تحول خط السكة الحديدية القديم قالمة لخروب إلى عائق كبير أمام العديد من المشاريع التنموية الهامة بنحو 10 بلديات، و في مقدمتها مشاريع السكن و خدمات الصحة و التربية و غيرها من المرافق الأخرى ذات العلاقة المباشرة بالحياة اليومية للسكان المجاورين لهذا الخط التاريخي الذي توقف المقطع الأكبر منه عن النشاط خلال حرب التحرير. و كانت مديرية النقل بقالمة، قد أعلنت في وقت سابق أن الدراسة التقنية لخط السكة الحديدية قالمة لخروب توشك على نهايتها متجاوزة ما وصفته بالعقبات الميدانية التي حالت دون تحقيق هذا المشروع الاقتصادي الهام على أرض الواقع. و قال النائب بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية قالمة، هشام صفر، بأنه ينتظر إجابة من وزير النقل بخصوص الانشغالات المحلية المتعلقة بالاحتياطات العقارية الهامة التي يستحوذ عليها الخط المذكور الذي لم يعد له أثر بالكثير من المقاطع التي تحولت إلى أحياء سكنية و أخرى مازالت غير مستغلة بينها مساحة أرضية معتبرة بحي بوروايح سليمان ببلدية قالمة، حيث تبقى عدة مشاريع عالقة هناك بينها مشروع للترقية العقارية و مسجد و متوسطة و خزينة عمومية و عيادة طبية. و بسبب هذا الخط المتخلى عنه مازال السكان ينتظرون تسوية وضعية سكناتهم في إطار قوانين العمران السارية المفعول، حيث تحول مسار الخط إلى عائق قانوني أمام محاولات بعث المشاريع التنموية و تسوية الوضعية القانونية للأحياء السكنية التي بنيت على أنقاضه بنحو 10 بلديات بوشقوف بومهرة احمد، بلخير، قالمة، مجاز عمار، حمام دباغ، بوحمدان، برج صباط وادي الزناتي و عين رقادة، و هي البلديات التي يمر منها المسار القديم الممتد من مدينة بوشقوف الواقعة شرقي قالمة إلى مدينة الخروب بولاية قسنطينة على مسافة تقارب 139 كلم، منها مقطع بطول 25 كلم تقريبا مازال محافظا على بنيته التحتية لكنه توقف عن النشاط منذ سنوات قليلة بسبب الجدوى الاقتصادية. و كانت الحكومة قد وافقت قبل 9 سنوات تقريبا على إعادة بعث خط السكة الحديدية بوشقوف قالمةالخروب لتحريك التنمية بالمنطقة و تخفيف الضغط عن شبكة الطرقات المحلية التي لم تعد قادرة على تحمل الضغط المروري الكثيف و التحولات الاقتصادية و الاجتماعية المتسارعة. و قد تم إطلاق دراسة هندسية و تقنية للمشروع الواعد، و استقر رأي المهندسين على مسارين مختلفين، يشتركان في مقطع مجاز عمار بوشقوف و يفترقان بمجاز عمار الأول باتجاه حمام دباغ بوحمدان برج صباط وصولا إلى وادي الزناتي ثم عين ر قادة و عين عبيد و الخروب، و المسار الثاني ينحرف من مجاز عمار إلى وادي الزناتي عبر مرتفعات هواري بومدين سلاوة عنونة و رأس العقبة و يتطلب إنجاز نفق طويل لعبور تلك المرتفعات. و يبلغ طول المسار الأول المقترح 139 كلم و هو نفس المسار القديم تقريبا، بينما يبلغ طول المسار الثاني المجهز بنفق نحو 120 كلم و هو الأكثر تكلفة لكنه الأقصر مسافة و زمنا. و يتوقع أن يستقر رأي المهندسين و الهيئات الممولة للمشروع على مسار خط السكة الحديدية القديم حسب المناقشات التي دارت بين المنتخبين و السلطات الولائية لدى عرض مخطط المسارين المقترحين بمقر الولاية في وقت سابق. و بسبب مسار السكة القديم و المسارين المتوقعين مازالت الكثير من المشاريع التنموية عالقة، و عشرات الأحياء السكنية دون تسوية قانونية، في انتظار القرار النهائي لتحديد المسار المتفق عليه و تحرير الاحتياطات العقارية غير المعنية بالاستحواذ. فريد.غ