أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الدكتور الياس مرابط، أمس، على ضرورة العودة إلى التحسيس والتوعية والتطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية وإجبار المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية وكذلك الزامية التطعيم ضد فيروس كورونا، مبرزا أهمية التفكير في طريقة لدفع المواطن للذهاب لأخذ اللقاح، لافتا إلى تسجيل ارتفاع خفيف، متباطئ في عدد المرضى المصابين أو المشكوك في إصابتهم بالفيروس في الفترة الأخيرة، وحذر من سرعة انتشار المتحور الجديد "أوميكرون". وقال الدكتور الياس مرابط، في تصريح للنصر، أمس، إنه كما كان منتظرا، ظهور أول حالة إصابة بالمتحور الجديد "أوميكرون" و هذا دليل أنه هناك حالات أخر موجودة في وسط المواطنين، لافتا إلى أن الدراسات التي تم الإعلان عنها بخصوص هذا المتحور والمعطيات الطبية والعلمية من جنوب إفريقيا خاصة وحتى في أمريكا والبلدان الأوروبية تؤكد سرعة انتشاره أكثر من المتحورات الأخرى، خاصة "دلتا" ولكنه أقل حدة بالنسبة للأعراض وتعقيدات المرض من المتحور "دلتا". وأضاف أن الإشكال يتعلق بانتشاره السريع، لأنه من الممكن أن يكون هناك انتشار أسرع للحالات المرضية واكتظاظ أسرع و أكبر للمرضى على مستوى الهياكل الصحية. وقال في السياق ذاته، إن المشكل في مواجهة الوباء هو في سرعة انتشار العدوى والتي تؤدي إلى وصول أعداد بالعشرات ثم بالمئات وآلاف المرضى في وقت قصير وهو ما يخلق ضغطا واختناقا على مستوى الهياكل أو المرافق الصحية ما يؤدي بهذه الهياكل للتخلي عن التكفل بمرضى آخرين ، يجب أن تتكفل بهم المنظومة الصحية، مؤكدا ضرورة التكفل بكل الحالات المرضية وتوفير كل الوسائل للتشخيص والمتابعة والعلاج والاستشفاء للمرضى المصابين بكورونا وأيضا للمرضى الآخرين. واعتبر الدكتور الياس مرابط، أن هناك ارتفاعا خفيفا، متباطئا في عدد المرضى المصابين بكوفيد أو المشكوك في إصابتهم على مستوى الفحوصات ووحدات الاستعجالات و على مستوى المصالح الاستشفائية المخصصة للوباء بما فيها وحدات الإنعاش هذه الأيام، بعدما كانت فارغة ، خاصة على مستوى العاصمة والبليدة. وأوضح أنه مع عودة ارتفاع الحالات، هناك إصابات في الوسط المهني، حيث تم تسجيل حالتي وفاة لطبيبتين خلال الأسبوع الماضي، بسبب الإصابة بالوباء. وشدد الدكتور الياس مرابط، على ضرورة التطبيق بصرامة للإجراءات الوقائية ، إلزام المواطنين باحترام إجراءات الوقاية على المستوى الفردي، لبس الكمامة، توفير شروط تطبيق التباعد الجسدي ، نظافة الأيدي و تطبيق البروتكولات الصحية على مستوى الجماعات والنشاطات المختلفة في قطاعات مختلفة كالنقل والتجارة والإدارة والمقاهي وغيرها، لافتا إلى أن هناك تهاونا بالنسبة لتطبيق هذه البرتوكولات الصحية. ومن جانب آخر، أشار إلى أن نسبة التلقيح تبقى ضعيفة مقارنة بالخطر المحدق والذي ممكن أن يكون عن طريق موجة أخرى قد تصل وقد تكون أكثر ارتفاعا، فيما يخص عدد المصابين وتعقيدات المرض والوفيات وإسقاطاتها على مستوى الجبهة الاجتماعية والاقتصادية ، مضيفا أن الحلول بأيدينا اليوم وعلينا عدم انتظار وصول الكارثة، مبرزا أهمية التواصل مع المواطنين عن طريق الحملات التوعوية والتحسيسية بصفة مستمرة عن طريق المنشورات والومضات الإشهارية ونشاط الجمعيات والمجتمع المدني وكل القطاعات التي يجب أن تخصص نشاطا خاصا للتوعية والتحسيس بالنسبة للإجراءات الوقائية وثانيا للتطعيم ضد كورونا. كما شدد على التطبيق الصارم للبروتوكولات الصحية وتطبيق القانون بصرامة ومعاقبة المخالفين والمتهاونين وإجبار المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية على المستوى الفردي وكذلك إلزامية التطعيم. وأشار إلى ضرورة التفكير في طريقة أخرى لدفع المواطن بصفة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق التحفيز والترهيب والترغيب للذهاب إلى وحدات التطعيم لأخذ اللقاح.