الأمن يخلي 24 وحدة من إجمالي 50 سكنا تم إقتحامها من طرف منكوبي بني محافر عاشت طيلة نهار أمس الأربعاء ضاحية بني محافر ببلدية عنابة على وقع حركة إحتجاجية، أقدم من خلالها السكان على غلق المسالك العابرة لحييهم، و المؤدية سواء إلى وسط المدينة أو إلى محور " الكورنيش "، مطالبين بضرورة التدخل العاجل للسلطات المحلية، و إتخاذ قرار يقضي بالترحيل الفوري للعائلات المنكوبة جراء الفيضانات التي شهدتها المنطقة ظهيرة أول أمس ، لأن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على عنابة أمسية الثلاثاء تسببت في إنهيار جدار خارجي لبناية تقطنها ثلاث عائلات، مما جعل السكان يلحون على ضرورة الترحيل الفوري، مع تخصيص برنامج إستعجالي لهذه الضاحية. المحتجون أقدموا على غلق الطريق بإستعمال الحجارة و المتاريس، مع تسجيل تواجد مكثف لوحدات الأمن، الأمر الذي حال دون وقوع تجاوزات، و لو أن السكان طالبوا بضرورة إحترام مصالح الدائرة للرزنامة التي كانت قد ضبطتها، و الخاصة بالكشف عن قوائم المستفيدين من السكن الإجتماعي على مستوى مختلف أحياء البلدية، لأن القائمة الموجهة لحي بني محافر، و كذا ضاحية تحصيص البرتقال كان من المقرر أن يتم الكشف عنها اليوم الخميس، لكن السلطات المحلية قررت تأجيلها إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، فضلا عن كون المحتجين طالبوا بتخصيص حصة إضافية لمنطقتهم، على إعتبار أن حصة 30 وحدة سكنية المبرمجة لن تكون كافية حسبهم لإيواء العائلات المنكوبة من الفيضانات الأخيرة.إلى ذلك فقد ظلت قوات مكافحة الشغب مرابظة بضاحية بني محافر من أجل التفاوض مع 50 عائلة كانت قد أقدمت مساء أول أمس الثلاثاء على إقتحام شقق شاغرة، هروبا من هاجس الفيضانات و السيول الجارفة التي إجتاحت المنطقة جراء تهاطل كمية معتبرة من الأمطار، لأن إنهيار جزء من جدار بناية تأوي ثلاث عائلات جعل سكان البيوت القصديرية يسارعون إلى إقتحام الشقق الجاهزة و المنجزة بالمنطقة، و قد نجحت الجهات الأمنية في إقناع 24 عائلة بمغادرة الشقق المقتحمة، بينما أصرت البقية على البقاء في السكنات التي تم إقتحمتها، رغم المساعي الحثيثة التي قامت بها وحدات الأمن، لأن السكان إشترطوا الحصول على ضمانات كتابية تقضي بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من حصة 30 وحدة سكنية المخصصة لهذه المنطقة في إطار حصة بلدية عنابة التي شرع في توزيعها منذ أول أمس الثلاثاء. و في سياق متصل فقد تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن سكان ضاحية بني محافر تكفلت ظهيرة أمس بالتفاوض مع ممثلين عن السلطات المحلية بشأن المطالب التي طرحها السكان خلال حركتهم الإحتجاجية، خاصة و أن مصالح دائرة عنابة كانت قد خصصت حصة 30 مسكنا إجتماعيا لقاطني السكنات الهشة على مستوى هذه المنطقة، و قد أكد السكان بأن السلطات المحلية وعدتهم بالإفراج عن قائمة المستفيدين من هذه الحصة اليوم الخميس، بعدما كانت في وقت سابق قد قررت تأجيل عملية الإفراج إلى ما بعد عيد الأضحى المباركعلى صعيد آخر فقد قررت مصالح ولاية عنابة منذ فجر أمس الأربعاء فرض حصار أمني مشدد على جميع المشاريع السكنية الجاهزة المنتشرة عبر كامل تراب الولاية، في إجراء يهدف إلى منع تكرار عمليات الاقتحام بالنسبة لقاطني السكنات الهشة و البيوت القصديرية، خاصة منها تلك التي إنتهت بها أشغال الإنجاز بمحاذاة القطب الجامعي الجديد بالبوني . من جهة أخرى فقد سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية عنابة في تدخلاتها سهرة أول أمس الثلاثاء إنهيارا جزئيا لسقف بناية تقيم بها سبع عائلات بحي بودياح صالح بوسط المدينة، من دون أن يخلف خسائر بشرية، سيما و ان أفراد العائلات المعنية سارعوا إلى مغادرة شققهم بمجرد ان غمرت السيول الجارفة بنايتهم، في الوقت الذي تكفلت فيه ذات المصالح بإمتصاص كميات معتبرة من المياه التي غمرت عشرات المساكن بالعديد من مناطق الولاية، خاصة على مستوى البيوت القصديرية بكل من الشعيبة بسيدي عمار، بوخضرة، أول ماي و بيداري بالبوني، مارس عمار بالحجار، فضلا عن تسجيل إنزلاقات للتربة بضاحية سيدي حرب. ص / فرطاس