أخذ نشاط عصابات الكوابل النحاسية، منحى خطير باستهداف شبكات الغاز بالمؤسسات التربوية و المساجد، حيث تلقت مصالح الدرك الوطني و الشرطة في الأسابيع الأخيرة، عديد الشكاوى من مواطنين و هيئات للتبليغ عن عمليات سرقة، بعضها تم حلها بتوقيف المشتبه فيهم و أخرى مازالت قيد التحقيقات و الملاحقة. و استنادا لمصدر عليم للنصر، فإن عمليات السرقة طالت، أول أمس، شبكة قنوات الغاز على مستوى متوسطة 19 مارس 1962 في البوني، بتقطيع الأنابيب الخارجية للغاز المستخدمة في التدفئة المركزية و مختلف الاستخدامات على مستوى المؤسسة التربوية، حيث قدمت إدارة المؤسسة شكوى لمصالح الأمن لتحديد هوية الفاعلين و توقيفهم. كما تم استهداف أنابيب الغاز على مستوى مساجد و محاولة سرقة محركات المكيفات الهوائية الكبيرة، بالإضافة إلى استهداف عمارات سكنية و فيلات، باستخدام قواطع الأنابيب، مع توظيف محترفين في غلق مصادر التزود بالغاز، لتسهيل عملية السرقة دون التعرض لخطر انبعاث الغاز الطبيعي. و وفقا لمصادرنا، فإن التحقيقات الأمنية كشفت عن استعانة عصابات سرقة النحاس، بأفراد قصر على مستوى الأحياء التي يقطنون بها، مقابل منحهم مبالغ مالية، لتسهيل عملية السرقة و التهرب من الملاحقة الأمنية و المتابعة الجزائية، كما تمكنت مصالح الدرك الوطني خلال الأسبوعين الماضيين، من تفكيك 3 شبكات بكل من المدينة الجديدة ذراع الريش، كانت تستهدف السكنات الجاهزة للتوزيع بسرقة الأنابيب النحاسية الخاصة بشبكة الغاز، إلى جانب توقيف 3 أشخاص بتهمة سرقة الكوابل النحاسية لشبكة الإنارة العمومية على طول الطريق الولائي الرابط بين عنابة و سرايدي، كما وقفت مصالح الطرق الوطني بطريق سيدي عمار مركبة كانت تحمل نفايات نحاسية تمت سرقتها من دائرة البوني. كما اكتشف أفراد الوحدات التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، الأسبوع الماضي، في مداهمة واسعة لحي البركة الزرقاء ببلدية البوني، ورشة مختصة في تدوير و جمع مادة النحاس المستخرجة من كوابل الهاتف و الكهرباء، حيث مكنت العملية من استرجاع 1330 كلغ من معدن النحاس و توقيف 6 أشخاص كانوا داخل الورشة. من جهتها قدمت إدارة المصعد الهوائي بعنابة، الأسبوع الماضي، شكوى ضد مجهول، على إثر استهداف عصابات الكوابل النحاسية، شبكة جر عربات التليفريك و سرقة الكوابل على مرتين، من العمود رقم 7 إلى غاية العموم 12 في العملية الأولى، على مسافة 517 مترا، حيث تم اكتشاف عملية السرقة في الآونة الأخيرة أثناء القيام بأشغال الصيانة، كما قامت ذات العصابة باستهداف جزء ثاني من الشبكة و سرقت 274 مترا أخرى، عثر عليها من قبل أصحاب سكنات قريبة من المصعد، قاموا بتبليغ الإدارة، غير أن الكوابل أصبحت غير صالحة للاستخدام بعد تقطيعها لأجزاء، حيث بلغت القيمة المالية للخسائر الأخير، نحو 600 مليون سنتيم. و حسب مصدر أمني، فقد تحول استهداف عصابات النحاس من الكوابل إلى الأنابيب و جميع الأشياء التي تحتوي على مادة النحاس، مرجعين سبب تنامي نشاط هذه الشبكات المختصة، إلى ارتفاع سعر مادة النحاس في السوق الوطني و الدولي، حيث يتم تجميعه لإعادة استرجاعه في ورشات سرية لرسكلته و فصله عن المواد البلاستكية، قبل تسويقه تمهيدا لتهريبه عبر الحدود مقابل عائدات مالية معتبرة، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية المترتبة عن ذلك.