الفقر والعنف الأسري والمدرسي يدفع الصغار إلى الهرب منها تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية بتيزي وزو على وجه الخصوص أثار تساؤلات عديدة من طرف الأولياء وسكان المنطقة ، حول إقدام طفل لا يزال يخطو خطواته الأولى في الحياة على إزهاق روحه؟ وعلى من تقع المسؤولية الأسرة أم المدرسة أم كافة مؤسسات المجتمع؟ وهل من سبيل للعلاج؟ أم أن انتحار الأطفال الأبرياء سيظل صرخات في واد عميق بلا مجيب ولا مغيث . وحتى لا يتكرر انتحار الأطفال تستحق هذه الظاهرة فعلا إخضاعها للدراسة للبحث عن أسبابها. العديد من النفسانيين الذين يشتغلون على مستوى المؤسسات التعليمية بتيزي وزو والذين تحدثت معهم "النصر" ، يرجعون ظاهرة انتحار الأطفال لعوامل واضطرابات نفسية تدفعهم للتخلص من حياتهم هربا من الواقع المؤلم والضغوط التي يعيشون فيها ،خاصة في ظل مجتمع يعاني الجزء الأكبر من سكانه من الفقر والعوز ، وعدم قدرة الأسر على الوفاء باحتياجات أبنائها أثناء الدراسة أو بعدها، ويشكل هذا ضغطا على الآباء ما يجعلهم ينشغلون عن حاجة أبنائهم إليهم، غير مدركين أن أبناءهم ينتمون إلي جيل جديد مختلف ويعانون من مشاكل مختلفة بالطبع ،ولذا تحدث حالة من الجمود في قنوات التواصل بين الآباء والأبناء وينعدم الحوار الأسرى، وهذا يصيب الأبناء بالعزلة عن جو الأسرة، ونتائج ذلك تكون وخيمة عليهم . ومن جهة أخرى فان انتحار هؤلاء الأطفال جريمة في حقهم ،لكنها تؤكد على أننا لا يجب أن نلقي اللوم على المدرسة فقط، فهناك الأسرة والبيئة التي تربي فيها هؤلاء الأطفال والتي كانت من القسوة بحيث لم يتمكنوا من العيش فيها. وبشكل عام فإن المرض النفسي لا يفرق بين الصغير والكبير،وحينما يصاب الأطفال بالاكتئاب أو أي من الأمراض النفسية يكونوا فريسة سهلة للانتحار، حيث يظهر لديهم تغير سلوكي بشكل سريع. وعن الأسباب التي تدفع طفلا للانتحار فان هناك نوعا من الأطفال يكونون أكثر عرضة للانتحار من غيرهم، هم الأطفال العصبيون، سريعو الغضب، والذين يتمتعون بمشاعر متطرفة للغاية ويعانون من حالات كآبة أو حزن دائم وعدم الشعور بأمل في الحياة. ولهذا ينصح النفسانيون الأسرة إلى الحذر في التعامل مع الطفل.وكما هو معروف فان الأطفال عادة لا ينتحرون إلا في ظروف نادرة لكنهم يهددون دائما بالانتحار، لا رغبة فئ الموت وإنما كوسيلة للهروب من تجربة مؤلمة أو عنف أسرى أو مدرسي يحاول فيها الطفل أن يخطط لها على أن تكون هناك مساعدة ومحاولات إنقاذ، إلا أن هذه الخطة قد تكون خاطئة أحيانا ولا يجد الطفل من ينقذه فيموت .