* تحويل مصاب في حالة خطيرة إلى مستشفى قسنطينة اهتز، أمس، حي 70 سكنا عموميا إيجاريا بمخرج مدينة عين البيضاء في ولاية أم البواقي، باتجاه ولاية خنشلة على الطريق الوطني رقم 80، على وقع انفجار عنيف، تسبب في انهيار جدران 3 سكنات و إصابة نحو 19 شخصا من أعمار متفاوتة، بجروح و حروق متفاوتة الخطورة، في الوقت الذي سارعت مصالح دائرة عين البيضاء لاتخاذ قرار يقضي بتحويل 3 عائلات متضررة لسكنات تأويها مؤقتا، إلى غاية انتهاء لجان التحقيق و أعوان مخبر المراقبة التقنية للبناء من عملهم، للتأكد من سلامة العمارة و عدم تشكيلها خطرا على صحة و سلامة قاطنيها مستقبلا، فيما احتج سكان العمارة المتضررة و آخرون من جيرانهم، بغلق الطريق أمام حركة المرور، مطالبين بإيجاد حل جذري للمتضررين، مع استعجالهم توزيع السكنات الاجتماعية. بيان خلية الإعلام بمديرية الحماية المدنية بأم البواقي، أشار إلى أن عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية بعين البيضاء، تدخلت بدعم من الوحدة الرئيسية و الوحدتين الثانويتين ببريش و فكيرينة، صباح أمس في حدود الساعة السادسة و47 دقيقة، إثر وقوع انفجار شقة في الطابق السفلي لعمارة على مستوى حي 70 سكنا اجتماعيا بطريق خنشلةبعين البيضاء، أدى بحسب البيان، إلى تسجيل 19 ضحية من الجنسين من بينهم 7 أطفال، نقلوا إلى مستشفى زرداني صالح المحلي في حالات صدمة و ضيق في التنفس و لهم إصابات مختلفة من دون تسجيل حالات وفاة. أما على مستوى مصلحة الاستعجالات بمستشفى زرداني صالح، فقال القائمون على المصلحة، بأنهم استقبلوا 13 مصابا في حادث الانفجار، بينهم 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 18 شهرا و 8 سنوات و5 نساء أعمارهن تتراوح بين 26 سنة و 50 سنة، بينهن سيدة حامل نقلت رفقة طفلين إلى مستشفى الأمومة و الطفولة بومالي بطريق مسكيانة، إضافة إلى 3 رجال أعمارهم بين 28 و 44 سنة، من بينهم الشاب المدعو (زراري زوهير) 28 سنة، أصيب بحروق من الدرجة الثانية استدعت تحويله على جناح السرعة إلى مستشفى قسنطينة الجامعي. شركة الكهرباء تتحدث عن انفجار قارورة غاز و نفطال تنفي و تكشف المعاينة الميدانية التي قمنا بها لتغطية مخلفات الحادث، عن أضرار معتبرة لحقت بثلاثة سكنات في الطابق الأرضي، إلى جانب تضرر سكنات مجاورة و تحطم زجاج نوافذ كل السكنات المتواجدة في محيط الشقة التي اهتزت أولا على وقع الانفجار. و يذهب أحد السكان المتضررين، للتأكيد بألا أحد يجزم بأن قارورة غاز هي من وراء الانفجار، مبينا بأن مطلب السكان الوحيد، ترحيلهم لسكنات لائقة و تدخل السلطات الولائية للوقوف إلى جانب المتضررين، و يبين رئيس دائرة عين البيضاء، بوعزيز عبد العزيز، بأن صاحب الشقة التي حصل بها الانفجار، تم قطع التموين على منزله بالغاز الطبيعي طيلة السنتين الماضيتين، نتيجة لتراكم ديون بقيمة 2.8 مليون سنتيم، و أضاف المتحدث، بأن مصالحه قررت ترحيل 3 عائلات لثلاثة سكنات بينهم عائلة، تبين بأنها تضم لوحدها 3 عائلات و التي منحت سكنا واحدا يأوي أفرادها، مضيفا بأن تقنيي مخبر المراقبة التقنية للبناء، باشروا تحقيقاتهم للتدقيق في مخلفات الانفجار و إمكانية تأثيره على بقية السكنات في الطوابق العليا و مدى تأثر بقية العمارات المجاورة و أوضحت بعض المصادر، بأن الأعوان المتدخلين للحماية المدنية، اعتبروا بأن أسباب الحادث مجهولة، فحتى قارورات الغاز الأربعة