جدد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود مساء الأربعاء الماضي بالجزائر العاصمة دعم الحكومة لمؤسسة الأمن الوطني بكل الوسائل المادية والمعنوية لتمكينها من أداء مهامها بكل أريحية في إطار تطبيق سيادة القانون ومواثيق الجمهورية. وأكد الوزير في كلمة له خلال حفل نظم بمناسبة الذكرى 58 لتأسيس الشرطة الجزائرية بأن الحكومة «أولت أهمية بالغة لموضوع الأمن في برنامج عملها آخذا مشاربه ومستمدا مرجعيته من برنامج رئيس الجمهورية لما له من انعكاسات جد ايجابية على توفير مناخ ملائم للاعمال ومحفز للنهوض بمختلف القطاعات الحيوية بما يضمن أيضا الاستقرار والرخاء الاجتماعي ويقوي روح التلاحم والتآخي بين الأفراد». ويرى السيد بلجود بأن «الشرطة بحكم موقعها المؤسساتي تضطلع رفقة شركائها في الميدان العمليات بحماية الأشخاص والممتلكات حيث أثبتت وجودها وفعالية نشاطها باعتبارها أداة فعالة في مواجهة الجريمة بكل أشكالها دون أن تغفل عن دورها المحوري في ديمومة الحفاظ على النظام العام». وأشار في هذا الإطار بأن عناصر الأمن الوطني « تميزوا بالكفاءة و الاحترافية في جميع القضايا التي عالجوها في نطاق اختصاصهم مما جعلوا تجاربهم محل اهتمام دول شقيقة وصديقة ملتمسة بالاستفادة من خبراتهم» . وذكر في هذا الإطار بالدور الفعال لهذه المؤسسة الأمنية في «تغطية مجمل الأحداث الهامة التي عاشها الوطن أين أثبت منتسبوها مستوى عالي من التحكم في زمام الأمور منفردين بتعاملهم السلس في تسيير ومرافقة الحشود متحملين قساوة الظروف الناجمة عن التقلبات المناخية والمزاجية وغير مبالين بتلك التصرفات الاستفزازية الصادرة أحيانا عن بعض الأطراف مما جعلهم مضرب الأمثال في الحكمة والتعقل «. وذكر في هذا الإطار بوقوف «أفراد الشرطة أيضا بكل اقتدار أمام تداعيات الأزمة الصحية التي ألمت بالعالم كله نتيجة تفشي وباء جائحة كورونا حيث أبانت على وعي كبير من المسؤولية ونكران الذات وكلهم إدراك أن آليات المحافظة على السكينة العامة والتكفل بالأمن الصحي، مجندين في الصفوف الأولى لمؤازرة مستخدمي الصحة العمومية ومختلف الشركاء الفاعلين في المنظمة الصحية للسهر على تطبيق الإجراءات الاحترازية لوضع حد لانتشار هذا الوباء الخطير و ذلك لأمن المواطن» . إن «هذه الوقفات المشرفة التي تعكس مدى ارتقاء الشرطة إلى مصاف الأجهزة الأمنية الرائدة» --يضيف الوزير «تحفزنا كممثلين للسلطات العمومية على دعمها بكل الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة وهي كفيلة كذلك لتمكينها من بلوغ الأهداف المرجوة لتعزيز وبناء شرطة قوية ومتكاملة عمادها الأمن و مبتغاها خدمة الصالح العام وفق قوانين الجمهورية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان». بالمناسبة اعتبر السيد بلجود هذه الذكرى «فرصة سانحة لاستذكار الذين نالوا شرف الشهادة دفاعا عن أمن الوطن واستقراره وكذا فئة المتقاعدين الذين خدموا بإخلاص ووفاء هذه المؤسسة الأمنية طلية مساراتهم المهنية الحافلة» داعيا في نفس الوقت منتسبي الشرطة إلى «البقاء متراصين فيما بينهم خدمة للصالح العام واقفين بالمرصاد للتصدي بحزم وعزم لمحترفي الإجرام وأعداء الإنسانية وليعوا جيدا أن التاريخ سيسجل مواقفهم البطولية وما حققوه من انجازات ستظل شهادة على بسالتهم وتضحياتهم المستمرة في سبيل الوطن والمواطن». من جهته اعتبر المدير العام للأمن الوطني خليفة أونيسي مؤسسة الشرطة الجزائرية أحد «المكاسب الهامة والمتعددة التي جاءت لتعزز هرم الدولة وتقوي ركائزها» مشيرا إلى أنها تعد بمثابة ثمار استرجاع الشعب الجزائري لسيادته مقابل ضريبة كبيرة من الدماء دفعها أبناء هذا الوطن من جحافل من الشهداء والمجاهدين عبر مراحل متتالية من تاريخ الحافل بالبطولات والأمجاد». وأشاد السيد أونيسي بالجهود الجبارة المبذولة من قبل منتسبي الأمن الوطني في مجال «تصديهم للجريمة بكل أشكالها «مشيرا إلى أن «نسبة التغطية الأمنية لمصالح الشرطة عبر قطاع اختصاصها بلغت 87 بالمئة .داعيا منتسبي الأمن إلى «بذل المزيد من المثابرة في أداء مهامهم النبيلة ضمانا لخدمة أمنية ترقى إلى مستوى تطلعات المواطن». ودعا بالمناسبة موظفي الأمن الوطني بأن «لاينجروا وراء الأقاويل الكاذبة والادعاءات المغرضة التي تبثها وتسوقها بعض الأطراف التي يزعجها كثيرا أجواء الأمن والاستقرار السائدة في البلاد ومؤسساتها، فتحاول يائسة فبركة سناريوهات لبث الشكوك والبلبلة انطلاقا من منصات أغلبها خارج التراب الوطني «مؤكدا في نفس الوقت بأن «مخططاتها لن تتحقق ما دام المخلصون الصادقون لها بالمرصاد» . بالمناسبة تم تقليد الرتب لعدد من أفراد الشرطة من مختلف الأسلاك من بينهم ثمانية إطارات تم ترقيتهم في رتبة مراقب عام للشرطة بالإضافة إلى مختلف الرتب الأخرى في سلك الشرطة والأعوان الشبيهين. كما تم خلال هذا الحفل تكريم المراقب العام للشرطة عيسى نايلي مدير الأمن العمومي من قبل وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني نظير تميزه في أداء مهامه بكل احترافية وتفاني والمساهمة في تطوير مناهج العمل المتعلقة بحفظ النظام وفنون القيادة . كما تم أيضا تكريم أعضاء اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة فيروس كورونا والطاقم الطبي المسخر من طرف الأمن الوطني لمكافحة هذا الوباء إلى جانب عدد من متقاعدي القطاع وثلاثة رياضيين من النخبة.