أعربت وزيرة الثقافة و الفنون مليكة بن دودة عن سعادتها باستقبال عميد الأغنية الشاوية عبد الحميد بوزاهر، و اعتبرته إنسانا و فنانا استثنائيا، يرمز لعبق الأصالة و روح المحبة. و بعد اللقاء و الحفل الذي تم تكريمه خلاله، في إطار اختتام الأيام الوطنية للباس التقليدي، نشرت الوزيرة بصفحتها الرسمية على موقع فايسبوك، صورة تجمعها بالفنان، وكتبت ما يلي « سعدت أمس باستقبال الفنان الكبير عبد الحميد بوزاهر، جاء محمّلا بالصّدق والمحبّة وبخطاب العطاء، قليلون هم الذين يبادرون بكرم و محبّة و يكتمون حاجتهم، بوزاهر واحد من هؤلاء؛ عندما علمت قبل أسابيع أنّه متعب ويعاني صحيّا اتصلت به، و تبادلنا الحديث في الفن و الثّقافة و الحياة، و اكتشفت من خلاله، رجلا وفنانا لا نلتقيه كلّ يوم.. سعيدة بك سيّدي الكريم وبنموذجك المخلص والصّادق والعميق». جدير بالذكر أن عبد الحميد بوزاهر، البالغ من العمر75 عاما، قال في حواره الأخير مع النصر في شهر أوت الفارط، أنه يعاني من ثالوث المرض و الفقر و التهميش، بعد أن كرس 52 عاما من حياته للغناء و الحفاظ على التراث الفني الشاوي و الارتقاء به، و اتخذه مصدر رزقه الوحيد. و أضاف ابن خنشلة، أنه يعاني من السكري و ارتفاع الضغط الدموي و القلب و التهاب المفاصل، ما جعله يدخل المستشفى للعلاج، ثم يلازم بيته، و يمتنع عن إحياء الحفلات و الأعراس منذ أكثر من سنة، فسقط في قبضة ظروف اجتماعية و مادية قاسية، مردفا أنه يعيش على الأدوية و الخبز و المصبرات، بعد أن أنهكته الشيخوخة و الأمراض المزمنة و جحود الأقربين. و شدد بوزاهر في ذات الحوار مع النصر أن كل ما يتمناه هو أن تلتفت السلطات العليا للبلاد لفنانين أسعدوا الجمهور لأكثر من نصف قرن، و لا يستطيعون مواصلة العطاء الفني لأسباب صحية، معترفا أنه ينتمي إلى هذه الفئة التي تعاني في صمت و تشعر بالألم و الإهانة، عندما تكتفي مصالح البلدية التي يقيم بها، بتقديم له قفة للمواد غذائية في رمضان. بطل «عيسى الجرموني»، الفيلم الوحيد الذي قدمه خلال مساره الفني المرصع بعشرات الأغاني الخالدة، أوضح أن آخر عرس أحياه منذ أكثر من سنة، أي قبل أن يضطره المرض إلى ملازمة الفراش، و حتى المنحة التي تلقاها منذ شهور، على غرار بقية الفنانين من قبل مصالح وزارة الثقافة، اضطر لإنفاقها في جنازة زوجته، و هو الآن دون دخل، أو مساعدة من أي جهة، لهذا يلتمس من الوصاية دراسة إمكانية تخصيص منحة لكل فنان، قدم الكثير للساحة الفنية طيلة عقود طويلة من الزمن، و أقعده المرض عن العطاء الفني، و ليس له أي مصدر دخل، مضيفا بأنه يتمنى دراسة هذه الحالات في قانون الفنان الذي يجري إعداده، حفاظا على كرامة و إنسانية هذه الفئة الصامتة المهمشة، و يبدو أن لقاء بوزاهر أول أمس بوزيرة الثقافة، أول خطوة لكسر حاجز التهميش، و طرح انشغالاته.