يفسر الباحث في علم الزلال بمركز»كراغ» محمد حمداس، النشاط الزلزالي المتكرر الذي تشهده المناطق الشمالية الشرقية من الوطن، مؤخرا بطبيعة الموقع الجغرافي للشمال الجزائري المتواجد على حدود الصفحة الإفريقية التي تعرف حاليا حالة تصادم مع الصفحة الأورو آسيوية. وحسب الباحث بالمركز الوطني لرصد الزلازل، فإن حركة تصادم الصفيحتين تكون عموما بطيئة جدا لا يشعر بها الإنسان، تراوح سرعتها بين 4 إلى 5 حتى 6 ميليمتر في السنة، ينتج عنها في العموم تراكم للطاقة في كل شمال الجزائر، وهو تراكم يتأثر بنوعية التربة و الموقع الجغرافي ما يؤدي في بعض الأحيان إلى انكسارات تعرف بالزلال أو الموجات الزلزالية. و الملاحظ كما قال، أن النشاط الزلزالي معروف منذ القديم في شمال الجزائر و ذلك بالنظر إلى موقعه الجغرافي، خصوصا وأن حركة الصفحة الإفريقية مستمرة و دائمة، ما يؤدي في العموم إلى نشاط أرضي ضعيف إلى معتدل، يصل لحوالي 100 هزة أرضية شهريا لا يشعر بها الأفراد لكن يتم رصدها باستعمال شبكة مراقبة النشاط الزلزالي التي تضم أكثر من 80 محطة حديثة، علما أن ما يقارب 80 بالمائة من هذه الهزات كما أضاف تكون ضعيفة لا تزيد شدتها في الغالب عن 0.2 إلى 2 حتى 3 درجات على سلم ريختر، لكن مع إمكانية رصد هزات معتدلة حسب نوعية النشاط الأرضي، وذلك تماما كما حدث يوم أمس، إذ بلغت شدة الهزة 5.2درجة، مع تسجيل نشاط ارتدادي يعتبر حسبه، أمرا طبيعيا وواردا، يسمح بتسريب ما تبقى من الطاقة المتراكمة بعد أن تكون الهزة الأولى أو الرئيسية قد سربت تقريبا حوالي 70 بالمائة من هذه الطاقة. و من المعلوم كما أضاف، أن الأرض متكونة من صفحات تتقارب و تتصادم في بعض الأحيان كما يمكن أن تسجل حركة عكسية تؤدي إلى التباعد، أو قد يحدث انزلاق بين الصفحات يؤدي دائما إلى هذا النشاط، كما أنه قد تحدث هزات داخل الصفحات نفسها تكون ناتجة عن انتقال الطاقة من مكان إلى آخر، و عليه يمكن القول حسبه، أن الهزات الأخيرة هي نتاج لنشاط أرضي مستمر و أنه لا يوجد نشاط قوي فعليا في الجزائر، مضيفا، بأنه يوجد على مستوى المركز بحوث مستمرة تشمل كل الميادين المتعلقة بالنشاط الزلزالي و حركة تقارب الصفحة الأورو آسيوية وهي معطيات عادة ما تنشر في المجلات العلمية، كما أن المركز يتوفر على دراسات تخص تاريخ النشاط الزلزالي في الجزائر هدفها الاستدلال بكل معطى علمي عن أي زلزال تاريخي، لأن ذلك من شأنه أن يساعد على تقليص الخطر الزلزالي في شمال الجزائر. وبخصوص احتمال تسجيل هزة أخرى بنفس القوة أو بشدة أكبر مستقبلا، وما إذا كنا سنشهد استمرارا للهزات الارتدادية خلال الأيام القادمة، فقد أوضح الباحث، بأن محاولة رصد النشاط الزلزالي وصوره مستمر، لكن علميا لا تتوفر فعليا أية طريقة من شأنها أن تسمح بالتنبؤ بزلزال قادم، مع ذلك يرى، بأن أية هزة مثل التي سجلت أمس بقوة5.2 درجات، تليها عادة هزات ارتدادية تكون ضرورية لعودة استقرار القوى التكتونية، وهو تحديدا ما حدث سنة2003 في ضواحي مدينة «زموري» عندما سجل زلزال بقوة 6.9 درجات، رصد بعده نشاط ارتدادي سمح للطاقة المتراكمة بالتسرب على شكل انكسارات ضعيفة إلى أن استقرت المنطقة،وهي فترة زمنية قال بأنه، لا يمكن تحديدها لأنها راجعة إلى نوعية الانكسار و نوعية قشرة الأرض ، فالنشاط الزلزالي يحدث عموما نتاجا لانكسارات تمتد ل 7 حتى 15 كيلومترا داخل الأرض، وبالتالي فإن دراستها صعبة جدا، مع ذلك يتوقع تسجيل هزات ارتدادية ضعيفة في أغلب الأحيان بشدة 1 إلى 1.2 درجة وهي ارتدادات لا نشعر بها في العادة.