دخل العداء جمال سجاتي اللائحة العالمية من بوابة مضمار "هاي وارد فيلد" لمركب مدينة أوجين بولاية أوريغون الأمريكية، بإحرازه فضية سباق 800 متر في النسخة 18 لبطولة العالم لألعاب القوى، ليكون من اكتشافات الرياضة الجزائرية لهذه السنة، لأن تواجده في المركز الثاني فوق "البوديوم" العالمي، جاء بعد أقل من شهر تتويجه بالذهبية المتوسطية لذات الاختصاص. سجاتي، إبن مدينة السوقر، من مواليد 03 ماي 1999 بتيارت، كان قد جسد "نظريا" حلم التأهل في أولمبياد طوكيو، لما حقق الحد الأدنى المطلوب في سباق 800 متر، بتوقيت (1د، 44 ثا، 91 جزء)، لكن هذا الحلم لم يتحقق ميدانيا وتبخر، على اعتبار أنه راح ضحية الأزمة الوبائية، بعد إصابته بفيروس كورونا أثناء تواجده مع الوفد الجزائري، بالأراضي اليابانية عشية انطلاق المنافسة، وهي الحالة الاستثنائية التي كانت قد أرغمت سجاتي على عدم المشاركة في دورة طوكيو 2020، وتأجيل الحضور الفعلي في أكبر تظاهرة رياضية عالمية إلى إشعار آخر. واستهل سجاتي سنة 2022، بمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى داخل القاعة، التي أقيمت شهر مارس الفارط بالعاصمة الصربية بلغراد، إلا أن ظهوره في تلك الدورة لم يكن موفقا، بعد فشله في بلوغ النهائي، ليضرب بعدها موعدا مع التألق في تجمع ستراسبوغ في 17 جوان 2022، والذي حقق خلاله أفضل انجاز شخصي له، بتوقيت (1د، 43ثا، 69 جزء)، مما سمح له باقتطاع تأشيرة المشاركة في بطولة العالم بأوريغون، كرابع أفضل نتيجة عالمية هذا الموسم في اختصاص 800 متر، الأمر الذي جعل دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بوهران بمثابة محطة تحضيرية وإعدادية تحسبا لبطولة العالم، خاصة وأنه توج بالذهب، ونصب نفسه بطلا الحوض المتوسطي. "سيناريو" التتويج بالذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، جعل الجزائريين يعلقون آمالا عريضة على العداء جمال سجاتي على صنع الحدث في البطولة العالمية بأوجين الأمريكية، سيما وأن الجزائر سجلت حضورها بثلاثة أبطال في اختصاص 800 متر، فكان الموعد مع "العالمية" فجر أمس، بمضمار "هاي وارد فيلد" بانتزاع الميدالية الفضية، واحتلال مركز الوصافة في بطولة العالم، في انجاز نصبه في خانة "ملك المضمار" الجزائري في الفترة الراهنة دون منازع، بحكم أنه الوحيد الذي رصّع سجل الجزائر بميدالية في اللائحة "المونديالية"، وضمن تواجدها ضمن قائمة البلدان المصنفة في قائمة الميداليات، بفضية كانت كافية لحفظ ماء الوجه، مما يرفع من عارضة الأمال المعلقة عليه في قادم الاستحقاقات، خاصة الطبعة القادمة من بطولة العالم المقررة بالمجر، وكذا أولمبياد باريس 2024، مادام "غزال السوقر" قد قدم أوراق اعتماده كواحد من أبرز المتنافسين على الذهب في المنافسات العالمية للفترة الحالية.