عرفت ولاية تبسة هذا الموسم إقبالا على زراعة الذرة، في مشاريع يُراهن عليها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الاستراتيجية. تنقل، يوم أمس، مدير المصالح الفلاحية لولاية تبسة ثامن السعيد، بمعية ممثلة المعهد التقني للزراعات الواسعة بقسنطينة و مدير تعاونية الحبوب و البقول الجافة و رئيسي القسمين الفرعيين لكل من دائرتي الماء الأبيض و الشريعة، لمعاينة عدة مستثمرات متخصصة في إنتاج الذرة العلفية، أين لوحظ نمو جيد و متجانس للنبتة التي مازالت في مرحلة تعمير الذرة و خلوها من الأمراض و منها من كانت في مرحلة النضج، كما تخللت الزيارة إعطاء نصائح و توجيهات للمستثمرين من أجل مردود وفير و ذي نوعية جيدة. مدير المصالح الفلاحية، أكد بالمناسبة، أن أول تجربة لزراعة الذرة العلفية الصفراء، تتواصل بأغلب بلديات ولاية تبسة، وسط إقبال كبير من طرف المستثمرين في هذه الشعبة، يدفعهم في ذلك توفير كل الإمكانات اللازمة لإنجاحها و بمتابعة يومية من طرف إطارات المصالح الفلاحية بالولاية لتطوير برنامج زراعة الذرة. و أوضح المدير بأن مصالحه شرعت في تأطير أول تجربة لزراعة الذرة العلفية و انطلقت العملية من مزرعة حامد ببلدية الحويجبات الحدودية، حيث أبدى فلاحو المنطقة ارتياحا كبيرا بالنظر إلى توفير كل الإمكانات البشرية و المادية لإنجاح العملية، مضيفا بأن فتح شعبة زراعة الذرة بالولاية، يفتح آفاقا واعدة و يراهن في الوقت الحالي على توسيع المساحات المخصّصة لإنتاج هذا النوع من الزراعات المصنّفة ضمن المحاصيل الكبرى بالنظر إلى فوائدها، لاسيما في ما تعلّق منه بتغذية الدواجن و المواشي و تعتبر الذرة العلفية من مكونات الأعلاف الحيوانية و الدواجن، حيث تعتمد الجزائر على السوق الدولية حصريا من أجل تغذية القطعان و ارتفاع أسعار هذه المادة الحيوية، ما ينعكس بشكل مباشر على أسعار المنتجات الحيوانية في البلاد، مثل اللحوم بنوعيها، الحليب و البيض. و تسعى المصالح الفلاحية و غرفة الفلاحة، جاهدتين لمرافقة الفلاحين تقنيا، باعتبارها أول تجربة يتم تجسيدها ميدانيا، حيث تسعى جميع الأطراف لإنجاحها و محاولة جمع أكبر عدد من الفلاحين و تحسيسهم بأهمية البرنامج الذي يسعى لتحقيق زراعة مساحة معتبرة من هذا المنتوج و الذي يندرج ضمن بعث شعبة الذرة. مدير القطاع طمأن و بدّد مخاوف الفلاحين المتعلقة بتسويق المنتوج، بعد إبرام اتفاقية بينهم و بين الديوان الوطني لتغذية الأنعام، من خلال ضمان تسويق منتوج الفلاحين و بأسعار معقولة تصل إلى 5 آلاف دج للقنطار الواحد، الأمر الذي شجع الفلاحين على الانخراط في البرنامج و الشروع في زراعة الذرة العلفية للموسم الأول، سيما و أن هذا المنتوج لا يحتاج إلا ل3 أشهر ليصبح جاهزا للحصاد و تراهن السلطات العمومية على تحقيق نتائج باهرة في إنتاج الذرة، لتلبية احتياجات الفلاحين و الموالين من هذه المادة الهامة. رئيس غرفة الفلاحة بولاية تبسة " مصطفى سلطاني" و في تصريح للنصر، قال أن الغرفة ستعمل على رفع عدد المنخرطين في برنامج إنتاج الذرة العلفية، من خلال الحملات التحسيسية و المرافقة التقنية و السعي إلى تأطير الفلاحين في جمعية أو مجلس مهني لهذه المادة و وعد بأن الشعبة ستعرف توسعا كبيرا بعد التجربة الأولى، كموسم أول بالنظر إلى الارتفاع الكبير لأسعار الأعلاف و قال أنه تم عقد اجتماع بين الغرفة و مديرية الفلاحة و بنك بدر، لتسهيل عملية القرض الرفيق للفلاحين و مرافقتهم في هذه الشعبة التي تشي بمستقبل واعد. مدير ديوان الحبوب و البقول الجافة لولاية تبسة من جهته، قال أن الديوان قد وفر البذور الكافية للمزارعين و الأسمدة و العتاد الخاص بزراعة الذرة، تتمثل في 6 آلات للزرع و 3 آلات لحصاد المحصول، حتى لا يصطدم الفلاح بأي معوقات أو عراقيل في هذا الإطار، واعدا بتقديم كل المساعدات و الدعم لممتهني زراعة الذرة بالولاية. الاهتمام بزراعة الذرة بالولاية، جاء في إطار تطبيق خارطة الطريق لوزارة الفلاحة "2020 – 2024"، أين تم تخصيص 50 ألف هكتار على مستوى الوطن كبرنامج لإنتاج و تنمية زراعة الذرة العلفية الصفراء و التي تهدف إلى تخفيض فاتورة استيراد هذه الأعلاف التي تعرف أسعارها ارتفاعا في السوق الدولية، مما أدى إلى ارتفاع سعر الدواجن، من خلال تشجيع الفلاحين للمضي في الزراعات الإستراتيجية و تنويع المنتجات مثل البصل و الثوم و البطاطا.