شهد، أمس، الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور بولاية قسنطينة، تنظيما محكما حيث لم تُسجل اختلالات تُذكر باستثناء تلك المتعلقة بعدم حصول مواطنين على بطاقات الناخب أو عدم العثور على أسمائهم في القوائم، فيما تم احترام البروتوكول الصحي إجمالا، و قد تصدرت زيغود يوسف البلديات من حيث نسبة المشاركة، بينما تذيلت عاصمة الولاية الترتيب، وكانت أعلى معدلات للتصويت بالبلديات الشمالية. و سجلت نسبة التصويت ارتفاعا تدريجيا بولاية قسنطينة، منذ فتح المكاتب، حيث بلغت 4.44 بالمئة على الحادية عشرة صباحا لتصل إلى 10.72 بالمئة على الساعة الثانية زوالا ثم 16.58 بالمئة في الخامسة، حسبما أوضحه عبد العالي لرقط، المكلف بالاعلام بالمندوبية الولائية لقسنطينة بالسلطة الوطنية للانتخابات، و الذي أكد للنصر أن العملية سارت بصورة جيدة ولم تعرف اختلالات أو شكاوى تذكر وقد بلغت النسبة عند إغلاق المكاتب 22.17 بالمئة. بوسط مدينة قسنطينة كان المواطنون أوفياء لعاداتهم الانتخابية، حيث كان الاقبال ضعيفا صباحا وارتفع تدريجيا لتبلغ نسبة التصويت بعاصمة الولاية و التي كانت الأدنى ولائيا 13.43 بالمئة عند الخامسة، وكالعادة سجل في الساعات الأولى من العملية حضور لافت لكبار السن، على غرار ما لاحظناه بمركز الإخوة بوجريو، إذ ارتفع عدد المتوافدين على المكاتب تدريجيا. كما عرف مركز بن عبد المالك رمضان هو الآخر بداية محتشمة في الصبيحة، قبل أن يشهد توافدا نسبيا للمواطنين بعد الساعة العاشرة صباحا، شأنه في ذلك شأن مركز بوغابة رقية في الجهة المقابلة. وعلى خلاف ذلك شهد أحد مراكز الانتخاب بحي بوذراع صالح توافدا معتبرا من الناخبين من مختلف الفئات العمرية، وذلك منذ الساعات الأولى للصباح، وهو ما أكده أحد الشباب في حديثه للنصر، حيث قال إنه يفضل الانتخاب كل مرة في وقت مبكر لكي يتفرغ لأشغال خاصة بعد ذلك. أما بخصوص البروتوكول الصحي المعتمد، فقد وقفنا على توفر المعقم على مستوى كافة المكاتب الانتخابية، التي زرناها بشكل كبير، فيما يتم منح كمامة لكل ناخب لا يرتديها قبل دخوله المركز. وفي حي الزيادية، لم يجد مواطنون قدموا للتصويت بمركز مفدي زكريا، أسماءهم في السجلات رغم أنهم تعودوا على التصويت بهذا المكان، أما بحي بوالصوف فقد وجدنا أن مواطنين لم يعثروا على أسمائهم أيضا، وهو ما أرجع القائمون على العملية إلى عدم شطب هؤلاء لأسمائهم من مراكز أخرى. أشرطة للتوجيه و معقمات في متناول الناخبين وعلى مستوى بلدية حامة بوزيان التي بلغت نسبة المشاركة بها 18.09 بالمئة على الخامسة مساء، كانت نسبة التصويت قد وصلت إلى حوالي 7 بالمئة على العاشرة صباحا على مستوى مركز عميور محمد، حيث لاحظنا لدى زيارته صباحا احتراما للبروتوكل الصحي، و كان العاملون داخل المكاتب و خارجها يرتدون كمامات وقفازات بلاستيكية، وتم وضع معقمات في المدخل مع استعمالها قبل وبعد عملية التصويت، أما المكاتب فقد علقت بها لافتات تٌلزم بارتداء الأقنعة مع وضع أشرطة تنظم الحركة واتجاه السير. وجدنا بمخرج أحد المكاتب حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، حوالي 