اضطر مدرب شباب قسنطينة عبد القادر عمراني إلى رمي المنشفة، بعد الهزيمة التي مُني بها فريقه أمس الأول أمام جمعية عين مليلة بملعب عابد حمداني، حيث اقتنع بضرورة الرحيل، على اعتبار أن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب والمأمول من قبل أسرة النادي، بدليل النتائج السلبية المسجلة مع بداية الموسم، والتي جعلت الأنصار ينقلبون عليه رأسا على عقب، بعد أن كان المحبوب الأول لديهم، عقب قيادتهم للتتويج باللقب الثاني في تاريخ الشباب. وعلى عكس المرات السابقة، التي كان يهدد فيها التقني التلمساني بالرحيل، خلال عهدته الأولى مع الفريق، غير أنه يتراجع عن موقفه بعد تدخل الأنصار، وجد الأخير نفسه هذه المرة مرغما على حزم حقائبه، كونه بات عرضة لانتقادات لاذعة ممن كانوا يحمونه سابقا، حيث طالبوه بالانسحاب بعد انتكاسة "لاصام" الأخيرة، على اعتبار أنهم باتوا لا يثقون في كفاءته، كما كان الحال خلال تجربته الأولى، خاصة مع الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها لحد الآن، بداية بالتعاقدات التي أجمع الجميع بأنها كارثية، إذا ما استثنينا عنصرا أو عنصرين، فغالبية الأسماء المنتدبة في الميركاتو الأخير، "غير صالحة للخدمة" وخيبت كافة الآمال المعقودة عليها، وهو ما ورّط عمراني مع السنافر، كونه كان وراءها جميعا، بعد أن طلب كافة الصلاحيات في الجانب الفني، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، إذ رفض التعاقد مع بعض العناصر التي نصح بها المدير الرياضي السابق نصر الدين مجوج، على غرار لاعب اتحاد العاصمة الأسبق عرجي وليد، الذي يعد أفضل بكثير من أسماء في شاكلة يعيش ولقجع ورجيمي، وكلهم مروا جانبا مع بداية الموسم، إلى درجة أغضبت الأنصار، وجعلتهم يحاولون الحصول على تفسيرات من عمراني، الذي جلب 14 لاعبا أفقدوا الفريق هيبته بالكامل، بعد أن كان يحسب له ألف حساب خلال آخر المواسم، ويكفي أن التقني التلمساني سرح لاعبين أحسن بكثير ممن تم التعاقد معهم، على غرار عواج المنتقل إلى الدوري الإماراتي. والمتتبع لمسيرة عمراني مع الشباب لحد الآن، يجد بأنه لم يجد ضالته على الإطلاق، فبالإضافة إلى قراءاته الخاطئة للمباريات، كما حدث مع مولودية الجزائر وجمعية عين مليلة وحتى لقاءي تلمسان والشلف داخل الديار، فشل التقني التلمساني في ضبط معالم التشكيلة الأساسية، رغم مرور ست جولات كاملة، إذ تجده بعد كل خيبة يحاول إجراءات تغييرات، وللأسف كلها لم تجد نفعا، على اعتبار أن الفريق واصل نتائجه المخيبة، التي عجلت برحيله من الفريق، في انتظار إيجاد بديل قادر على التعامل مع هذه المجموعة، التي تعد مقبولة مقارنة بفرق أخرى حققت بدايات أحسن بكثير من الشباب، الذي اكتفى بجمع ست نقاط في ست مباريات أي ثلث "الغلة" المطروحة، وهو ما قد يجعله مهددا بلعب ورقة السقوط.