سمحت فترة التوقف الدولي الحالي (من 19 إلى 27 سبتمبر)، بفضح مستوى اللاعبين الأجانب المتواجدين في البطولة المحترفة، بعد أن اتضح بأن عنصرين فقط معنيان بتربص منتخبي بلديهما، ويتعلق الأمر بكل من مهاجم اتحاد الجزائر زكريا الهريش المنضم إلى معسكر منتخب ليبيا، ومتوسط ميدان جمعية الشلف قاب إيدوين موهوتسيوا، الذي استنجد به مدرب منتخب بوتسوانا في آخر لحظة لتعويض أحد المصابين، ما يعني بأنه كان ضمن القائمة الموسعة. وبالإضافة إلى الثنائي السالف الذكر، فإن مهاجم النادي الرياضي القسنطيني مارسيلان كوكبو المتعود على الحضور ضمن قائمة منتخب البنين، فقد طلب الإعفاء من التربص، مثلما أشارت إليه إدارة الشباب في بيان على الصفحة الرسمية، متحججا برغبته في البقاء مع السنافر، وعدم تضييع موعد مولودية وهران، على اعتبار أن منتخب بلده غير مرتبط بمباراتين رسميتين. وحسب القوانين المعمول بها على مستوى الاتحادية الجزائرية، بخصوص ملف تأهيل اللاعبين الأجانب، فإن أبرز الشروط، يتعلق بضرورة انتداب لاعب دولي، غير أن جل العناصر الوافدة على البطولة، تحوز على صفة لاعب دولي، كونها حضرت من قبل لإحدى تربصات منتخبات بلدانها في إحدى الفئات الشبانية. 16 "أجنبيا" مقسمين على 10 فرق ويعرف الموسم الكروي الحالي من الرابطة المحترفة تواجد 16 لاعبا أجنبيا مقسمين على 10 فرق، خاصة وأن القوانين المعمول بها تسمح لكل فريق بالتعاقد مع عنصرين فقط على الأكثر، إلا أن هناك من فضل انتداب لاعب أجنبي واحد، مثلما هو الحال بالنسبة لكل من جمعية الشلف (إيدوين موهوتسيوا من بوتسوانا)، والنادي الرياضي القسنطيني (مارسيلان كوكبو من البنين)، وشبيبة الساورة (بانغورا من غينيا)، ونادي بارادو (أوكيلو من أوغندا)، فيما الستة فرق المتبقية تضم لاعبين وهم بطل الموسم المنقضي شباب بلوزداد (إيوالا من نيجيريا وليونال وامبا من الكاميرون)، ووفاق سطيف ( غودوين من نيجيريا ودوفال من الكاميرون)، وشبيبة القبائل ( واتارا وسانوقو من بوركينافاسو)، ومولودية الجزائر (إيسو من غانا ومباومبا من نيجيريا)، واتحاد الجزائر (بيلام حامد من بوركينافاسو وزكريا الهريش من ليبيا)، إضافة إلى اتحاد خنشلة (ماكسويل من غانا وأمويلي من نيجيريا). 6 أندية لم تتسوق خارجيا وفضلت ستة أندية عدم التسوق خارجيا، لعدة اعتبارات أبرزها الشق المادي، بحكم أن اللاعبين الأجانب يكلفون أكثر من اللاعبين المحليين، بالنظر إلى الإجراءات القانونية المعتمدة، وضرورة وضع صك ضمان بقيمة رواتب ستة أشهر، مقابل السماح للفرق بتأهيل اللاعبين الأجانب، إضافة إلى مشكلة التأقلم التي تطرح بقوة بخصوص العناصر الأجنبية.ومن خلال إلقاء نظرة على هوية الفرق، التي فضلت الاكتفاء بتعداد كله من العناصر المحلية، وهي نجم مقرة ومولودية وهران وأمل الأربعاء ومولودية البيض واتحاد بسكرة وهلال شلغوم العيد، فإن جلها تعاني من الناحية المادية، بدليل حيازتها على قضايا على مستوى لجنة المنازعات في صورة نجم مقرة ومولودية وهران واتحاد بسكرة، وأما الأندية الثلاثة الأخرى، هناك من وجد صعوبات على الشق الإداري، مثلما هو الحال بالنسبة لأبناء الشاطو، الذين شكلوا فريقا في أقل من ثلاثة أيام، بعد التغييرات التي طرأت على مستوى إدارة النادي، وتشكيل لجنة تسيير مؤقتة، وأما بالنسبة للصاعد الجديد إلى الرابطة المحترفة، ففضل رئيسه التسيير العقلاني، وتشكيل فريق على حسب الإمكانيات، وهي نقطة تحسب له، فيما أمل الأربعاء يعاني من ضائقة مالية، إلى درجة أنه لم يتمكن من الاحتفاظ بأفضل عنصر الموسم الفارط، ونعني بالذكر أوكيل المنضم إلى مولودية الجزائر. نيجيريا نالت حصة الأسد ومن بين أبرز الملاحظات، التي يمكن تدوينها من خلال إلقاء نظرة على قائمة اللاعبين الأجانب المتواجدين في البطولة المحترفة، نجد بأن الجنسية النيجيرية هي الأكثر حضورا على غير العادة، من خلال التعاقد مع أربعة لاعبين سبق لهم حمل قميص منتخب "النسور الخضراء" في الأصناف الشبانية أو المنتخب الثاني، ويتعلق الأمر بكل من إيوالا (شباب بلوزداد)، ومباومبا (مولودية الجزائر)، و أمويلي (اتحاد خنشلة)، وغودوين (وفاق سطيف)، حيث لم يسبق وأن تواجد في البطولة المحترفة أربعة لاعبين من نيجيريا في فترة واحدة، ولو أن مجرد ذكر اسم هذا البلد يعيد إلى الذاكرة اسم المتألق إيفوسا الذي صنع أحلى وأزهى أيام السنافر في موسم 2011-2012، عند عودة النادي الرياضي القسنطيني إلى حظيرة الكبار.