أكدت نقابات التربية مراعاة كافة الظروف التي أحاطت بانطلاق الموسم الدراسي الجاري في إعداد مواضيع اختبارات الفصل الأول التي تنطلق اليوم، باعتماد أسئلة واضحة ومباشرة لا تحتمل التأويل، تسمح بتقييم مستوى التحصيل العلمي للتلميذ، دون التقليل من شأن هذا الموعد البيداغوجي. أفاد الناطق باسم مجلس ثانويات الجزائر زبير روينة «للنصر» بأن اختبارات الفصل الأول التي ستنطلق اليوم في ظل نظام التفويج، الذي أضحى مطلبا ملحا من قبل معظم الأساتذة بعد ثبوت نجاعته، ستكون فرصة لتقييم مستوى التحصيل العلمي للتلميذ للكفاءات التي حصل عليها، و للمجهودات التي قدمها منذ انطلاق السنة، لذلك ستكون المواضيع ملائمة تماما للأوضاع التي يعيشها القطاع بسبب الجائحة. وأكد زبير روينة حرص الأساتذة على إعداد مواضيع واضحة ومباشرة لا تحتمل التأويل، وتلائم التلاميذ متوسطي المستوى، وكذا المدة الزمنية المحددة من قبل الوزارة لكل مادة، لتمكين كافة التلاميذ من التفاعل معها، مؤكدا بأن نظام التفويج الذي اعتمده القطاع تطبيقا للإجراءات الوقائية أثبت نجاعته من الناحية البيداغوجية، وأصبح من بين المطالب التي ترفعها النقابة التي ينتمي إليها، شريطة رفع عدد الأساتذة لتخفيف الضغط عنهم. وبشأن كيفية تنظيم أول اختبارات فصلية في ظل الوضعية الوبائية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، قال ممثل نقابة «الكلا» إن التلاميذ سيمتحنون إما صباحا أو مساء، مما سيسهل عليهم المراجعة ويخفف عنهم الضغوط، لكنه اشتكى من الضغط الذي يواجه الأساتذة، بدعوى أنهم مجبرون على الحراسة طيلة اليوم بالنسبة للمؤسسات التي تضم عددا كبيرا من الأفواج، فضلا عن التصحيح واحتساب المعدلات وملء الكشوف وحضور مجالس الأقسام قبل 11 مارس القادم. كما يرى زبير روينة بأن حصر الامتحانات في أربعة أيام فقط، قد يثقل كاهل الأساتذة ويعرضهم إلى الإرهاق، وهو نفس الانشغال الذي عبر عنه رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي مزيان مريان، كاشفا في اتصال معه، عن إقدام بعض المؤسسات على استباق الموعد الرسمي لانطلاق الاختبارات، بسبب ضغط الوقت وارتفاع عدد الأفواج. وبشأن كيفية التحضير المنهجي للاختبارات، يقترح الأستاذ مزيان مريان على التلاميذ الانطلاق المبكر في المراجعة وعدم الانتظار إلى آخر لحظة، حتى لا تتراكم الدروس، مؤكدا بدوره بأن المواضيع ستكون في المستوى ومستمدة من المقرر الدراسي. ويعتقد من جانبه رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة بأن العام الدراسي الحالي يتسم بالاستثنائية، لذلك فإن الإعداد للاختبارات الفصلية كان بدوره استثنائيا، كما أحاطت به بعض المصاعب بالنسبة للأولياء خلال مرافقة الأبناء، لأن الإلمام بجميع الدروس التي تلقاها التلميذ منذ بداية شهر نوفمبر الماضي ليس بالأمر الهين. كما أثار المتحدث إشكالية حصر الامتحان في بعض المواد على غرار العلوم الطبيعية في مادة واحدة، معتقدا بأن ذلك سيصعب المهمة على الأستاذ في إعداد مواضيع مناسبة لهذا الحيز الزمني، كما سيعرض تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي إلى بعض الضغوط، لا سيما في ظل كثافة البرنامج الدراسي التي لم تعد مناسب للحجم الساعي للدراسة عقب تقليصه بسبب الجائحة. واقترح بوعلام عمورة على الأساتذة الحرص على إعداد مواضيع في المتناول، تلائم التلاميذ متوسطي المستوى، لتسهيل المهمة على المتمدرسين. «نظام التفويج خدم التلاميذ وسهل عليهم التحضير» وأكد من جهته رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة بأن تفويج الأقسام في إطار الوقاية من فيروس كورونا، ساعد التلاميذ على استيعاب الدروس والتحضير الجيد للاختبارات الفصلية التي تنطلق اليوم، مبديا ارتياحا للظروف العامة التي أحاطت بالفصل الدراسي الأول، بالنظر إلى التأقلم الكبير الذي أظهره التلاميذ مع نظام التفويج، الذي وفر للأساتذة الأجواء الملائمة لأداء مهامهم على أكمل وجه بعيدا عن الضغط والاكتظاظ، كما جعل التلاميذ يشعرون بالكثير من الراحة، ويتفاعلون بشكل أفضل مع الأساتذة. وأبدى المتحدث على غرار نقابات التربية، نوعا من القلق بخصوص طول الفصل الدراسي مما يجعله أقرب إلى السداسي وفي تقديره، قائلا إن الإعداد للاختبارات يتم بمرافقة دائمة من قبل الآباء، لمساعدة التلميذ على تخطي أول هذه المرحلة بنجاح بعيدا عن الاضطراب والقلق. وناشد علي بن زينة الأساتذة لإعداد مواضيع معقولة تراعي الحجم الساعي المخصص لكل اختبار، مع تجنب الوضعيات الإدماجية المعقدة التي تتطلب متسعا من الوقت، قائلا إن الظرف الاستثنائي يحتاج إلى معاملة استثنائية مع التلاميذ.