تمكن، مؤخرا، حيدر غريسي، موظف بالمديرية الولائية للخدمات الجامعية بتبسة، من افتكاك المرتبة الأولى وطنيا في مسابقة اختيار أحسن فكرة مشروع خاص بالمؤسسات الناشئة و البحث العلمي، التي نظمت بالشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و وزارة التكوين المهني، مما رشّحه لتمثيل الجزائر في مسابقة دولية. حيدر غريسي، البالغ من العمر 35 عاما، خريج جامعة و متحصل على شهادة تقني سامي تسيير واسترجاع النفايات التي تعتبر أول دفعة على مستوى الولاية، و الثالثة وطنيا، وقد أدرج هذا الاختصاص مؤخرا من طرف وزارة التكوين المهني و التمهين. قال حيدر للنصر، إنه شارك في المسابقة التي أقيمت مؤخرا بالمعهد العالي الجزائري الفرنسي للطاقة والعلوم بالرويبة، في الجزائر العاصمة، "معهد شنايدر"، و هي شركة فرنسية رائدة تكنولوجيا، و شارك معه الممثلون الأوائل عن كل ولاية، الذين تأهلوا في مسابقة أقيمت سابقا على المستوى المحلي، مشيرا إلى أنه افتك المركز الأول بولاية تبسة وتم تكريمه من طرف السلطات الولائية. وعن المسابقة الوطنية، أوضح المتحدث أنها عبارة عن تصفيات مباشرة بحضور لجنة وزارية مشتركة، ومختصين في المجال من دكاترة وأساتذة التعليم العالي وخبراء لتقييم المشاريع المشاركة، و تعنى باختيار أحسن فكرة مشروع وطني خاص بالمؤسسات الناشئة والبحث العلمي، وقد تم اختياره، باعتباره صاحب أحسن فكرة مشروع علمي، قابل للتجسيد على أرض الواقع. عن المشروع، قال حيدر للنصر، إنه عبارة على إنتاج الأسمدة العضوية محليا الموجهة للقطاع الفلاحي من النفايات المنزلية و بقايا المطابخ الجماعية، وهو مشروع ذو طبيعة اقتصادية بيئية ،بحكم أن الدولة الجزائرية توفر احتياجاتها من هذه المادة من خلال استيراد الأسمدة الكيميائية التي تستنزف الكثير من العملة الصعبة و الضارة بيئيا، من خلال المركبات الكيميائية التي تضعف التربة وتفقرها جيولوجيا وتتغلغل إلى مخزون المياه الجوفية مشكلة مصدر خطر على المستهلك.. الخ، لذلك قام بعملية إنتاج الأسمدة العضوية على مستوى المخبر في مدة قياسية و هي 21يوما، عوض 6 أشهر المعمول بها في مثل هذه العملية، من خلال توفير ظروف فيزيائية وبيولوجية دون التدخل الكيميائي المعمول به حاليا و بنفس الفعالية، وكانت النتيجة مطابقة للمعاير الدولية والتقنية من خلال إخضاع العينة للتحليل المخبري. "ماذا سيضيف المشروع في حال تجسيده ميدانيا؟ " سألنا الشاب حيدر، فأجاب بأنه في حال تجسيد المشروع ميدانيا، سيوفر مناصب عمل تسمح بامتصاص البطالة، و سيقضي على التبعية للخارج في هذا المجال و يحافظ على العملة الصعبة ، بفضل عدم استيراد هذه المادة في مرحلة الإنتاج الأولي، وتحقيق الاكتفاء، ثم بعد ذلك الانتقال إلى مرحلة التصدير، كما أن للمشروع فوائد من الناحية البيئية من خلال القضاء على نفايات الفوسفات الهامدة، خاصة أنه سيستعمل في مرحلة الإنتاج ، عوض رميه في الطبيعة، مما يشكل خطرا على الإنسان والحيوان، وذلك ما نراه في منطقتنا الغنية بهذه المادة ، التي يتم رميها في الطبيعة بعد الاستخراج و التكرير الأولي، دون استغلالها. في ما يتعلق بالمشاركة الدولية، قال المتحدث إن تاريخها ومكانها لم يتقرر بعد، بحكم أن الحدود الوطنية مغلقة بسبب الوضعية الوبائية في العالم، و يأمل أن يجد الإعانة والمساعدة لتجسيد هذا المشروع الهام والطموح ميدانيا، من خلال تبنيه من طرف السلطات العمومية. و أضاف المتحدث بأن كل عمل ناجح يجب أن يقف خلفه من يدعمه، ففي كل مراحل المشروع، كما قال، دعمته زميلته مروة ذيب، تقني سامي من نفس الاختصاص ، برعاية مديرة مركز التكوين المهني والتمهين ببلدية الحمامات، بفضل توفير المخبر الذي يعتبر الوحيد في الولاية الذي يعنى بهذا الاختصاص، مع توفير كامل الإمكانيات اللوجيستيكية، فضلا عن مساعدة الأستاذة المشرفة عتيقة كشرود ، مهندس دولة في البيولوجيا و دعم مدير التكوين ياسين جوال. و يذكر أنه تم مؤخرا تكريم حيدر من طرف مدير الخدمات الجامعية بالولاية.