حصل الدكتور شكري منيجل، أستاذ بجامعة تبسة، على المَركز الأول وطنيّا في المجالات المُتعلقة بالأبحاث في عالم الأعمال " Business Research "، مِثل الاقتصاد، إدارة الأعمال، التسويق، و السياحة، حسب ترتيب مِنصة P-Rank: a publication ranking، بالاعتماد على قائمة ABDC Journal Quality List، وذلك بعد نشره ثلاثة مقالات في مجلات مصنفة في الفئة A، و مقال في مجلة في الفئة B. الدكتور شكري منيجل، المختص في التسويق، قال في لقاء بالنصر، أنه قام مؤخرا بِدراسة جديدة، يستعد لنشرها، يعالِج فيها قضية هامة و هي كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في تَعزيز التزام زبائنها، و كذا تحسين برامجها لكسب وفاء و ولاء الزبائن لها، لتحقق زيادة مردودها و أرباحها. تكمن أهمية هذه الدِراسة، في أنَّه بالرغم مِن أنّ أكثر مِن50 بالمئة مِن المستهلِكين في الولاياتالمتحدةالأمريكية و أوروبا، أعضاء في برنامج« ولاء واحد على الأقل»، غالبا ما تكون هذه البرامج غير فَعالة، في حين توجد العديد مِن المحاولات لفهم فعالية برامج الولاء، إلاّ أن ما الذي يُميّز برنامج الولاء الناجح عن غير الناجح، يبقى غير واضح ، ما جعل الباحث الجزائري شكري منيجل يعمل على تطوير هذه الدِراسة، كنموذج يَشرح دور الذكاء الاصطناعي « الذكاء الاصطناعي الميكانيكي، و الذكاء الاصطناعي التفكيري، و الذكاء الاصطناعي الشعوري»، في التأثير على التزام الزبائن، و ولائهم، و فعالية برامج الولاء، و بالتالي سيتمكن المُديرون مِن التنبؤ أو استنتاج احتياجات الزبائن و تفضيلاتهم، مِما يسمح للشركات بتقديم مكافآت أوعروض برامج ولاء مخصَصة. ضيف النصر يؤمن أنّ هذا العمل سوف يساهِم في جعلنا نعيش في عالَمٍ أفضل، أين يمكن لكل واحدٍ مِنا، الحصول على منتجاتٍ و خدماتٍ مجهَّزةٍ له خِصيصا، وفقا لخصائصه الديموغرافية، واحتياجاته، ورغباته، و تفضيلاته، و توقعاته. و قد قام بإنجازه و كتابته مع مجموعة من الباحثين، مِن بينِهم عالم بارِز في الميدان، تَم تصنيفه في قائمة «الباحثين الأعلى اقتباسا سنة 2020»، فاز مؤخّرا بجائزة «عالِم بحوث الخدمات الناشئ» للجمعية الأمريكية للتسويق. و تم الاستشهاد بأبحاثه أكثر من 14500 مرة. و أوضح المتحدث أنه من خلال دراسته يطور ويقترح نموذجا جديدا، ويفتح أبوابا لفُرص جديدة لبحوث مستقبلية، و سوف تساهم الدِراسة، حسبه، في جعلِنا نعيش في عالم أفضل أين يمكِن لكل واحدٍ مِنا الحصول على عروضٍ من منتجات و خدمات مجهزة له خِصيصا. و تحدث الدكتور منيجل عن مسيرته العلمية قائلا إنها عبارة عن قصة طويلة، بدأت قبل 10 سنوات، عندما كان شابا صغيرا يحمل حقيبة على ظهره و بعض النقود في جيبه، يبحث من جامعة إلى جامعة عن مستقبله، و سعادته و أحلامه، إلى أن وصل إلى مدينة تلمسان، المكان الذي ولد فيه مِن جديد، و أصبح باحِثا. و أوضح أنه نجح في سنة 2011، في مسابقة الدكتوراه في جامعة تلمسان، ومِن هناك بدأت قصته مع البحث العلمي، حيث كان يسافر آلاف الكيلومترات مِن مدينة تبسة إلى تلمسان طلبا للعِلم، متحملا مشقة الطريق، و بعده عن عائلته وولايته. هذه المعاناة، كما قال للنصر، جعلته يشعر بمسؤولية كبيرة، فلم يكن هدفه فقط الحصول على شهادة الدكتوراه و عمل ، بل أكثر مِن ذلك، فقد كان يصبو لتقديم الأفضل لجامعته وبلده، لهذا عمل بجد واجتهاد، وعزيمةٍ وإصرار، حتى كانت النتيجة أنَّه في أقل من سنة استطاع تعلّم اللغة الإنجليزيّة، ومن هنا بدأ حياة جديدة، حياة أصبح فيها يفهمُ هذا العالَم أكثر، ويتفاعلُ معه، ويتابعُ ما يَجري فيه باستمرار. وفي سنة 2017، وفي إطار تحضيره لأطروحة الدكتوراه، و بعد 6 سنوات مِن العمل الجاد و المتواصل، استطاع وبالشراكة مع جامعة فلوريداالأمريكية ، نشر مقال عِلمي في المَجلة الأولى ضمن مجال ال Branding، وهي مجلة مُفهرسة في أشهر قواعد البيانات العالمية: Scopus وWeb of Science، فكانت نقطة التحوّل، و بدأت رحلة النشر العِلمي، بعدها قام بنشر ثلاثة مقالات عِلمية: مقال في 2019، ومقالين في 2021" مع باحِثِين مِن جامعات أمريكية، مِثل جامعة فلوريدا وجامعة كينيساو، حيث مكّنته هذه المنشورات أن يكون محكما في العديد مِن المجلات العِلمية المحترمة، وكذلك المؤتمرات العالمية، مثل الأكاديمية الأوروبية للتسويق (EMAC)، و الجمعية الأمريكية للتسوّق (AMA)، والكونغرس العالمي للتسويق (AMS WMC). المتحدث ختم حديثه للنصر بالقول:" أنا أَعلم أنَّ طريق طلَب العِلم طويل وشاق ويحتاج إلى تضحية وصبر، ولأنّني أُومن أنَّ الشعب الجزائري يستحقّ الأفضل، وأنَّ الجزائر تستحقُّ التضحية مِن أجلها، فأنا أعمل بجدّ، واجتهادٍ، وعزيمة، وإصرار، وأُقدِّم الغالي والنفيس من أجل خدمة جامعتي، وولايتي، وبلدي".