والي الطارف ينفي اللجوء إلى تسريح المياه الفائضة من السدود أكد والي الطارف أمس أن كمية الأمطار التي تساقطت على الولاية لم يسبق لها مثيل ،حيث فاقت الكمية المتساقطة في 3أيام 128ملم وهي كميات كافية لحدوث الطوفان الذي غرقت فيه المنطقة ،خصوصا ببلديات الجهة الغربية لدوائر الذرعان ،البسباس، وابن مهيدي بمجموع 10 بلديات والجهة الشمالية من عين العسل شرقا إلى بالريحان غربا . وأضاف الوالي في ندوة صحفية أن كمية المياه المتدفقة آدت إلى امتلاء السدود التي قامت بطريقة آلية عبر المنافذ المخصصة بتفريغ أزيد من 200مليون متر مكعب من المياه الفائضة نحو الأودية خاصة وادي الكبير بالجهة الشرقية ووادي سيبوس بالجهة الغربية ، وهنا حرص الوالي على التأكيد بأن المصالح المعنية لم تلجا أبدا إلى تسريح المياه الفائضة من السدود المحلية باعتبار أن هناك أنظمة في السدود تقوم آليا بتسريح الكميات الفائضة بمجرد ارتفاع منسوب المياه إلى الحد الأقصى. و قد فاقت كمية المياه الفائضة من سد ماكسة ،الذي تقدر طاقته ب30مليون متر مكعب نحو وادي الكبير ب128مليون متر مكعب بما يعادل 4 مرات طاقة استيعابه ،فيما قدرت كميات المياه التي استقبلها وادي سيبوس من سد الشافية ب101 مليون متر مكعب وهي الكميات التي لم تستوعبها الأودية وكانت كافية لوقوع فيضانات عارمة اجتاحت مختلف البلديات من شرق الولاية الى غربها وخاصة بلديات الجهة الغربية على غرار الشط ، البسباس ،بن مهيدي ، الذرعان ، عصفور المتضرر الأكبر من هذه الكارثة ،بالإضافة إلى البلديات الأخرى بوثلجة ، بحيرة الطيور ، بالريحان ، عين العسل والطارف. إعلان الولاية منكوبة بعد تقييم الخسائر وعلى ضوء عملية التقييم ستتضح الرؤية إن كان الآمر يستدعي طلب إعلان الولاية منكوبة وإعداد ملف للجهات المركزية للحصول على برنامج استعجالي لإعادة ترميم وإصلاح مخلفات الطوفان ،التي كانت حسبه كبيرة بالنظر لنسبة تهاطل الأمطار الكبيرة التي لم تستوعبها لا السدود والأودية ولا يمكن التحكم فيها مهما كان الحال . وأعلن الوالي عن التكفل بكل العائلات المنكوبة والمتضررة من جراء الفيضانات من خلال إيواءها وترحيلها نحو أماكن لائقة خصصت لها فيما رفضت فيه بعض العائلات مغادرة منازلها وفضلت فيه البقاء إلى غاية تراجع منسوب المياه زيادة على ذلك تم توزيع كل المساعدات الغذائية من أفرشة وأغطية التي تكفلت مصالح الحماية المدنية ومروحيات الجيش بإيصالها للعائلات المتضررة والعملية متواصلة بتوزيع المؤونة والمساعدات على عائلات أخرى، في الوقت الذي تتواصل فرق الإغاثة عملية امتصاص المياه بالأحياء والتجمعات السكانية وهي العملية التي جندت لها إمكانيات ضخمة بما فيها استقبال مساعدات من ولايات مجاورة من قسنطينة وعنابة وقالمة. حديث عن مفقودين جدد وتضرر 13 بلدية ما تزال عمليات إغاثة العائلات المنكوبة والمتضررة من الفيضانات متواصلة لليوم الرابع على التوالي من خلال إجلاء المواطنين المحاصرين في السيول والذين غمرت المياه منازلهم موازاة مع مواصلة أعوان الإغاثة من الحماية المدنية المدعمة بفرق إنقاذ من الولايات المجاورة في عملية امتصاص المياه من الأحياء ذو التجمعات السكانية والمنازل التي غمرتها و داهمتها السيول ، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر عن تضرر 13 بلدية من جراء هذه الفيضانات التي خلفت لحد الآن أزيد من حوالي 3آلاف عائلة متضررة و300 عائلة منكوبة تم إيواءها من قبل السلطات المحلية بالمؤسسات التربوية بالإضافة إلى دور الشباب ومرافق النشاط الاجتماعي التي خصصت لاستقبال المنكوبين . هذا في الوقت الذي تسببت فيه الفيضانات في تشريد العشرات خاصة منهم أصحاب البنايات القديمة والسكن الهش وتحدث بعض السكان عن وجود مفقودين ضحايا هذا الطوفان الذي لم يظهر لهم أي اثر منهم 3 أشخاص بالشط و2 بالريغية وواحد بالبسباس وهو ما نفته المصالح المعنية التي أشارت عدم تبليغها بشأن وجود أشخاص مفقودين خلال موجة الفيضانات التي اجتاحت الولاية . وقد عادت الحياة تدريجيا إلى بعض المناطق بعد تراجع منسوب المياه وهو ما ساعد فرق الإنقاذ والإغاثة على مواصلة مجهوداتها للتخفيف من مخلفات الكارثة وتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين . من جهته أوضح مدير الفلاحة أن الفيضانات العارمة التي اجتاحت الولاية تسببت في خسائر فادحة في المحاصيل الفلاحية والثروة الحيوانية حيث سجل هلاك 100ألف صوص وأزيد من 100 رأس من الأغنام ، 50 رأسا من البقر ،1500 هكتار من الخضروات، 800هكتار من الأشجار المثمرة ،200متر مربع من مشاتل الطماطم الصناعية وإتلاف 4 ألاف هكتار من الحبوب ...مشيرا إلى أن أزيد من 20 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية غمرتها المياه . تواصل الاحتجاجات ومنحرفون يبتزون مستعملي الطرقات عرفت أمس عدة مناطق خاصة بالجهة الغربية بكل من الشط .ابن مهيدي موجة احتجاجات في أوساط العائلات المنكوبة والمتضررة التي قامت بقطع بعض المحاور للمطالبة بالتكفل بها والإسراع بترحيلها الى سكنات لائقة بعد أن غمرت السيول منازلهم خاصة منهم قاطني الأكواخ الهشة على غرار سكان مناطق بن عمار –الكوس- بورومانة –سيدي مبارك وبن عمار وسيجدي قاسي . وهي أهم المناطق المتضررة من الفيضانات كما اشتكى بعض مستعملي الطريق تعرضهم لابتزاز من قبل منحرفين اندسوا وسط المحتجين والذين فرضوا عليهم دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالمرور ،الأمر الذي دفع بأصحاب بعض المركبات إلى تغيير المسار عبر طرقات أخرى. وقد تنقلت المصالح المعنية لعين المكان حيث فتحت حوارا مع المحتجين تم خلاله دعوتهم التزام الهدوء مع التكفل بانشغالهم وهو ما سمح بإعادة فتح بعض المحاور، فيما يواصل فيه الوالي التنقل عبر البلديات للوقوف على الوضع ومدى التكفل بالعائلات المتضررة