تتنافس الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات المحلية الأخيرة للحصول على أكبر عدد من المقاعد خلال التجديد النصفي لمجلس الأمة، وجندت لأجل ذلك إطاراتها القياديين، وأمرتهم بالنزول إلى الولايات لإبرام التحالفات بما يخدم مصالحها. عادت القيادات الحزبية لمنتخبيها المحليين لتنسيق العمل استعدادا لخوض غمار مسابقة جديدة في إطار انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة التي ستجري يوم 5 فيفري القادم، كما أمرت إطاراتها بالنزول إلى الولايات لشرح مجريات العملية للمنتخبين المحليين الجدد وما ستحققه من مكتسبات. ويطمح التجمع الوطني الديمقراطي على غرار باق التشكيلات، إلى تعزيز تواجده داخل الغرفة العليا للبرلمان، ورفع مستوى تمثيله إلى أكثر من 18 مقعدا، وهو يعول على منتخبيه المحليين لتحقيق هذا الهدف، لا سيما وأن عددهم تجاوز عتبة 5 آلاف منتخب. ويعتبر الأرندي بأن تواجده عبر 56 ولاية و1400 بلدية عاملا مشجعا على توسيع تمثيله في مجلس الأمة، وبحسب الناطق الرسمي باسم الحزب الصافي لعرابي، فإن الجهود منصبة حاليا لإنجاح الموعد، الذي فرض على القيادة تكثيف نشاطها وتنظيم لقاءات تحسيسية عبر الولايات، بمشاركة المنتخبين المحليين، على أمل رفع عدد الأعضاء الذين يشكلون كتلة الحزب بالغرفة العليا التي منحها الدستور الجديد صلاحيات ومهام أوسع. وقامت من جانبها قيادة حركة مجتمع السلم برفع درجة التأهب على مستوى هياكلها الداخلية، وأمرت إطاراتها بالعمل والتنسيق مع المنتخبين المحليين، والتحضير الجيد لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، من أجل تحقيق حضورها وتواجدها داخل الغرفة السفلى، لا سيما وأن الفوز في العملية لم يكن حليفها في انتخابات التجديد النصفي السابقة. ولا تحوز حمس على أي مقعد في تشكيلة مجلس الأمة الحالي، وهي تطمح للانضمام إليه من جديد، ولو بأقل عدد من المقاعد بناء على النتائج التي حققتها في الاستحقاقات الأخيرة التي مكنتها من الفوز بحوالي 2000 مقعد بالمجالس المحلية المنتخبة، على أن تعمل على تحسين مواقعها في الموعد المقبل الذي سيجري بعد ثلاث سنوات، أي في ظل العهدة الحالية للمنتخبين المحليين. وكشف في هذا السياق نائب رئس الحركة عبد الرحمان بن فرحات في حديث معه عن توجيه مراسلات وتوجيهات تأطيرية للمنتخبين المحليين، تتضمن شرح مجريات العملية وكيفية إبرام التحالفات، مؤكدا بأن التحالفات جارية مع جميع الأطراف السياسية المعنية بالعملية. وأضاف من جانبه العضو القيادي في الحركة نعمان بلعور بأن التحالف يتم بناء على تبادل المصالح، كأن تمنح الحركة أصوات منتخبيها لصالح تشكيلة منافسة في البلديات أو الولايات التي تقل فيها فرص تحقيق الفوز، أو أن تتنازل لصالح تشكيلة أخرى وتمكنها من حصد مقاعد خلال هذه الانتخابات، في انتظار أن تستفيد بدورها من نفس الخدمات والتنازلات في التجديد النصفي القادم. وتتم التحالفات على المستوى المركزي في حال تعلق الأمر بتوجيه أصوات المنتخبين المحليين للمجالس الولائية خلال عملية التجديد النصفي، في حين يترك أمر هذه القضية للمنتخبين المحليين للمجالس البلدية، لكن بما يوافق مصلحة الحزب وتوجيهات قيادته، وفي إطار تبادل المصالح والمنافع. ويرى من جانبه، حزب جبهة التحرير الوطني نفسه الأوفر حظا في تحقيق النجاح والفوز في عملية التجديد النصفي، بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققها في الاستحقاقات المحلية التي احتل فيها المرتبة الأولى، محققا تقدما ملموسا على التشكيلات المنافسة. وكشف في هذا السياق العضو القيادي في الحزب محمد سي فضيل "للنصر" عن تعيين مشرفين من قبل القيادة للنزول إلى الميدان، وعقد جمعيات عامة ولقاءات تحسيسية لفائدة المنتخبين المحليين، وشرح توجيهات الحزب، وطريقة الترشح ومجريات العملية. وتجري انتخابات التجديد النصفي عبر مرحلتين، الأولى عملية داخلية باختيار مرشح عن الحزب في كل ولاية، والثانية تشارك فيها كافة التشكيلات المعنية، وهي التي ستنظم يوم 5 فيفري القادم لانتخاب 95 عضوا بمجلس الأمة، أي ثلثي أعضائه. لطيفة بلحاج