التي كانت داخل الشقة التي وقع بها الانفجار، كانت في حالة جيدة. مدير شركة توزيع الكهرباء و الغاز بأم البواقي، أوضح في تصريح خص به النصر، بأن الشقة التي وقع بها الانفجار، قطع عنها التموين لنحو سنتين، مشيرا إلى أن قارورة غاز البوتان تكون وراء الحادث و أكد على أن لجنة تقنية تم إيفادها من الشركة، للوصول إلى الأسباب الحقيقية للانفجار. من جهته فند مصدر من داخل شركة نفطال، بأن تكون قارورة غاز البوتان هي المتسبب في الحادث، مبينا بأن أعوان الحماية لم يلحظوا أي آثار انفجار على 4 قارورات غاز وجدت داخل السكن و من خلاله ففي حال انفجار قارورة غاز، فآثار الحروق ستكون واضحة على سطحها الخارجي و يغلب عليها اللون الأسود، غير أن ذلك لم يحدث، معتبرا بأن انهيار جدران 3 شقق لا يكون نتيجة لانفجار قارورة غاز و الأمر يتطلب كمية كبيرة من الغاز ليحدث مثل هذا الضرر، ملمحا إلى احتمال حدوث تسرب من الشبكة الداخلية للغاز الطبيعي للسكن و نتيجة لذلك انتقل الانفجار للسكنات المجاورة عبر القنوات الداخلية المزودة بالغاز. متضررون ينتقدون رداءة إنجاز السكنات عشرات السكان القاطنين بالحي و الذين التقينا بهم في محيط السكنات التي تضررت نتيجة للانفجار العنيف، قالوا بأنهم سمعوا دوي انفجار هائل في حدود الساعة السابعة صباحا و عند خروجهم، تأكدوا بأن الأمر يتعلق بثلاث شقق، الأمر الذي استدعى تجند الجميع لنقل المصابين إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي. و أوضح بعض سكان الحي، بأنهم يعيبون غياب السلطات المحلية عن المجمع الذي يعاني الإقصاء و التهميش، على حد قولهم، مبينين بأن سكناتهم التي استفادوا منها سنة 2010، جدرانها متصدعة و متشققة و آيلة للسقوط في أية لحظة و هو ما اضطر كثيرا من السكان للقيام بترميمات داخلية و خارجية، لإخفاء آثار التشققات. و ندد سكان الحي بعدم برمجة أي مشروع تنموي في محيط سكناتهم، التي باتت فضاء لانتشار الجرذان و الروائح الكريهة، التي تنبعث من قنوات الصرف الصحي الموصولة بالمذبح البلدي المتواجد بجوار السكنات و أشار بعضهم، إلى أن أشغال الربط بالغاز الطبيعي، لم تكن وفق قواعد و أسس مهنية، نتيجة لانتشار رائحة غاز المدينة في أرجاء الحي على مدار العام. و نقلنا بعض السكان إلى داخل الشقق التي أنجزت بمعايير وصفت بالمغشوشة، حيث يضم الطابق الواحد أربعة سكنات، منها شقة من صنف «F2»، أغلبها تضررت نتيجة تشققات، دفعت البعض لاستعمال سلسلة حديدية لوقف تشقق جدار خارجي و طالب سكان في الحي، ببرمجة مشروع للتهيئة الخارجية و رفع مخلفات النفايات المنزلية التي شوهت الواجهة الخلفية للحي. في الوقت الذي كان المتضررون يسارعون للاستنجاد بمركبات لنقل أغراضهم باتجاه السكنات التي وضعتها مصالح الدائرة بالتنسيق مع ديوان الترقية و التسيير العقاري تحت تصرفهم، لترحيل أغراضهم، ذهب آخرون لغلق الطريق الوطني رقم 80 عند مفترق الطريق المؤدي للحي السكني الجديد بجوار المذبح البلدي، منتقدين حسبهم غياب السلطات الولائية و المحلية باستثناء رئيس الدائرة و بعض المنتخبين المحليين، أين طالبوا باتخاذ إجراءات و حلول جذرية لترحيل قاطني السكنات التي لم يتضح بعد مصير قاطنيها، نتيجة عدم ظهور نتائج المعاينات التقنية و ذهب آخرون للتأكيد بأنهم من طالبي السكن الاجتماعي و أغلقوا الطريق ليستعجلوا لجنة الدائرة بخصوص توزيع السكنات الاجتماعية التي انتهت بها الأشغال.