يرى الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سواهلية، أن أسعار النفط، من الممكن أن تتجاوز 100 دولار للبرميل في الأشهر المقبلة، في ظل زيادة الطلب وانخفاض المخزونات وتكيف الدول مع جائحة كورونا وعدم توقف النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى السياسة الرشيدة والمتوازنة التي تنتهجها مجموعة «أوبك+»، بخصوص الإنتاج ورفضها للضغوط، مبرزا من جانب آخر، ضرورة استغلال هذا الارتفاع في أسعار النفط، بتنويع الاقتصاد الوطني، سيما في ظل الإيرادات المهمة من العملة الصعبة ، ما يجعل موازنة الدولة في أريحية. وأوضح الدكتور أحمد سواهلية، في تصريح للنصر، أمس، أن استقرار أسعار النفط، نتيجة لحكمة منظمة «أوبك» وحنكتها، فيما يخص سياساتها الرشيدة ولو على حساب بعض الدول المنتجة للنفط بتخفيض الإنتاج، عندما كانت الأسعار منخفضة . وأضاف في نفس السياق، أنه رغم وجود بعض الخلافات داخل المنظمة، بين بعض الأعضاء، لكن عندما يتعلق الأمر بالنفط، تجد سياسة «أوبك»، متوازنة نوعا ما وخاصة مع حلفاء آخرين، بينهم روسيا وغيرها وما يعرف بمجموعة «أوبك+». وبالتالي ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، هو بفعل عدم تهور المنظمة بزيادة الإنتاج وترقبها للسوق النفطية من خلال اجتماعاتها الدورية والزيادة بتدرج وعقلانية في الإنتاج إلى غاية الوصول إلى المستوى السابق. وأضاف في نفس الإطار، أنه رغم الضغط الذي تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية على المنظمة، من أجل الزيادة في الإنتاج، بهدف تخفيض أسعار النفط، إلا أن «أوبك» لم تستجب لتلك الطلبات ولم ترجع إلى الإنتاج السابق قبل الوباء، حيث بقيت الأسعار في حدود المعقول والمنطقي والمقبول، مشيرا إلى تزايد الطلب على النفط، في ظل انخفاض المخزون الأمريكي و بعض الدول الأخرى. كما اعتبر الدكتور أحمد سواهلية، أن الجزائر تريد الحفاظ على السعر التوازني للنفط المهم للجزائر والذي هو في حدود 80 دولارا للبرميل، معتبرا أن ذلك مكسب كبير لمنظمة «أوبك» والدول التي تعتمد على البترول، لافتا إلى ضرورة المحافظة على هذا السعر، حتى تزول الجائحة . وأضاف أن ارتفاع الأسعار، قد يكون ملحوظا، من خلال انتعاش اقتصاديات العالم ، مذكرا أن آثار جائحة كورونا على أسعار النفط كانت وخيمة جدا ، إلا أن تعامل وتكيف الدول مع هذا الوباء، جعل أسعار النفط تنتعش من جديد، لأنه مهما كان الأمر، فهي في الأخير مادة حيوية ، ونافعة للأفراد والاقتصاد ومطلوبة جدا وكثير من الدول تسعى اليوم إلى أمنها الطاقوي -كما أضاف-، مشيرا إلى أن انخفاض المخزونات النفطية لبعض الدول، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، قد يؤدي إلى الارتفاع الكبير في سعر النفط، في ظل ترقب المتحور الجديد الذي قد يؤثر على اقتصاديات العالم ولكن لن يؤثر كما كان الأمر في بداية الجائحة، لأن الناس تكيفت مع هذا الوضع الصحي الجديد وبالتالي الأسعار لن تهبط تحت معدل 70 دولارا للبرميل، حيث توقع الخبير الاقتصادي، أن تشهد الاسعار ارتفاعا كبيرا، لأن الدول تكيفت مع هذا الوباء ولا يمكن لأي مؤسسة اقتصادية أن تتوقف، خاصة مؤسسات النقل والشحن، وبذلك فإن الطلب على هذا المنتوج، سيتزايد يوما بعد يوم، وأضاف أن الأسعار من الممكن أن تتجاوز مستوى 100 دولار للبرميل في الأشهر المقبلة ويبقى الأمر متعلقا بالطلب، وهذا في ظل انخفاض المخزونات والطلب المتزايد والتكيف مع الوباء وعدم توقف النشاط الاقتصادي، ولكن هذا الارتفاع في الأسعار، قد تقابله زيادة في الإنتاج. واعتبر الدكتور أحمد سواهلية، أنه من الضروري استغلال هذا الارتفاع في أسعار النفط بالرجوع إلى الإنتاج السابق و بتنويع الاقتصاد الوطني وأخذ العبرة من جائحة كورونا وآثارها الوخيمة على أسعار البترول، وأضاف أننا سنشهد إيرادات مهمة وجيدة للجزائر، يمكن أن تخلق لها فرصة لتنويع اقتصادها بأريحية . وأضاف أنه مازال جزء كبير من الصادرات من المحروقات وبالتالي سنجد أنفسنا في أريحية وخاصة في التجارة الخارجية وفي الأرباح والإيرادات من العملة الصعبة، مما يجعل موازنة الدولة في أريحية، لكن يجب استغلال هذه الطفرة والزيادة في أسعار النفط، لكي نحقق اقتصادا متنوعا وأمنا غذائيا ونشاطا اقتصاديا في قطاعات أخرى، كالصناعة والفلاحة وسياسات لإحلال الواردات، فيما تذهب الاحتياطات من العملة الصعبة الناتجة عن المحروقات إلى ما هو أساسي فقط .