الكاب يواصل سقوطه الحر كان بإمكان شباب باتنة أن يكسب الرهان أمام جمعية الخروب، بالنظر لفيزيونومية المقابلة، إلا أنه اكتفى بنتيجة التعادل وأهدر نقطتين على قدر كبير من الأهمية، مكرسا بذلك معاناته وعجزه عن طرد النحس وفك العقدة التي لازمته منذ أربع جولات. المباراة وعلى قدر أهميتها، تميزت بالاندفاع البدني والتوتر العصبي، ما جعل فرص التهديف ضعيفة سيما في الشوط الأول، بعد أن فضل كل طرف مراقبة اللعب وانتظار أخطاء منافسه، ولو أن المحليين كانوا السباقين إلى صنع اللعب من خلال الضغط على منطقة الحارس طوال المدعم بدفاعه، الأمر الذي أعطاهم الأسبقية في محاولة تهديد مرمى الجمعية التي فضل لاعبوها تحصين مواقعهم الخلفية، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. الباتنيون الذين كانت لهم الأولوية في كسب الصراعات الثنائية أبانوا عن نزعة هجومية ملحوظة مكنتهم من نقل الكرة والخطر إلى المعسكر المقابل، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك طوال رغم الفرص القليلة المتاحة لبوتريعة (د8) وبوشوك في مناسبتين (د12و19). تكتل أشبال خزار في منطقتهم وغلقهم كل المساحات، صعب من مهمة أصحاب الأرض الذين تاهوا بين الرغبة في التهديف والخلط بين السرعة والتسرع، الأمر الذي فوت على سعيدي فرصة سانحة لخطف هدف السبق(د26)، قبل أن يتصدى الحارس بولطيف لقذفة بن أمقران(د32). ومع مرور الوقت، ارتفع الضغط النفسي للمباراة في ظل صمود الزوار، وإبدائهم روح المقاومة، تزامنا مع سقوط رفقاء بوشوك في اللعب العشوائي والارتجالية، ولو أن كرة بن عمارة كادت أن تهز شباك طوال إثر تنفيذ مخالفة(د42). المرحلة الثانية، عرفت استفاقة أشبال عامر جميل بعد أن تحركت آلتهم الهجومية، حيث حملوا مشعل المبادرات، سعيا منهم لاختراق دفاع الحمراء الخروبية الذي عاش الأمرين، غير أن نقص الفعالية وقلة التركيز فضلا عن التوتر العصبي، حال دون ترجمة الفرص المتاحة خاصة لبوشوك (د58)، ثم بن عمارة (د62)، فيما رفض الحكم عاشوري هدفا للبديل عمران (د69) بحجة وضعية تسلل وسط احتجاجات الباتنيين. بعدها انتعش اللعب أكثر من جانب رفقاء فزاني الذين رموا بكامل ثقلهم في الجهة المقابلة في محاولة لترجيح الكفة، باللجوء إلى الإنجاز الفردي الذي كان مفعوله أخطر على غرار قذفة سعيدي(د72)، لينسج على منواله بوشوك(د79)، فيما فضل الزوار تسيير النتيجة والوقت بالاقتصاد في الجهد، حيث أحجموا على اللعب الهجومي، مع تعزيز خطهم الخلفي، وهو ما جعلهم يتحملون عبء اللعب، وضغط الكاب الذي لم يكن فعالا، حتى وإن رفض الحكم هدفا آخر للشباب سجله البديل سيفور(د86)، بحجة عدم شرعيته، لتبقى الأمور على حالها إلى غاية نهاية اللقاء بتعادل يخدم أكثر الجمعية، في وقت يواصل الكاب سقوطه الحر إلى إشعار آخر. م مداني