صرخة أخيرة لحماية ما تبقى من قطعان الأيل البربري الأيل البربري مهدد بانقراض تام في غابات المشروحة وعين زانة بسوق أهراس. إذ لم نعد نشاهد كثافة تلك القطعان التي عهدناها إلى بداية الثمانينات تواجده أصبح نادرا في المنطقة التي تعرف بكثافة أشجارها وتنوع نباتاتها. استنادا إلى مسؤول مصلحة حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات السيد خميسي الدحي فإن العثور على الإيل في الأونة الأخيرة أصبح شبه مستحيل. وقد تكون الأوضاع الأمنية التى مرت بها المنطقة طيلة التسعينيات من القرن الماضي سببا رئيسيا . وهي وضعية أستغلها التوانسة « بتهريب « تلك القطعان إلى حضيرتهم الوطنية (الفايجة). ذات المصدر يؤكد أن الصيادين التوانسة تفطنوا لحيلة من أجل استدراج هذا الحيوان النادر، وذلك بحفر خنادق في شكل أفخاخ لتحويله إلى الأراضي التونسية.. وشرح كيف تتم عملية اصطياده .إذ يحفرون تلك الخنادق في مسارب ومعابر المرور بطريقة لا يستطيع الخروج منها إذا وقع فيها ، ثم يضعون فيها الأعلاف لجلبه .. الخندق يكون على عمق 2 أو 3 أمتار وبالتالي فإنه لايستطيع القفز إذا حاول الرجوع إلى الأراضي الجزائرية ومن ثمة يحول إلى الغابات التونسية .وأفضل الأوقات هي مرحلة التكاثر والتناسل ، لأن الأيل يألف أماكن ولادته ومن ثمة يعود إليها ولو تنقل بعيدا ، كما يؤكد أهل الاختصاص. حضيرة(الفايجة) أصبحت مكانا لتجميع الأيل المصطاد من التراب الجزائري.وقال محدثنا أن هذه تعد من أكبر العوامل التي ساهمت في اختفاء هذا الحيوان من غابات سوق أهراس على الخصوص . مضيفا أنه لم يعد يسمع عن وجود حيوان الأيل بالمنطقة منذ عدة سنوات.. آخر مرة سمع فيها عن مشاهدته كانت سنة 2006 ولكن في رواية عن بعض الناس ، وهو أمر يحتاج إلى اثبات . وقال أنه ذهب لتقصي الأمر بنفسه لأن المسألة جد حساسة ، وبعد جولة في أطراف الغابة (عين زانة) قال لاحظت آثار هذا الحيوان ولم يلحظ وجوده ما يعني أن الأيل بمجرد ظهوره في الحدود الجزائرية سرعان ما يتم أصطياده من طرف الصيادين التونسيين . الحرائق والصيد وقطع الأشجار ..عوامل انقراض لكن ثمة عوامل أخرى تعتبر أيضا من الأسباب الرئيسية لهجرة واختفاء الأيل ، كالحرائق الصيفية والصيد غير المرخص وحتى تزايد الضجيج وحركة المرور المتزايدة .. لأنه حيوان يحب الهدوء .. ولايحتمل الدخان والبيئة الغير نقية ، بالإضافة لعمليات قطع الأشجار التي ينزعج منها هذا الحيوان وتجعله دائم البحث عن مكان آمن يعيش فيه.. كل ما سبق ينضاف إلى حملات الصيد التي نشطت في فترة ما ، خاصة من طرف الخليجيين وكانت بمثابة الابادة الحقيقية أيضا.. إعادة هذا الحيوان وغيره من حيوانات أخرى إلى أدغال وغابات ولاية سوق أهراس يتطلب تكثيف العمل على وضع خطة لحمايتها من كل التهديدات التي تحيط بها بما في ذلك الصيد غير الشرعي والحرائق وتوفير الهدوء داخل الغابة ، مضيفا أن الجانب الأمني لم يعد يطرح أي إشكال في الوقت الحاضر،إلا أن ذلك في نظره يبقى غير كاف ما لم يتم أيجاد وسيلة أخرى لضمان استقرار الحيوانات النادرة مثل العمل بجدية على إنشاء (الحضيرة الوطنية) التي توفر السلامة لهذه الحيوانات والرعاية.. وقال إن هذا المشروع قيد التأسيس لخلق مناخ ملائم لتربية هذه الأنواع النادرة من الحيوانات التي كانت غاباتنا تزخر بها . وأكد السيد خميسي الدحي أن غابات ولاية سوق أهراس هي عذراء بطبيعة مكوناتها النباتية التي تتلاءم مع وجود أنواع من الحيوانات النادرة التي تحافظ على التوازن البيئي داخل الغابة،خاصة وأن كل شيء موفر لضمان سير الحضيرة وفق المعايير والشروط اللازمة.