يحدث هذا في الوقت الذي يتواصل حضور اللاعبين من بوركينافاسو، خاصة على مستوى فريق شبيبة القبائل، الذي تعود على التعاقد مع لاعبي من منتخب "الخيول"، خاصة بعد نجاح تجربة كل من مالو ودياوارا.وأما بالنسبة للمنتخبات العربية، فإن هناك حضور للاعب وحيد من ليبيا، ويتعلق الأمر بالمهاجم الهريش المنضم إلى اتحاد الجزائر، بعد تجربة قصيرة مع النادي الرياضي القسنطيني، أين ترك انطباعا جيدا لدى السنافر، بحكم المستوى الذي قدمه، وتألقه في عدة مباريات، سيما أمام أبناء سوسطارة. مستويات متذبذبة وكوكبو الاستثناء عرفت الجولات الأربع من البطولة المحترفة تذبذبا في مستوى الأجانب، حيث توجد عدة عناصر لم تفرض نفسها بعد، رغم أن المتعارف عليه هو أن التعاقد مع لاعبين من الخارج، من أجل تقديم الإضافة، أين يصنع مهاجم النادي الرياضي القسنطيني مارسيلان كوكبو الاستثناء إلى غاية الآن، بحكم أنه يعتبر ركيزة في تشكيلة السنافر من جهة، ومن جهة ثانية نجح في تسجيل هدفين، دون أن ننسى تألقه الموسم المنقضي، بدليل أنه أنهى الموسم كأفضل هداف في الفريق.يحدث هذا، في الوقت الذي كان ينتظر الجميع تألق ثنائي شباب بلوزداد، إيوالا ووامبا، كيف لا وبطل الموسم المنقضي أكد بأن التعاقد مع الثنائي السالف الذكر، جاء بنية تعزيز الخط الأمامي، بحكم إعلان استهداف التتويج باللقب القاري، غير أن إيوالا شارك في مباراتين، ولم يقدم فيهما ما هو منتظر منه، فيما ظل مباومبا خارج الحسابات، وأقحمه الكوكي بديلا في مباراتين أيضا، وذلك في ظل تألق عريبي الذي بات المهاجم الأول في تشكيلة الشباب، بعدما كان مهددا بالمغادرة. رؤساء الأندية لم يحفظوا الدروس يبدو أن رؤساء الأندية لم يحفظوا الدروس بعد، من خلال القيام بالتعاقدات عن طريق "الفيديو"، وعدم متابعة اللاعبين عن قرب، وذلك عن طريق تكليف أهل الاختصاص بمشاهدة المباريات، مثلما تقوم به أكبر الأندية العربية في شاكلة الأهلي المصري والزمالك، وبدرجة أقل الترجي التونسي، الذي تعود على التعاقد مع مهاجمين من الطراز الأول، قبل القيام بتسويقهم نحو أوروبا. ويذهب رؤساء الفرق ضحية لعدم الاعتماد على خلية الاستقدامات، ما يوقعهم في مصيدة "المناجرة"، مثلما أكده أهل الاختصاص، بدليل أن جل الأجانب المستقدمين في المواسم الأخيرة، يغادرون بعد تجربة قصيرة، مثلما حدث مع مهاجم مولودية الجزائر روني، ومهاجم النادي الرياضي القسنطيني كاغامبيغا وأرونا، حيث أن الأسماء السالفة الذكر لم تنجح في تقديم الإضافة، بل أكثر من ذلك لا تمتلك مستوى يسمح لها حتى باللعب في القسم الثاني، بدليل أنهما بعد مغادرتهما لكل من المولودية والشباب لم يلتحقا بأندية معروفة. نزاعات أخرى منتظرة على مستوى "الفيفا" ويتوقع أن تعرف نهاية الموسم الحالي ارتفاع عدد القضايا الموجودة على مستوى المحكمة الدولية الرياضية، كيف لا والمؤشرات الأولية تعطي الانطباع عن عدم قدرة العناصر الموجودة في فرض نفسها، ما يعني اقتراح مسؤولي الفرق فسخ العقد، وأمام تعنت اللاعبين الأجانب، وبحكم أن القوانين في صالحهم، فإنهم سيطرقون دون أدنى شك "التاس"، مثلما حدث مؤخرا مع جل الفرق التي تلجأ إلى فسخ العقد من طرف واحد، حتى يتسنى لهم تأهيل لاعبين جدد.وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مجبرة على سن قوانين صارمة في هذا الخصوص، وذلك لتفادي ارتفاع عدد القضايا الموجودة على مستوى المحكمة الدولية، خاصة بعد تحذيرات هيئة أنفانتينو للفاف، بضرورة عدم التسامح مع القضايا المتعلقة باللاعبين الأجانب، وهو ما أكده مؤخرا جهيد زفيزف، عندما قال إنه يقف شخصيا على هذا الملف، بدليل عدم تأهيل عدة عناصر مستقدمة من الخارج، لأسباب مختلفة، أبرزها عدم الحيازة على صفة اللاعب الدولي.