أكد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور بقاط بركاني، أن الحديث عن تخفيف إجراءات الحجر الجزئي غير وارد في الوقت الراهن ، رغم التراجع المسجل في عدد الإصابات بكورونا في الفترة الأخيرة، وقال إن الحكومة تسعى إلى الموازنة بين القيود الصحية والأوضاع الاقتصادية للمتعاملين والتجار، كما أوضح بأن الحديث عن موجة ثالثة للفيروس سابق لأوانه،وبخصوص اللقاح المضاد للفيروس، قال إن الجزائر ستنتظر الضوء الأخضر من منظمة الصحة العالمية ولن تتسرع في اتخاذ القرار. اعتبر رئيس عمادة الأطباء، وعضو اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا، الدكتور بقاط بركاني، أن التراجع المسجل في عدد الإصابات بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة راجع أساسا إلى التدابير والقرارات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار الوباء، وقال بركاني في تصريح «للنصر» إن التدابير التي اتخذتها الحكومة منذ أسابيع، بالتشاور مع اللجنة العلمية، خاصة ما يتعلق بالحجر الجزئي وتقييد بعض الأنشطة وتحديد مواعيد فتح وغلق المحالات إضافة إلى الإبقاء على القيود المفروضة على التنقلات خاصة مع الخارج، أعطت نتائج إيجابية وساهمت بشكل كبير في خفض عدد الإصابات بكورونا. وأوضح بركاني، أن عدد الإصابات بالفيروس تجاوز قبل أيام حد الألف إصابة يوميا، وهو ما أدى إلى اتخاذ تدابير تقييدية وإعادة غلق أماكن التنزه والساحات والأسواق الأسبوعية وأسواق الماشية والسيارات، وهي القرارات التي أعطت نتائج جد إيجابية وسمحت بخفض أعداد الإصابات اليومية بالفيروس إلى مستويات جد معقولة. كما أشار إلى أن التطبيق الصارم للقانون، خاصة فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعي، وفرض بروتوكولات صحية صارمة في الإدارات والهيئات العمومية، واحترام التباعد الاجتماعي، ونجاعة الحملات التحسيسية التي قامت بها السلطات العمومية، كلها عوامل ساهمت إلى حد كبير في تراجع عدد الإصابات بالفيروس. وتحدث بركاني عن ارتفاع مستوى الوعي بخطورة الوباء لدى المواطنين في الفترة الأخيرة، وهو ما يظهر جليا في تزايد عدد المواطنين الذين يرتدون الكمامات سواء داخل السيارات مثلما ينص عليه القانون أو داخل المحلات وأماكن العمل، الأمر الذي أدى إلى تراجع عدد المصابين بالفيروس وحال دون انتشار ه أكثر. الضغط على المستشفيات يتراجع وبحسب الدكتور بركاني، فإن العامل الذي يقدم صورة أوضح عن تطور الوضع الوبائي يتمثل في الوضع داخل المستشفيات، وأضاف قائلا: «نسجل في الأيام الأخيرة تراجع الضغط الذي كانت تعاني منه المستشفيات والتي كانت في السابق تستقبل عشرات الحالات يوميا والمئات في المستشفيات الجامعية الكبرى أما الآن فإن الوضع مستقر وهو ما يوحي ويؤكد تراجع الوباء»، وأكد بركاني أن المستشفيات تستقبل حاليا الحالات التي تعاني من ضيق في التنفس، أو مضاعفات خطيرة للإصابة بكورونا. رفع قيود الحجر الصحي غير ممكن حاليا وبخصوص إمكانية رفع القيود التي فرضتها الحكومة على بعض الأنشطة التجارية، وكذا الحجر الصحي، قال بركاني، إن الحكومة تحاول قدر الإمكان «أن توازن بين ضرورية السلامة والحفاظ على صحة المواطنين وبين الحاجيات الاقتصادية ومطالب أصحاب المحلات والأنشطة التجارية». وقال بركاني، بأن القرارات التي تتخذها الحكومة تستجيب لضروريات صحية أملتها التطورات الوبائية، مؤكدا بأن الحكومة تعمد في كل مرة تسمح الظروف بذلك إلى التخفيف من القيود حتى لا تتأثر الأنشطة، مؤكدا بأن الإجراءات التي وضعتها السلطات العمومية أعطت نتائج إيجابية دون الإضرار بالأنشطة التجارية، وقال: «هناك بالفعل بعض القيود لكن لم تتوقف الأنشطة التجارية كلية وهذا أمر مهم». الحديث عن موجة ثالثة لكورونا سابق لأوانه وبخصوص ما يشير إليه البعض عن دخول العالم في موجة ثالثة من الفيروس، قال إن الجزائر لا تزال في الموجة الثانية ولا يمكن في الوقت الحالي الحديث عن موجة ثالثة، وأضاف قائلا : «فيروس كورونا لا يزال مجهولا بالنسبة للعلماء ولا نعرف كيف سيتطور أو يتحول غدا أو بعد شهر ولا يمكن التنبؤ إن كان العالم سيشهد موجة ثالثة». وأوضح في السياق ذاته، أن الجزائر دخلت فصل الشتاء وهو موسم عادة ما يشهد تزايد الإصابات بالأمراض التنفسية، ويزداد خطر التعرض لنزلات البرد والأنفلونزا وهي أمراض تصيب الجهاز التنفسي ولها تأثيرات على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كما هو الحال مع كورونا. ننتظر قرار منظمة الصحة العالمية لاقتناء اللقاح المناسب وبخصوص قضية اقتناء اللقاح المضاد للفيروس، أوضح رئيس عمادة الأطباء، أن الملف تحول إلى قضية سياسية بين الدول الكبرى في العالم، مضيفا بأن الحكومة قررت التريث وانتظار قرار منظمة الصحة العالمية، وتابع يقول: «لا يمكننا اختيار اللقاح الروسي مثلا أو الأمريكي أو إي لقاح آخر في الوقت الحالي أو حتى الصيني بسبب ما يثار بشأن فعالية كل لقاح وغياب معلومات دقيقة عن الآثار الجانبية المحتملة لكل لقاح». وتابع الدكتور بركاني قائلا: «لا يمكننا التسرع لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية وسلامة الجزائريين ولا يمكننا المخاطرة واختيار لقاح لا نعرف أثاره الجانبية لذلك فضلنا انتظار القرار الذي ستصدره منظمة الصحة العالمية قبل الشروع في اقتناء اللقاح»، وأكد عضو اللجنة العلمية أنه «لا مجال للمناورة أو الاستعجال بل الأنسب هو التريث». وأوضح بركاني، بأن الرئيس اتخذ القرار بشأن اقتناء اللقاح مهما كلف ذلك، وقال: «نحن حاليا نحظر أنفسنا ونضع الترتيبات اللوجستية ونحدد الفئات التي لها الأولوية في انتظر صدور قرار منظمة الصحة العالمية». وبرأي الدكتور بركاني، فان المطلوب هو الحفاظ على اليقظة والالتزام بالتدابير الوقائية، وقال «فيروس كورونا سيستمر لأشهر أخرى وهو ما يعني أننا مجبرون على التعايش مع الفيروس ولهذا من الضروري الالتزام بالتدابير الوقائية».