احتضنت، بلدية خيري واد عجول، الكائنة شرق جيجل، تظاهرة ربيع جيجل، التي أقيمت بغابة التسلية « مابو» أول أمس، و عرفت مشاركة العشرات من العائلات و عشاق الطبيعة لاكتشاف تراث و عادات و تقاليد المنطقة، و مناطقها السياحية، التي تزاوج بين خضرة الغابة و زرقة البحر، و بالرغم من كل خصائصها الطبيعية و السياحية و التراثية المميزة، إلا أن المنطقة تشهد تأخرا في التنمية المحلية و نقصا كبيرا في المرافق السياحية. ك. طويل التظاهرة تحط رحالها بعاصمة الشواطئ الخفية شهدت، غابة «مابو» بالجهة الشرقية من بلدية خيري واد عجول، نشاطا سياحيا و تراثيا، شارك فيه عديد الحرفيين، و استقطب زوارا من مختلف ربوع الولاية، إلى جانب نشطاء في مجال الترويج السياحي. نظمت جمعية السفير للسياحة، بالتنسيق مع السلطات المحلية، تظاهرة الربيع الجيجلي في طبعته الرابعة، بين أحضان الطبيعة و الجمال في بلدية خيري واد عجول، تحت شعار «الربيع..إرث الأجداد يتوارثه الأحفاد».أوضح رئيس الجمعية، للنصر، بأن النشاط المقام، يراد به التعريف أكثر بالمنطقة و الترويج لها، قبل حلول موسم الاصطياف، لما تزخر به من مقومات تجعل منها منطقة جذب سياحي، تساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المحلية، و كذا لأجل إحياء العادات المتوارثة من الأجداد، فقد أقيمت العديد من الورشات و خصصت فضاءت للحرف و الصناعات التقليدية.يمكن لزائر مختلف المعارض المقامة، أن يلاحظ الإقبال الكبير للعائلات و الأطفال، خصوصا بجناح طهي و إعداد الأكلات التقليدية، على غرار «الغرايف» و «المحاجب»، فقد كان الجميع يتهافت من أجل اقتناء و تذوق تلك الأكلات، كما أن ورشات الرسم و المطالعة، استقطبت البراعم.قالت الحرفية مليكة كياس، للنصر، بأنه تم عرض بالمناسبة، مختلف المنتجات التقليدية، من أكلات و أزياء، مشيرة إلى أن جل العائلات بالمنطقة، لا تزال تحافظ على تقاليدها العريقة، و تحرص في فصل الربيع على تحضير بعض الأطباق و العجائن، على غرار «الرفيس»، «كسرة الرخسيس»، «أربيط»، «الشرشم» و البقول، فالمرأة الجيجلية تستقبل الربيع باستحضار عادات الأمهات و الجدات و هي كثيرة جدا، و من الصعب أن تحدد في كل منطقة من مناطق الولاية، لكن الجيجليات عموما، يحرصن على تقديم لأفراد أسرهن، على موائد الغداء و العشاء، وجبات صحية مستمدة من خيرات الطبيعة. غابة « مابو» قبلة للعائلات الباحثة عن الراحة المتجول بالمنطقة، يشاهد جمال غابة «مابو» التي تزينها أشجار البلوط الكثيفة و يسحره بساطها الأخضر، و تجذبه المساحات المخصصة للعب الأطفال، فقد حولتها السلطات المحلية، من فضاء مهمل بعد معركة حقيقية مع أصحاب البنايات الفوضوية، و قامت بإعادة تهيئتها لتصبح فضاء للراحة و متنفسا للأطفال و العائلات. و أكد أحد أبناء المنطقة للنصر، بأن المكان يشهد إقبالا للعائلات طوال السنة، و و يتضاعف الإقبال خلال فصل الربيع و موسم الاصطياف، فجل زوار المنطقة يفضلون أخذ قسط من الراحة و تناول الوجبات الغذائية تحت ظلال الأشجار، في الغابة القريبة من البحر، قائلا «خلال موسم الاصطياف، تقصد العائلات في الفترة المسائية ، بعد قضاء سويعات في شاطئ البحر، الغابة للجلوس لفترة طويلة و أخذ قسط من الراحة، كما أن السهرات بالغابات تستمر إلى منتصف الليل، لأن الإنارة العمومية متوفرة، كما أن العديد من الشباب اغتنموا الفرصة للعمل في الأكشاك المقابلة للفضاء، و الاسترزاق». و قال زوار، بأنهم اكتشفوا جمال الغابة التي تعد من بين الفضاءات النادرة، حسبهم، فهي فضاء غابي مهيأ بشكل يريح الزائر، و أكد رب عائلة، بأن الغابة تضمن للأطفال اللعب بأريحية، دون الخوف عليهم. شواطئ تنتظر الاستكشاف ذكر عبد الناصر، مروج للسياحة بإقليم البلدية، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بأن البلدية كنز طبيعي، و هي معروفة باسم بني بلعيد، و تمتاز بالسياحة الجبلية، الشاطئية و البيئية، و تضم بحيرة بني بلعيد التي تعتبر منطقة رطبة و معروفة عالميا، بالإضافة إلى ميزة الشواطئ الواسعة التي تمتد عبر مسافة طويلة، مع وجود شواطئ خفية من الصعب الوصول إليها، و يجب استعمال القوارب للوصول إليها، و قد زاد الإقبال عليها في السنوات