5 شيوخ وهم يصطفون بطابور يضعون كمامات، حيث قال لنا أحدهم إنه أتى للتصويت أملا في "إحداث التغيير"، وهو نفس ما ذهب إليه شاب التقيناه بالمكان. أما بمركز الشهيد طاوطاو المخصص للنساء بالحامة دائما، فكان الاقبال ضعيفا في الساعات الأولى ، على اعتبار النساء يدلين بأصواتهن في الغالب، خلال فترة ما بعد الظهر. وقال رئيس المركز إن المندوبية الولائية لقسنطينة بالسلطة الوطنية للانتخابات، تتصل كل حوالي ربع ساعة، لمعرفة سير العملية والاحتياجات الممكنة، فيما اتسمت العملية بالهدوء، على خلاف مواعيد انتخابية سابقة، كانت تشهد حالة من الاستقطاب، بين مناضلي الأحزاب السياسية على وجه الخصوص. و ببلدية زيغود يوسف التي سجلت أكبر معدل مشاركة بالولاية حتى الخامسة مساء ب 26.81 بالمئة، فكانت نسبة التصويت إلى غاية العاشرة و النصف صباحا بمركز الشهيد ريكوح الطاهر قد وصلت إلى 6.93 بالمئة، لترتفع عند منتصف النهار إلى 9 بالمئة، و لاحظنا هنا أن بعض المواطنين لم يجدوا أسماءهم بالمكاتب فتم توجيههم إلى خلية الاعلام الآلي أين تقدم لهم توضيحات بخصوص المراكز المعنيين بها. بهذا المركز تحدثتا إلى بعض المواطنين، و من بينهم شيخ أخبرنا أنه قدم للإدلاء بصوته لأنه تعوّد على ذلك، فيما أخبرنا شاب أنه أتى للقيام ب "واجبه الانتخابي رغم أن حقوقه مهضومة"، حيث ذكر أنه متخرج من الجامعة وما يزال بطالا، وقد أتى ليدلي برأيه في الدستور عن طريق الورقة الانتخابية ، في حين قالت سيدة شابة كانت رفقة ابنها، إنها صوتت ب "نعم" بناء على ما سمعته عن مشروع الدستور من وسائل الاعلام، ما جعلها تأمل في "إحداث التغيير". اقتربنا بعد ذلك من شاب آخر، أكد لنا أنه أتى من أجل التصويت لأنه يريد الخير للوطن، معلقا بالقول "أنا خريج كلية الحقوق وقد صوتت في ظل رمزية ذكرى الفاتح من نوفمبر، ولا أريد أن يذهب دم الشهداء سدى، نريد جزائر جديدة بجيل جديد و قد صوتت بنعم بعد اطلاعي على كل مواد الدستور رغم أن بعضها تحتاج إلى تعديل وشطب». و في مركز حمودي السعيد، كان البروتوكول الصحي محترما أيضا، و تم وضع لافتات توجيهية، حيث وصلت نسبة التصويت به إلى حوالي 10 بالمئة عند منتصف النهار، فيما يوجد في كل مكتب تصويت رئيس مكتب و نائب رئيس والكاتب، مع وضع 3 مساعدين احتياطا. هنا وجدنا شيخا أخبرنا أنه صوت من أجل "التغيير" بعدما قرأ جميع مواد الدستور الذي سيضمن، بنظره، الحريات، و يرسي دولة تقدس العلم والعمل. مواطنون لم يحصلوا على بطاقات الانتخاب بعلي منجلي وعرفت العملية الانتخابية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، ارتفاعا تدريجيا لنسب الالتحاق بالمراكز، وسط تنظيم محكم، فيما سجلت مشكلة عدم إيجاد الناخبين لأسمائهم ضمن القوائم تحسنا كبيرا مقارنة بالمواعيد السابقة. وسجل بمركز بوشريط بلحرش بالوحدة الجوارية 9، تطبيق صارم للبرتوكول الصحي المعتمد من طرف السلطة المستقلة للانتخابات، بينما لم يتعرف الكثيرون على مكاتب التصويت الخاصة بهم ثم انصرفوا مباشرة دون أداء واجبهم الانتخابي. وعرف مركز بلمجات عبد