اضطر المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير إلى تمديد عهدة رؤساء كل الرابطات التي تشكل المنظومة الكروية الوطنية، في إجراء يبقى ساري المفعول إلى إشعار آخر، لأن الوضع يبقى مقترنا بتطورات الأزمة الوبائية، والتفكير في العهدة الأولمبية الجديدة، يمر عبر تلقي الضوء الأخضر من وزارة الشباب والرياضة، لبرمجة جمعيات عامة انتخابية، بعد رفع الحجر الصحي، على اعتبار أن الوصاية كانت قد طلبت من الفاف، الرزنامة المقترحة لتنظيم الدورات الانتخابية للرابطات، لكن أزمة فيروس كورونا أجلت مرحلة التنفيذ، كما أن تجديد الرابطات يكون في المقام الثاني، ونقطة الانطلاق بالنسبة للوزارة تكون من النوادي. قرار التمديد كان حتميا، وأملته الظروف المقترنة بالأزمة الوبائية، لأن وزارة الشباب والرياضة، كانت قد قررت تعليق كل الجمعيات العامة للرابطات، وهذا بمجرد الشروع في تطبيق تدابير الحجر الصحي منذ منتصف مارس الفارط، ولو أن المكتب الفيدرالي كان قد بادر إلى ضبط رزنامة أولية لتجديد المكاتب التنفيذية لجميع الرابطات، قبل أن تطفو على السطح إشكالية المراسلة، التي وجهتها الوصاية إلى مختلف الفيدراليات الرياضية الوطنية بتاريخ 08 جوان 2020، لأن هذه المراسلة جرّدت الفاف من حق تنظيم الجمعيات الانتخابية لمختلف الرابطات، فضلا عن قضية تعديل القوانين الأساسية، على اعتبار أن الهيئة التنفيذية لاتحادية كرة القدم، كانت قد فتحت ورشة كبيرة لتعديل القوانين الأساسية لبعض الرابطات، انطلاقا من الرابطة المحترفة، مرورا برابطتي الهواة وما بين الجهات، وذلك بالاتخاذ من مخلفات الصيغة الجديدة للمنافسة كمنطلق للتغيير الإجباري في التركيبة، وصولا إلى القانون الأساسي للفاف، وتعليمة الوزير خالدي أبقت كل شيء «مجمدا» إلى إشعار آخر، مع عدم اتضاح الرؤية حول مصير «الروتوشات»، التي أدخلتها الاتحادية على بعض النصوص القانونية، التي تضبط الجمعية العامة لمختلف الهيئات. وألح المكتب الفيدرالي في اجتماعه ليوم الثلاثاء الفارط، على ضرورة استعجال عقد الدورات العادية للرابطات المتأخرة، قبل المرور إلى العملية الانتخابية، وهو الإجراء الذي يخص 14 رابطة، كانت قد اضطرت إلى التأجيل بسبب تعليق التجمعات والنشاطات منذ منتصف مارس الفارط، ويتعلق الأمر بسبع رابطات ولائية، من بينها سكيكدة، جيجل، عنابة، سوق أهراس، البويرة وتندوف، إضافة إلى 4 رابطات جهوية، وهي باتنة، سعيدة، وهران ورابطة الجنوب الغربي، بينما تبقى 4 رابطات ذات طابع «وطني» معنية بهذا الإجراء، انطلاقا من الرابطة المحترفة، مرورا برابطتي الهواة وما بين الجهات، وصولا على الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية، وهذا التأجيل أبقى نشاط المكاتب التنفيذية لهذه الهيئات متواصلا قانونيا، في ظل عدم عرض التقريرين المالي والأدبي للعهدة الأولمبية الجارية، فضلا عن عدم تنصيب لجنتي الترشيحات والطعون على مستوى كل رابطة، كما أن الإتحادية كانت بتاريخ 21 فيفري 2020، قد أصدرت تعليمة تقضي بإنهاء عهدة الهيئة التنفيذية لكل رابطة بمجرد تنظيم الجمعية العامة العادية، مع تكليف الرئيس المنتهية عهدته بالإشراف على التسيير الإداري لشؤون الرابطة إلى غاية نهاية الموسم، وهي الخطوة التي مست 47 رابطة ولائية وجهوية على الصعيد الوطني، الأمر الذي أبقاها دون هيئة تنفيذية منتخبة. وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن الفاف اضطرت إلى التمديد الآلي لعهدة رئيس كل رابطة، كانت قد عقدت جمعيتها العادية، وهذا لإضفاء الشرعية على النشاط الذي تقوم به الهيئات الكروية، بعد الموعد الذي كان محددا لانتهاء العهدة الأولمبية في أواخر شهر جوان المنقضي، بينما تبقى 14 رابطة أخرى تحافظ على تركيبتها كاملة، بعد العجز عن تنظيم الجمعيات العادية بسبب أزمة كورونا، رغم أن المكتب الفيدرالي كان قد حدد نهاية شهر مارس الفارط، كآخر أجل لإنهاء العهدة بالنسبة لجميع الرابطات، مع تكليف الرؤساء «المنتخبين» بمهمة التسيير الإداري فقط، وهي حسابات أسقطتها الأزمة الوبائية في الماء، وتلتها تعليمة الوزارة بخصوص الرزنامة وكذا تعديل القوانين الأساسية، لتزيد في تعقيد محل الفاف من الإعراب في هذه القضية، خاصة وأن النصوص المصادق عليها تنحصر في قوانين الرابطات الولائية والجهوية فقط، وذلك منذ مارس 2019.