شهد ظهيرة أمس، مستودع التخزين التابع للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة حريقا مهولا نشب في شق واسع من المرفق، حيث أدى إلى تلف جزء كبير من الوسائل القديمة المخزنة، بينما تمكنت مصالح الحماية المدنية من إخماد النيران وحماية جزء يضم مواد صيدلانية وتجهيزات جديدة بعد حوالي ثلاث ساعات من عملية الإطفاء. و وصلنا إلى موقع الحريق حوالي الساعة الثالثة مساء، حيث ارتفعت أدخنة كبيرة من موقع المخزن الواقع على الجهة العليا من المستشفى الجامعي، لكن خارج منشأة الاستشفاء، في حين لاحظنا لدى وصولنا أدخنة سوداء كبيرة ونيران ملتهبة في عدة زوايا من المخزن المتربع على مساحة معتبرة. وقد أغلقت مصالح الشرطة الطريقين المؤديين إلى المكان، قدوما من وسط المدينة أو من حي الأمير عبد القادر، لحماية سيارات المواطنين، فيما لاحظنا وجود العشرات من المركبات التابعة للحماية المدنية وشاحنات الإطفاء التي كانت تمد الأعوان بخراطيم المياه من أجل إخماد ألسنة اللهب التي أخذت في الارتفاع عاليا. ودعمت مصالح بلدية قسنطينة عناصر الحماية المدنية المتدخلين في الموقع بشاحنات مزودة بصهاريج المياه، تابعة للمؤسسة العمومية البلدية للنظافة «إيديفكو»، كما حضرت مديرة الصحة والسكان بالنيابة ورئيس دائرة قسنطينة، فضلا عن مصالح الأمن التي كانت تؤمن محيط المستودع خلال عملية الإطفاء، بينما لاحظنا قدوم شاحنات صهريج تابعة لشركة «سياكو» أيضا. وقد سمعنا دويا متكررا داخل المستودع عندما كانت النيران مشتعلة، حيث أوضح لنا أعوان الحماية المدنية أنها ناجمة عن احتراق بعض المواد الموجودة في المخزن، قبل أن ينبهنا إطارات الحماية المدنية وعناصر الشرطة إلى ضرورة عدم الاقتراب من المكان بشكل كبير لإمكانية احتواء المستودع على بعض المواد التي قد تكون ذات تأثير خطير عندما تمسها النيران، على غرار المواد الطبية أو الغازات التي قد تتفجر. وقد نجح أعوان الحماية المدنية في المرحلة الأولى في إخماد النيران المندلعة في محيط البوابة الرئيسية و بناية التخزين الأولى الموجودة بالقرب منها بشكل أولي، ثم تم تركيز عدد معتبر من شاحنات الإطفاء التي كانت تتوافد على موقع الحريق من أجل إخماد النيران التي كان لهيبها اللافح يرتفع عاليا خلف السور الجانبي المحاذي للطريق المؤدية إلى نصب الأموات، حيث عمل عناصر الحماية المدنية على محاصرتها عبر بوابة جانبية في مساحة صغيرة مسيجة أيضا داخل المستودع، ومن خلف سور المرفق بالخراطيم، إلى أن تمكنوا من إخمادها بصعوبة، لوجود أشجار فيها. و واصل أعوان الحماية المدنية عملية الإطفاء داخل المستودع، الذي لاحظنا أنه يحتوي على أسرة قديمة ومكاتب وأدوات تأثيث مهترئة مثل كراسي قاعات الانتظار، فضلا عن وجود عدد معتبر من أفرشة المرضى القديمة، التي تمكن أعوان الحماية المدنية من ضمان عدم وصول النيران إلى جزء معتبر منها، في وقت نشبت في المساحة الواقعة خلف المستودع على الجهة الصخرية، لكنها لم تكن كبيرة. ولم يتوقف أعوان الحماية المدنية عن رش المكان بالمياه بعد انطفاء ألسنة اللهب الكبيرة، حيث أوضح لنا إطار مشرف على العملية أن الأمر يتعلق بالتبريد والحراسة لمنع عودة النيران، في حين لاحظنا خلال وقوفنا بالمكان اشتعال جزء من المرفق لم يكن يبدو عليه أنه احترق بشكل كبير من قبل، ليسارع رجال الحماية المدنية إلى إعادة ضخ المياه عليه وإطفائه. ويلاحظ بالعين المجردة بعد إخماد النيران، أن القسم الجانبي الممتد في شكل مثلث باتجاه نصب الأموات، هو المتضرر الأكبر من النيران، التي تركت بقعة سوداء كبيرة، نتيجة احتراق تجهيزات التأثيث والأدوات القديمة والخردوات الموجودة فيه، بينما تمكن أعوان الحماية المدنية من حماية الجزء العلوي من المستودع الذي يضم بناية تخزين للوسائل الصيدلانية وبعض التجهيزات الجديدة، كما توجد خلفها مساحة لاحظنا أنها تحتوي على نفايات طبية لم تصل إليها النيران، فضلا عن أنها لم تمس بشكل كبير المساحة الوسطى الواقعة بين بناية التخزين التي احترق محيطها والجزء الممتد من المخزن في شكل مثلث. وأكدت مديرة الصحة بالنيابة أن أسباب الحريق ما تزال غير معلومة، في وقت حضر فيه أعوان الشرطة العلمية وباشروا عمليات المعاينة، فيما وجدنا مدير المستشفى الجامعي بالنيابة يحمل خرطوما ويضخ المياه فوق كومة خردوات محترقة. من جهته، أفاد ممثل مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة، النقيب سمير بن حرز الله، أن المستودع مخصص لتخزين مختلف الأجهزة والأدوات والخردوات القديمة، حيث نشب الحريق حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، في حين سخرت المديرية أكثر من خمسين عونا من بينهم أربعة ضباط و12 شاحنة إطفاء و4 سيارات إسعاف وسيارتين للاتصال، وأضاف أن الحماية المدنية تمكنت أيضا من حماية حظيرة للمركبات.