الاستشارة الكتابية قد تعمق الأزمة اعتبر عزيز عباس مدرب وداد تلمسان، الضبابية التي باتت تخيم على مستقبل المنافسة أمرا لا يخدم الفرق، واصفا ما يحدث في الساحة الكروية ببلادنا، بالقبضة الحديدية بين الفاف والوزارة الوصية. وقال عباس في حوار مع النصر، إن تعنت زطشي من أجل تجسيد مشروعه، المتعلق بنظام المنافسة يعد السبب في بقاء حالة «السوسبانس»، معتبرا المعادلة المطروحة، كان بالإمكان تفاديها لم تم في نظره تطبيق مقترح رئيس الرابطة المحترفة مدوار، ومن ثمة تجنب كل هذا الهول، الذي عطل مصالح الفرق على حد تعبيره. *ما هي قراءتك لحالة الغموض، التي تشوب مستقبل المنافسة؟ دعني أقول بأن ما يحدث يعد قبضة حديدية في غياب الحكمة وروح المسؤولية بين الفاف التي تريد تطبيق مشروعها المتعلق بنظام المنافسة، والوزارة الوصية المصرة على ضرورة احترام القوانين، فكان بإمكاننا أن لا نصل إلى هذا الحد، لو تحلت الأطراف المعنية بشيء من التعقل وتوحدت الرؤى والصفوف، بعيدا عن الحسابات الضيقة والتصلب في الرأي. لذلك أنا جد متأسف لهذا الوضع الذي صراحة لا يخدم الكرة الجزائرية عامة والفرق على وجه الخصوص، خاصة وأن الخيارات للخروج من هذا المأزق متوفرة. *برأيك ما هي الحلول الناجعة لإنهاء الجدل القائم؟ شخصيا، تمنيت لو تبنت الفاف خارطة طريق رئيس الرابطة المحترفة مدوار، الذي قام في نظري بعمل كبير أثمر إقناع 28 فريقا من أصل 32 يشكلون بطولة الاحتراف، بتغيير نظام المنافسة لموسم واحد لظروف استثنائية، باعتماد مجموعة واحدة للرابطة الأولى ب20 فريقا وصعود 4 نوادي من الرابطة الثانية مع إلغاء النزول، وأعتقد بأن موافقة 28 رئيسا على هذا الاقتراح، كان كفيلا بفك العقدة ووضع حد لحالة «السوسبانس»، لأن الأمور على مستوى الفرق بلغت درجة كبيرة من القلق والتذمر. *وكيف ترى مستقبل المنافسة؟ في جميع الحالات والصيغ التي سيتم تطبيقها، فريقي وداد تلمسان سيكون ضمن الصاعدين للمحترف الأول، ولو أنني أنتظر بروز خلافات أخرى بين أصحاب المصالح، ما يحز في نفسي، غياب الشجاعة اللازمة لتحمل المسؤولية وحل الأزمة، التي طالت وأخشى أن تتوسع أكثر وتأخذ أبعادا أخرى، لذلك أرى بأنه على مسؤولي الكرة الإسراع في تطويقها قبل استفحالها، خاصة وأن مختلف الفاعلين في المنظومة الكروية، نفذ صبرهم بعد أن تعطلت مصالحهم. *ألا ترى بأن استمرار الوضع، قد يشكل عائقا أمام المدربين واللاعبين المنتهية عقودهم، لتحديد وجهتهم القادمة؟ شخصيا، الضبابية في مصير المنافسة وضعتني في موقف حرج للحسم في مستقبلي، سيما وأنني تلقيت عديد العروض من نوادي بالقاعدة الشرقية، تنشط في دوري المحترفين، ولم أقوى على الرد عليها، بحكم أنني مرتبط لحد الآن بعقد مع الزيانيين، ورئيس الفريق يأمل في بقائي. وهو نفس الانشغال بالنسبة للاعبين، الذين باتوا يخشون على مصيرهم في ظل عدم تأكدهم من الاحتفاظ بهم والصعوبة التي قد يجدونها للحسم في وجهتهم المستقبلية، أمام مخلفات جائحة كورونا وأثارها السلبية على الجانب المالي. *وماذا تنتظر من الاستشارة التي سلكتها الفاف ؟ كنت آمل في إنهاء الإشكال، مباشرة بعد الدورية التي قام بهام مدوار نحو الغرب والشرق ثم الوسط، نظرا لكسبه ثقة 28 فريقا لتعليق المنافسة، لكن التباين في الأفكار، جعل مصير البطولة الاحترافية تحدده القاعدة المشكلة في غالبيتها من أندية الهواة، ما هو أكيد أن هذه الاستشارة لن تأت بأي جديد، بل بإمكانها أن تزيد من حدة الخلافات، حتى وإن كانت الأمور تبدو لي قد حسمت بنسبة كبيرة، نحو اللجوء لصعود 4 فرق من المحترف الثاني وإلغاء السقوط، مع تغيير طفيف في نظام الهواة ولو لموسم واحد، قبل العودة في الموسم الموالي إلى تطبيق مشروع المنافسة، الذي تبنته الجمعية العامة للفاف، المنعقدة في سبتمبر 2019 بورقلة.
