ندّد أبو الفضل بعجي، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بما أسماه التحالفات غير الطبيعية وغير الأخلاقية التي عرفتها المجالس المحلية المنتخبة خلال عملية تنصيب الهيئات التنفيذية لها، وعبر عن تخوّفه من أن يؤدي ذلك إلى انسداد في هذه المجالس مستقبلا، وشدّد على أن الوقت قد حان لتعديل قانوني البلدية و الولاية. وقال بعجي في لقاء صحفي له أمس على هامش اجتماع للمكتب السياسي للحزب إنه يجب "احترام إرادة الشعب" أثناء تطرقه للتحالفات التي شهدتها المجالس المحلية المنتخبة يوم 27 نوفمبر المنصرم خلال مرحلة اختيار رؤسائها والهيئات التنفيذية لها، واعتبر أنه من غير الطبيعي ومن غير الأخلاقي أن "يتحالف الخاسر مع الخاسر لإسقاط الفائز" مضيفا بأن "أناسا انتخبوا على أشخاص معينين ولكن للأسف أناس آخرين هم الذين تولّوا المناصب". و منه دعا أمين عام الآفلان إلى العودة للعمل بالنظام القديم حيث من فاز بأكبر عدد من المقاعد هو من يتولى المسؤولية لأن المواطنين اختاروه، وعبر عن تخوفات من نتائج هذه التحالفات غير الطبيعية وغير الأخلاقية، محذرا من أن يؤدي ذلك إلى انسداد في المجالس مستقبلا، وعليه يؤكد بعجي أن تعديل قانوني البلدية والولاية "أصبح ضروريا" اليوم. و ثمن بعجي النتائج التي حصل عليها الآفلان في الانتخابات المحلية والتي بوأته- كما قال- المرتبة الأولى عن جدارة واستحقاق بفضل إرادة الشعب وقال" حققنا نتائج كبيرة رغم العراقيل ومحاولة زعزعة الحزب قبل المحليات"، مؤكدا أن الفوز الذي حققه الحزب في المحليات وقبلها في التشريعيات يثبت صحة النهج والمسعى الذي سار عليه الحزب. وكشف في هذا الصدد أن الآفلان حصل على رئاسة 23 مجلسا ولائيا من أصل 58 و أن الحزب الثاني الذي جاء بعده حصل على رئاسة 12 مجلسا ولائيا فقط، والثالث على رئاسة تسعة مجالس. وبخصوص انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في فبراير المقبل أكد بعجي أن الحزب " جاهز للمشاركة فيها" وله إستراتيجية خاصة للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد، مشيرا إلى التحالف مع منتخبي تشكيلات أخرى منها المستقلين. وعن موعد تنظيم المؤتمر القادم للحزب رد أبو الفضل بعجي بأنه سبق وأن صرح بأن المؤتمر سيكون بعد الانتهاء من جميع الاستحقاقات السياسية، وعليه فبعد الانتهاء من انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة في فبراير سيتم تنصيب لجنة وطنية لتحضير المؤتمر واللجان الفرعية التي تنبثق عنها. وعن سؤال حول ما إذا كان الحزب يرغب في استعادة رئاسة المجلس الشعبي الوطني قال بعجي إن كتلة الحزب كانت أكبر كتلة برلمانية زكت الرئيس الحالي للمجلس والأمور تسير اليوم بشكل عاد ولا توجد رغبة لدى الآفلان في هذا الاتجاه. و قد جدد المكتب السياسي للحزب في بيان له بعد الاجتماع تأييده المطلق لمواقف الدولة الجزائرية المرتكزة على الحفاظ على السيادة الوطنية وحماية مصالح البلاد والشعب من كل التهديدات مهما كان مصدرها، وثمن موقفها المسؤول في الرد الجاد على استفزازات بعض الأطراف الفرنسية، وأكد أن العلاقات الجزائرية الفرنسية مرهونة باعتراف واعتذار فرنسا الرسمية عن الجرائم النكراء التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. كما أدان المكتب السياسي السياسات الهادفة لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على المنطقة بالتطبيع، ودعا إلى المواجهة والتصدي للهرولة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مجددا في السياق موقفه الداعم لقضية الشعبين الفلسطيني والصحراوي، وحيا جبهة الرفض للتطبيع في المغرب.