ضرب أمس، اتحاد عنابة عدة عصافير بحجر واحد، لأن الفوز على الضيف نادي التلاغمة، تحقق في ظروف استثنائية، لكن الأزمة التي عاشها الفريق ولّدت الهمة، كما أن هذه النتيجة أنهت مرحلة صمود "التلاغمية"، والتي امتدت على مدار 11 مباراة متتالية، إلا أن ثنائية زرقين وضعت نقطة النهاية لهذه السلسلة، فضلا عن نجاح "الطلبة" في تدعيم رصيدهم بثلاث نقاط إضافية، مع الأخذ بالثأر من هزيمة الذهاب، والتي كانت بنفس النتيجة. المقابلة عرفت انطلاقة سريعة جدا من جانب المحليين، بحثا عن هدف مبكر، وقد كاد بوعزيز أن يصل إلى المبتغى في الدقيقة الرابعة، بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات، قبل أن ينجح زرقين في هز شباك الحارس جمعة بعد استغلاله هفوة في المراقبة على مستوى محور دفاع الزوار، بعد تمريرة عرضية من هديبلي، لينفرد بالحارس، ويسكن الكرة بسهولة في الشباك، وكان ذلك عند الدقيقة التاسعة. هذا الهدف المبكر، حرر العناصر العنابية من الضغوطات التي كانت قد دخلت متأثرة بها، خوفا من الانعكاسات السلبية، للتذبذب الكبير الذي عرفته تدريبات الفريق، بينما اتضح جليا انهيار لاعبي نادي التلاغمة من الناحية المعنوية، بدليل أنهم فقدوا كامل التركيز، مما فسح المجال أمام أشبال سلاطني، لإحكام سيطرتهم على منطقة الوسط، وقد كاد بن مرزوق أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 14، ليكون بعدها بدقيقتين أول رد فعلي من الضيوف، عن طريق كرميش، والذي كاد بمحاولة فردية أن يعيد الأمور إلى نصابها لولا فطنة الحارس براهيمي. مع حلول الدقيقة 21، تكرر سوء التفاهم بين ثنائي محور دفاع نادي التلاغمة شرفاوي وحملاوي، وذلك بعد عرضية في العمق من بن مرزوق، الأمر الذي استغله زرقين، ليتخلص من المراقبة ويضاعف النتيجة. هذا "السيناريو" لم يعشه "التلاغمية" منذ بداية الموسم، بتلقي هدفين في وقت مبكر، كما أنها المرة الأولى التي تهتز فيها شباكهم في مناسبتين في نفس المقابلة، مما دفع بالمدرب زمامطة إلى ترتيب الأوضاع لتفادي هزيمة ثقيلة، وقد كان الرد عن طريق بولعينصر، لكن دون جدوى، بينما تألق الحارس جمعة في انقاذ الضيوف من هدف ثالث، بتصديه لرأسية بن مرزوق. المرحلة الثانية، عرفت إقحام حاج عيسى بديلا من جانب نادي التلاغمة، مما أعطى التوازن أكثر للفريق، ومكنه من الاستحواذ على وسط الميدان، في حين عمد مدرب "الطلبة" سلاطني إلى التراجع إلى الخلف، سعيا للمحافظة على النتيجة، وبالتالي تفادي انعكاسات الانهيار البدني لعناصره، وعليه فقد كان الصراع بين هجوم الضيوف ودفاع المحليين، لتبقى أخطر فرصة تلك التي أتيحت لكرميش في الدقيقة 67، والذي كان قريبا من تقليص الفارق، لتكون صافرة النهاية التي أطلقها الحكم صخراوي بمثابة نقطة الختام لمسيرة "التلاغمية" دون هزيمة.