الأخيرة، على غرار شاطئ الرميلة و الساحل و العطاف، التي يتم تنظيم خرجات سياحية باستمرار نحوها لاستكشافها، لأنها لا تزال عذراء و لم تشوه جمالها أيادي البشر. و أضاف المتحدث بأن العديد من الشباب عملوا على الترويج لمختلف المواقع السياحية و التعريف بالشواطئ المعزولة، التي يعتبروها جنة منسية، فالتنمية السياحية، حسبه، ضعيفة و تسير بوتيرة ضعيفة، بعد أن تعطلت لسنوات، بالرغم من الجهود المبذولة من قبل مصالح البلدية، لفك العزلة و تهيئتها. مستثمرون عادوا خائبين بسبب العقار علمت النصر، خلال إجراء هذا الروبورتاج، أن العديد من الراغبين في الإستثمار و تهيئة مرافق سياحية بالمنطقة، فشلوا في الحصول على قطع أرضية لتجسيد مشاريعهم، بسبب الطبيعة القانونية للأراضي، و وجدوا أن مساحة كبيرة منها، توجد ضمن منطقة التوسع السياحي، التي لم يتم لحد الآن معالجة المشاكل المتعلقة بها. البلدية، حسب أبناء المنطقة، لا تحوز على منشأة فندقية خاصة أو مرقد، سوى منشأة تضم 11 «بنغالو»، ما يجعل الزوار يستأجرون بيوتا من عند السكان، خلال موسم الاصطياف، بصيغة ما يعرف «الإقامة لدى القاطن»، التي حفظت ماء الوجه، على حد قولهم، بضمان توفير المبيت للعائلات الزائرة.و يدعو المتحدثون السلطات إلى تقديم تسهيلات للمستثمرين الراغبين في بناء منشآت فندقية، مع العمل على معالجة المشاكل المتعلقة بالطبيعة القانونية للأراضي، مطالبين بإعادة بعث المخيمات التي توقفت منذ سنوات. المتجول بشواطئ بني بلعيد يلاحظ شساعتها و نقاوة رمالها و زرقة بحرها، حيث تعتبر مقصدا للزوار و عشاق السباحة خلال موسم الاصطياف، و في فصل الربيع ، و تنظم جمعيات عدة رحلات نحوها ، للراغبين في التأمل و أخذ قسط من الراحة، فالسياحة الشاطئية، تعتبر مصدر رزق للعشرات من الشباب، منهم من يقوم ببيع المأكولات و توفير خدمات مختلفة و منهم من يتكفل بنقل الزوار على متن قوارب لاستكشاف الشواطئ الخفية. الطريق بين بني فرقان و بني بلعيد .. الحلم المؤجل قال ياسين لرقم، رئيس البلدية، بأن إقامة الربيع الجيجلي بالمنطقة، بمثابة إعطاء إشارة انطلاق للنشاط السياحي خلال السنة الجارية، بعد استقرار الوضعية الوبائية، و تمهيدا لموسم الاصطياف، بالترويج للبلدية، مشيرا إلى أن البلدية تزخر بمقومات سياحية، على غرار طول الشواطئ الذي يفوق 12 كلم، مع وجود بعض الشواطئ الخفية، تعتبر كنزا فريدا من نوعه، فالمنطقة قبلة للعائلات، و سيتم العمل على تهيئتها أكثر، و محاولة إزالة العوائق عبر تقديم مقترحات بفتح طرقات، على غرار الطريق الرابط بين بني فرقان و بني بلعيد على مسافة 18 كلم، و سيسمح المشروع القطاعي بفك العزلة و تثمين الشواطئ وفتح آفاق للاستثمار السياحي، و أشار المسؤول إلى تقديم مخططات لتهيئة الشواطئ خلال موسم الاصطياف المقبل. * مدير السياحة لولاية جيجل يمكن الاستثمار في صيغة «الإقامة لدى القاطن» قال من جهته زبير كعباش، مدير السياحة لولاية جيجل، بأن المنطقة تملك قدرات عديدة للنهوض بالسياحة، و إقامة تظاهرة الربيع الجيجلي بغابة مابو، تهدف لجعلها إحدى الوجهات السياحية، مؤكدا بأنه يتم التفكير بالنهوض أكثر بالمنطقة السياحية، و ينتظر أن يتم الفصل في الطبيعة القانونية لمنطقة التوسع السياحي من قبل مجلس الحكومة، لتصبح بعد ذلك فضاء لاستقبال المشاريع السياحية الضخمة الوطنية و الدولية. و يدعو المسؤول إلى التفكير في إنجاح صيغة «الإقامة لدى القاطن»، وفق الإجراءات المعمول بها، في ظل نقص الهياكل الفندقية بالمنطقة، و هي الصيغة التي تعول الدولة على إنجاحها و تقنينها، لضمان حقوق ملاك الشقق و الزوار، مؤكدا ضرورة العمل الجماعي للنهوض بالمنطقة، بذهنيات تفكر في مستقبل أفضل، و بفكر سياحي تنموي، يساهم في إنعاشها.و يأمل سكان المنطقة أن تتم معالجة ملف منطقة التوسع السياحي» بني بلعيد» و تحديد معالم المنطقة و الطبيعة القانونية للأراضي، التي عطلت العديد من مساعي التنمية، كما أن العائلات مترددة بخصوص تحسين النمط العمراني لمساكنها، خشية أن يطالها التهديم، بعد صدور القرار المتعلق بتصنيف و تحديد معالم منطقة التوسع السياحي، كما أن أغلب ملفات التسوية و مطابقة البنايات أو الحيازة ظلت حبيسة