الإحتجاجات تكشف عن تجاوزات خطيرة في تسيير الصيدليات العمومية بالشرق أفاد مصدر نقابي أن المديرية العامة لمؤسسة توزيع الأدوية "أنديماد" أصدرت أمس قرارا بتنحية مدير وحدة قسنطينة فيما كشفت الاضطرابات الحاصلة بالمؤسسة عن حقائق خطيرة تتعلق بتسيير الصيدليات العمومية بسبع ولايات وعن صراعات كبيرة حول هدايا شركات الدواء كما أزاحت الستار عن تلاعبات حولت الصيدليات إلى أماكن خالية على عروشها. ما كان يعرف بالصراع النقابي تحول بداية الشهر الجاري إلى حركة احتجاجية للمطالبة بتنحية مدير نصب منذ شهرين يتهمه محتجون بسوء التسيير وبالتسبب في تراجع رهيب لرقم الأعمال الشهري، ويشترك الخصمان في نعت صيدليات "أنديماد" بأنها شبه مشلولة وكل طرف يتحدث عن تواطؤ مع شركات دواء وممونين، حيث قال لنا ممثلون عن المطالبين برحيل المدير أن هناك مسؤولين يرفضون التعامل مع ممونين ويجبرونهم على القيام بمشتريات لم يطلبوها كما قال مسيرو وكالات أن تراكم مخزون الأدوية منتهية الصلاحية سببه عدم قيام المصالح المختصة على مستوى "أنديماد" بعملها وتجاهل التقارير المقدمة لهم وأكدوا بأن شركات الدواء ملزمة بالتعويض لكن تأخر تسليمها الدواء منتهي الصلاحية يكون في غير صالح المؤسسة لتكون النتيجة إجبار مسيرين على دفع الخسائر من رواتبهم بمبالغ تتعدى شهريا 7000 دج أي ما يعادل ثلث الراتب مع حذف المنح والعلاوات. وقال لنا مسؤول وكالة سيدي مزغيش بسكيكدة أنه أجبر على تسديد 19 مليون سنتيم تخص فترة مسير سبقه فيما أفاد مسير وكالة بسكيكدة أنه تحصل على حكم قضائي بعدم السداد لكن الاقتطاعات تواصلت، وتطرق مسؤول وكالة رجاص بميلة عن حالة لا تقل خطورة تتمثل في اختفاء كل الفواتير الخاصة بفترة من سبقه، أما وكالة القرارم فقد كشف من يسيرها أن مراقبا دخل الصيدلية وبمجرد مغادرته اختفت كميات من الأدوية. الهدايا التي تتعامل بها مخابر وشركات الدواء والتي كانت موضوع تعليمة وزارية تعتبر من أكثر الأسباب المحركة للنزاعات، حيث لا يتعلق الأمر بهدايا بسيطة وإنما برحلات وسيارات وأجهزة إلكترونية أو كهرومنزلية وأدوية أيضا، حسب ما كشفه العمال في حديثهم، لكننا وجدنا اختلافات في الطرح بين جهتين تنتميان لنقابتين مختلفتين كل واحدة منهما تعتبر نفسها الأكثر شرعية، فبينما يشير أتباع النقابة الذين باشروا الإعتصامات بداية الشهر الجاري إلى تواطؤ أطراف إدارية في الأمر وقصر التعامل مع ممونين دون آخرين، تتهم مسؤولة النقابة الثانية ومن معها محركي الاحتجاجات بممارسة الضغط على المدير لتحاشي المحاسبة وتقول أن الأمر يتعلق بمسيري صيدليات بولايات سكيكدة ميلة أم البواقي و خنشلة يشكلون شبكة للتلاعب يحركها مسؤولون سابقون متسائلة كيف يمكن المطالبة برحيل مدير لم ينصب إلا منذ أسابيع وكيف يمكن لنقابة أن تمنع مدير من فتح ملفات الفساد وتهدده بالاحتجاج في حال قام بمتابعة مرتكبي التجاوزات. المتحدثة طالبت بلجنة تحقيق من وزارة المالية للتدقيق في المبيعات والمشتريات والتحويلات و الوضعيات المالية منذ 2008 وتحويل ملفات الفساد على العدالة مؤكدة بأن الكثير من الأطراف تعمل على حل أنديماد حتى لا تتم محاسبة ناهبي المال العام وأشخاص حولوا الصيدليات لممارسة التجارة وبيع أدوية مهربة لصالح جهات أخرى فيما أكد مشاركون في الاحتجاج أن الصيدليات ظلت شاغرة بسبب قرارات إدارية وقدروا قيمة الأدوية منتهية الصلاحية ب40 مليار سنتيم. وقد شهد مقر وحدة قسنطينة بالسيلوك أمس تنظيم جمعية عامة مضادة للحركة الإحجتجاية تعالت فيه هتافات المطالبين رحيل المدير وتواصل غلق المديرية مع حدوث مناوشات بين عمال قبل أن يعلن الأمين العام للفرع النقابية أنه تمت تنحية مدير الوحدة وتعين مدير بالنيابة وأشار بأن المدير اعتذر عن ما قام به ضد بعض الإطارات لكنهم أصروا على رحيله. نرجس/ك /تصوير:الشريف قليب