تخطف ملاعب القاعدة الشرقية أنظار المتتبعين في الشطر الأول من مباريات الجولة الثامنة، لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، وذلك باحتضانها قمتين واعدتين بعين مليلة وسكيكدة، في الوقت الذي يتواجد فيه إتحاد بسكرة في طريق مفتوح لوضع حد لسلسلة التعادلات، وتذوق نشوة الانتصار من جديد، بعد سبع جولات عجاف، بينما تصب الحسابات الأولية لهذه المحطة في رصيد كل من شبيبة الساورة وجمعية الشلف، لتدعيم الرصيد بثلاث نقاط إضافية، الأمر الذي سيزيد في تعقيد أوضاع أهلي البرج في مؤخرة الترتيب. وتفتح الجولة ظهيرة اليوم، بقمة تقليدية سيكون ملعب 20 أوت بسكيكدة مسرحا لها، وتستضيف من خلالها الشبيبة المحلية الجار شباب قسنطينة، في مباراة تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، على اعتبار أن أهل الدار يسعون لاستغلال فرصة الاستقبال للمرة الثانية تواليا بحثا عن إنتصار يؤكدون به صحوتهم التدريجية، وبالتالي تأقلمهم مع أجواء حظيرة «الكبار» بعد انطلاقة جد متذبذبة، في حين يتواجد السنافر أمام حتمية التمرد على المنطق، والعودة من سكيكدة بنتيجة إيجابية، لأن أي تعثر آخر، سيزيد في حدة الأزمة الداخلية التي يعيش على وقعها الشباب، سيما بعد الزلزال الذي ضرب بيت «الخضورة»، عقب الهزيمة الأخيرة في عقر الديار، وتلويح المدرب عمراني بالرحيل بعد هذه المواجهة، كفيل بتحفيز اللاعبين على رفع التحدي، في محاولة لإقناعه بالعدول عن قراره، وإعادة الهدوء إلى معسكر السنافر، ولو أن خصوصية هذا «الديربي»، تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن هذه المباراة ستلعب بذكريات الصراع المعتاد بين الفريقين في معادلة الصعود في الرابطة الثانية. ثاني قمة في هذه الجولة، سيحتضن فعالياتها ظهيرة غد الجمعة ملعب الشهيد خليفي بعين مليلة، أين ستكون الجمعية المحلية أمام اختبار تأكيد النوايا، عند استقبالها أولمبي المدية، في مقابلة تبقى معطياتها الأولية ترجح كفة «لاصام»، بمراعاة أفضلية الأرض، لكن «الويكلو» الإجباري، الذي فرضته الأزمة الوبائية أسقطت هذا العامل من قائمة الأوراق الرابحة، كما أن ضيف عين مليلة هذه المرة يتواجد في «فورمة» عالية»، بعد إحرازه 3 انتصارات متتالية، إثنان منها خارج القواعد، كما أن معرفة مدرب الأولمبي الشريف حجار بخبايا تشكيلة «لاصام»، التي كان قد حقق معها الصعود إلى الرابطة الأولى، ستكون من العوامل التي من شأنها أن تخلط الحسابات، وعليه فإن الجمعية الباحثة عن انتصار تؤكد به الانطلاقة الموفقة التي حققتها إلى حد الآن، مع المحافظة على مركز الوصافة، ستكون في مواجهة ضيف، يسعى بدوره لإثبات جدارته في سلسلة الانتصارات المتتالية، التي سجلها بعد احتوائه الأزمة التي هزت أركانه في بداية الموسم. إلى ذلك، فإن إتحاد بسكرة مرشح لتذوق نشوة الانتصار من جديد، بعد سبع جولات عجاف، لأن «خضراء الزيبان» كانت قد فازت في جولة التدشين، ثم سجلت سلسلة من التعادلات المتتالية، قبل الانهزام بغليزان، والطلاق بالتراضي مع المدرب بوعكاز، تزامنا واستقباله إتحاد بلعباس، الأمر الذي يضع «البساكرة» في رواق جيد لانتزاع النقاط الثلاث، بالنظر إلى معاناة الزوار، بسبب إشكالية إجازات المستقدمين الجدد، والتي مازالت قائمة. من جهة أخرى، تبقى أوضاع أهلي البرج مرشحة للتأزم أكثر، لأن السفرية إلى الشلف محفوفة بالمخاطر، والخروج منها بنتيجة إيجابية أمر صعب التجسيد ميدانيا، بالنظر إلى حاجة أصحاب الضيافة للنقاط الثلاث، فضلا عن الانهيار الكلي لتشكيلة الأهلي، خاصة بعد الهزة العنيفة التي تعرضت لها في الجولة الماضية، في الوقت الذي ستعمل فيه شبيبة الساورة على استغلال فرصة اللعب داخل الديار لاحراز انتصار يسمح لها بتسلق سلم الترتيب، سيما وأن الضيف نصر حسين داي تبقى نتائجه متذبذبة، خاصة خارج القواعد.