المجيد، إقبالا معتبرا في الفترة الصباحية وسط تنظيم محكم وعدم تسجيل لأي تجاوزات، أما بالنسبة للبروتوكول الوقائي، فقد وقفنا على تراخ في تطبيقه في أوساط المواطنين رغم توجيهات المؤطرين الذين يلزمونهم بارتداء الكمامات وتعقيم اليدين. وذكر مواطنون تحدثت إليهم النصر بأحد المراكز، أنهم لم يتحصلوا على بطاقتهم الانتخابية لكنهم وجدوا أسماءهم في القوائم بسهولة، فيما انتقد آخرون تأخر تسليمهم بطاقات الانتخاب ما فوت عليهم فرصة المشاركة في الاستفتاء، في حين اشتكى سكان الأحياء الجديدة على غرار التوسعة الجنوبية فضلا عن توسعة الوحدة 20 من بعد مراكز الاقتراع التي وجهوا إليها لكن الأمر لم يثنهم عن التوجه إليها. و شكل مركز ثانوية ميرود لخضر بالوحدة 16 نموذجا جيدا لكيفية تطبيق البروتوكول الصحي، إذ وقفت خلية اليقظة لمتابعة وباء كورونا بالمدينة على تطبيقه ميدانيا ما جعل المركز يبدو فارغا إذ لا يلتقي الداخلون مع الخارجين في أي مسار باستثناء مكاتب الاقتراع. وبمركز مرمي بومرزاق، بالوحدة الجوارية 14 وقفنا على تراخ في تطبيق البرتوكول الصحي في أوساط المواطنين، رغم توفير السلطة المستقلة للانتخابات لكل وسائل الحماية. وبعين سمارة لاحظنا أن مؤطري المكاتب قد عملوا على تطبيق كل التعليمات الخاصة بتدابير التباعد الاجتماعي. و بمدينة الخروب شكل مركز قربوعة عبد الحميد الاستثناء، إذ توافدت أعداد معتبرة عليه منذ الساعات الأولى للصباح، مثلما أكده لنا مدير المركز، حيث قال إن المكاتب عرفت إقبالا كبيرا في حين وصلت نسبة المشاركة في حدود الرابعة مساء إلى أزيد من 40 بالمئة من مجمل المسجلين، و لاحظنا أن الناخبين من كل الفئات العمرية. أجهزة لقياس حرارة الناخبين بدائرة عين عبيد وذكر ناخبون و مؤطرون بمركز صاولي بشير بالخروب، أن الإقبال تحسن بعد الظهيرة، و اشتكى بعض المؤطرين بذات المركز من حرمانهم من وجبة الغداء وهو ما أثر بحسبهم، على السير الحسن لعملية التنظيم، فيما وصلت نسبة المشاركة بكامل بلدية الخروب إلى 18.88 بالمئة عند الخامسة مساء. كما عرفت مكاتب دائرة عين عبيد، تنظيما محكما في ما يخص اتباع البروتوكول الصحي، بالنسبة للناخبين والقائمين على الاستفتاء، وذلك من باب المراكز إلى غاية إنهاء الإدلاء بالأصوات، حيث تُسلم كمامة لكل ناخب و يتم قياس درجة حرارته، وتعقيم يديه، وقبل دخول المكتب يٌلزم بمسح الرجلين في مناشف معقمة بالجافيل ثم إعادة تعقيم اليدين مع لبس الكمامة. وبعد إجراء العملية يعيد الناخب مسح وتنظيف يديه بالسائل المعقم، لينصرف، وذلك باتباع التباعد بين كل الحاضرين داخل مكاتب الاقتراع بين ناخبين و مؤطرين للعملية، وهو ما وقفنا عليه في أكبر مكتب في بلدية ابن باديس بمدرسة عمار كريمي التي وصلت فيها نسبة التصويت إلى 19.08 عند الساعة الثالثة و النصف، وكذا بمركز الخنساء في منطقة زهانة بعين عبيد وأكبر مكتب فيها بحي مهدي الشريف، دون تسجيل حوادث تذكر. و وصلت نسبة المشاركة إلى 20.5 على الخامسة مساء ببلدية بني حميدان، و 18.36 بديدوش مراد، و 17.77 بالمئة بأولاد رحمون. ياسمين.ب/ لقمان. ق/ عبد الله.ب