العام، يتميز بنظام تحكم أوتوماتيكي جد متطور، وتعتبر الجزائرالمدينة الرابعة في العالم التي تتجهز بهذا النظام بعد نيوييورك، برشلونة، لوزان وباريس (الخط 14 فقط)، وفضلا عن ذلك فقد أكد وزير النقل بأن مترو العاصمة الذي يعتبر أكثر عصرنة في العالم سيسمح بشكل كبير في التخفيف من الضغط الذي تعانيه الجزائر في مجال حركة النقل، ولا سيما وأن انطلاقه سيتزامن مع بعث مشاريع نقل حضرية أخرى على غرار الترامواي والمصاعد الهوائية، بعد أن شرعت العاصمة في استغلال قطار الضواحي بشكل تدريجي. وتصل طاقة استيعاب مترو الجزائر في مرحلة أولى 21 ألف مسافر في الساعة وعلى اتجاه واحد على أن تصل إلى 41200 بعد استغلاله بشكل تام. للتذكير فقد شارك في الرحلة التقنية للخط الأول لمترو الجزائر أمس إلى جانب السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ووزير النقل عمار تو، كل من وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى، وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال، وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية السيد مصطفى بن بادة، وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد حميد بصالح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بو عبد الله غلام الله، وزير التشغيل والعمل والضمان الاجتماعي وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي السيدة سعاد بن جاب الله، كما حضر الزيارة المدير العام للأمن الوطني السيد علي تونسي، والمدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية السيد وحيد بوعبد الله وبعض رؤساء بلديات العاصمة وممثلي المجتمع المدني.