حقق أمس، اتحاد عنابة فوزا معنويا رغم صعوبته على حساب ضيفه اتحاد الحراش، في لقاء كان حماسيا وعرف انطلاقة جد متكافئة مع انحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، وتسجيل تذبذب نسبي في الجاهزية البدنية للعناصر العنابية، الأمر الذي جعل الزوار يحوزون على أفضلية من حيث الاستحواذ والمبادرة إلى البناء الهجومي. أولى الفرص في اللقاء، كانت من جانب الضيوف، لما أهدر بلحاج هدفا محققا في الدقيقة (15)، اثر فتحة في العمق بن عياش، وصلت من خلالها الكرة إلى بلحاج الذي كان أمام المرمى متخلصا من المراقبة، إلا أن رأسيته استقرت بين أحضان الحارس براهيمي، ليكون بعدها رد الاتحاد من كرة ثابتة نفذها خنوسي، غير أن بن يحي لم يحسن استغلال سوء تموقع دفاع الزوار، وفوت على فريقه فرصة أخذ الأسبقية في النتيجة، وكان ذلك عند الدقيقة (24). التكافؤ في اللعب، جعل الفرص السانحة للتهديف قليلة، ومع ذلك فإن المبادرة كانت من جانب الحراشيين، لكن المخضرم عمران لم يكن موفقا في المحاولة، التي صنعها لعجال بتمريرة في منطقة العمليات، لأنه انفرد بالحارس براهيمي، وفشل في إيداع الكرة داخل الشباك، لتكون آخر فرصة في الشوط الأول من جانب الزوار، وسط احتجاجات المدرب العنابي مواسة على الحكم إبرير، الذي طالب باحتساب مخالفة، إلا أن تسديدة بن عياش تصدى لها براهيمي، والكرة المرتدة لم يحسن بلحاج استغلالها، لينتهي النصف الأول من اللقاء دون اهتزاز الشباك. المرحلة الثانية شهدت صحوة عنابية، وذلك بتحكم أشبال المدرب مواسة في زمام الأمور على مستوى الدائرة المركزية مع تراجع الضيوف إلى الدفاع، الأمر الذي جعل الحارس الحراشي ربيعي يتحمل ضغط المباراة. سيطرة المحليين على مجريات اللعب، كاد أن يترجمها هديبلي إلى هدف في الدقيقة 54، بتسديدة قوية وجد الحارس الزائر صعوبة كبيرة في إخراجها إلى الركنية، ليكون بعدها بعشر دقائق الدور على زميله بن يحي، الذي كان قريبا من هز الشباك، بتسديدة انتهت بين أحضان ربيعي. فيزيونومية اللعب دفعت بالمدرب مواسة إلى المراهنة على خدمات حراز لتفعيل القاطرة الأمامية، وهو الخيار الذي كان ناجحا، لأن هذا البديل كان "الجوكير" الذي صنع الفارق، على اعتبار أنه قدم تمريرة إلى زميله عيسى الباي الذي تخلص من المراقبة، وسدد في القائم الثاني أين حاول مدافع الحراش بواب إبعاد الخطر، غير أنه أخطأ في تقدير مسار الكرة، حيث أسكنها في مرمى زميله ربيعي، بدلا من إبعادها إلى الركنية، ليكون الهدف العنابي بنيران صديقة في الدقيقة 76، مما فجر فرحة عارمة في المدرجات. الدقائق الأخيرة عرفت خروج الزوار من قوقعتهم في محاولة لتدارك الوضع، مع تراجع الطلبة كلية إلى الدفاع، ولو أن كرة التعادل كانت قد أتيحت لعمران في الوقت بدل الضائع، لما تلقى فتحة في العمق من بن عياش، إلا أن رأسيته اعتلت العارضة الأفقية بقليل، رغم أنه كان يتواجد في وضعية مناسبة للتسجيل، ليطلق بعدها الحكم إبرير صافرة النهاية بفوز معنوي للعنابيين.