تضع مباريات الجولة التاسعة والعشرين، لبطولة الرابطة المحترفة الأولى كوكبة الصدارة على صفيح ساخن، وذلك بالتنقل الجماعي للدفاع عن الحظوظ خارج الديار، الأمر الذي من شأنه أن يفرز معطيات جديدة قد يكون لها تأثير كبير على السباق نحو منصة التتويج في الربع الأخير من الموسم، في الوقت الذي ستكون فيه مجموعة المهددين بالسقوط أمام فرصة آخر حظ، لأن شبيبة سكيكدة استسلمت للأمر الواقع، والرباعي المهدد بمرافقتها على متن قطار النزول سيستفيد في هذه المحطة من عامل الأرض، مما يوحي بإمكانية خلط الأوراق من جديد على مستوى القاعدة الخلفية، باتساع منطقة الخطر. فقائد القافلة، وفاق سطيف، مقبل على سفرية محفوفة بالمخاطر، لأن الرحلة إلى المدية ليست مضمونة العواقب، والخروج منها بسلام يحتم على تشكيلة المدرب الكوكي تجاوز فترة الفراغ التي تمر بها، على اعتبار أن أهل الدار ورغم تراجعهم في النصف الثاني من البطولة بسبب المشاكل الداخلية، إلا أنهم متعودون على ترويض ضيوفهم على اختلاف أوزانهم، بدليل أنهم لم ينهزموا بملعبهم سوى مرة واحدة هذا الموسم، كانت في جولة التدشين، على يد شبيبة الساورة، كما أن الأولمبي كان في موقعة الذهاب قد فرض التعادل على الوفاق بسطيف، وتذبذب مردود "النسر الأسود" في آخر جولتين يضع غشة ورفاقه أمام حتمية التدارك، للمحافظة على الصدارة، وتجنب أي "سيناريو" قد يقطع أمام الطريق نحو منصة التتويج في آخر منعرج من السباق. إلى ذلك، فإن الوصيفين شبيبة الساورة وشباب بلوزداد سيكونان على المحك أمسية اليوم، لأن الشبيبة ستحط الرحال بقسنطينة لمواجهة السنافر في قمة تعد بالكثير من الإثارة والتنافس، مع حيازة أصحاب الضيافة على أفضلية نسبية، مادامت تشكيلة المدرب حمدي متحررة من كل الضغوطات، والتمسك بحلم حجز مقعد فوق "البوديوم" يمر عبر الخروج من هذه القمة بكامل الزاد، فضلا عن أن حصاد "نسور الجنوب" خارج بشار أصبح ضعيفا، واقتصر على بعض التعادلات في آخر الرحلات، على العكس من الوصيف الآخر شباب بلوزداد، الذي عاد بقوة، في رحلة الدفاع عن لقبه، وذلك منذ تفرغه من المغامرة القارية، والذي سيكون على موعد مع قمة النقيضين ببلعباس، بالنزول في ضيافة منافس يسعى لتفادي السقوط، وهي مقابلة لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، في ظل حاجة الطرفين لأكبر عدد ممكن من النقاط، ولو أن أبناء "العقيبة" استعادوا "الفورمة" التي كانوا قد استهلوا بها الموسم، وأصبحوا يشددون الخناق أكثر على قائد القافلة، في انتظار تسوية الرزنامة، واستعراض القدرات الهجومية بالمرور إلى أقصى سرعة أبرز دليل على العودة القوية للشباب، رغم أن وضعية تشكيلة "المكرة" تجبرها على رفع التحدي للإبقاء على بصيص من الأمل في القدرة على ضمان البقاء لموسم آخر في حضيرة الكبار. من جهة أخرى، تلقي حسابات السقوط بظلالها على معطيات العديد من مباريات هذه الجولة، لأن كوكبة المهددين تسعى لبعث حظوظها في "النجاة"، انطلاقا من أهلي البرج، الذي سيعمل على توظيف ورقة الأرض لتدعيم الرصيد تحسبا للربع الأخير من الموسم، خاصة وأنه سيستقبل اتحاد بسكرة في مقابلة بطابع "الديربي"، ونقاطها تهم أهل الدار أكثر من الزوار، رغم أن "البساكرة" ليسوا بمنأى عن دائرة الحسابات، كونهم لا يتقدمون سوى بفارق ضئيل عن أول المهددين بالسقوط، والمعطيات ذاتها تنطبق على لقاء سريع غليزان وجمعية عين مليلة، لأن "الرابيد" انهار كلية في مرحلة الإياب، ولم يعد قادرا على الصمود، بينما تبحث "لاصام" عن نتيجة إيجابية تسمح لها بالتأكيد على الانتفاضة المحققة أمام مولودية الجزائر، والتي جاءت بعد سلسلة من التعثرات، بينما يتواجد نصر حسين داي أمام فرصة مواتية لتذوق نشوة الفوز من جديد، مادام الضيف شبيبة سكيكدة قد حزم الحقائب مبكرا، وحجز أولى التذاكر على متن قطار العودة السريعة إلى الرابطة الثانية. باقي اللقاءات، تبقى الإثارة فيها مضمونة، خاصة لقاء شبيبة القبائل ونجم مقرة، والذي يعد نسخة "مسبقة" لنهائي "كأس الرابطة"، لأن "الكناري" بصدد التحضير للنهائي القاري، والفرصة مواتية بمواجهة ضيف عاد بقوة في الجولات الأخيرة، على اعتبار أن "المقراوية" لم ينهزموا في آخر 4 مباريات، وهذه المواجهة ستضعهم أمام اختبار التأكيد، في حين ستكون الفرجة مضمون في القمة التقليدية بين مولودية وهران واتحاد الجزائر.