دعا المشاركون في ملتقى حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين، أمس السبت بقالمة ، إلى دعم كل الجهود الرامية إلى المحافظة على الذاكرة الوطنية و ترسيخها لدى الأجيال الجديدة حتى تكون على دراية بما عاناه الأجداد لقهر الغزاة و بناء الجزائر المستقلة على أسس قوامها التاريخ المجيد و الوفاء للشهداء، مؤكدين بأن التمسك بتاريخ الجزائر الحافل بالمنجزات و المآسي التي سببها الغزاة أصبح ضرورة ملحة في خضم التغيرات الدولية و الإقليمية المتسارعة. و قال الأستاذ و الباحث في تاريخ الجزائر المعاصر محمد شرقي، في مداخلة أمام الملتقى الذي نظمته جمعية 8 ماي 1945 بقالمة، بأن تمجيد عظماء الجزائر على مر التاريخ واجب على كل جزائري و خاصة الجيل الجديد المطالب بقراءة تاريخ البلاد، و تذكر تضحيات الزعماء و القادة الذين تحملوا عبء التحرير و البناء و المحافظة على الهوية الجزائرية، مضيفا بأن الرئيس الراحل هواري بومدين يعد من بين رجال الجزائر الذي صنعوا تاريخها عبر مراحل النضال و الكفاح المسلح و البناء، مؤكدا بأن الرجل قدم تضحيات جديرة بالاهتمام و بالدراسة و التحليل، و لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيان تضحيات محمد بوخروبة المنحدر من عمق الريف الجزائري، المتشبع بالروح الوطنية الرافضة للاستعمار و قهر الشعوب المستضعفة التواقة إلى الحرية و الكرامة. و تطرق محمد شرقي إلى مسيرة الرئيس الراحل هواري بومدين من طفولته و التحاقه بمقاعد الدراسة بمدينة قالمة ثم قسنطينة قبل أن يقرر السفر إلى الأزهر الشريف مشيا على الأقدام لتحصيل المزيد من العلوم و الاستعداد لخوض معركة تحرير الوطن المحتل، مؤكدا بأن الرجل عاش زاهدا تجاه متاع الدنيا حيث مات و هو لا يملك سكنا و لا مالا، لكنه ترك وطنا قويا متمكنا من كل أسباب التطور. و أوضح الكاتب الصحفي محمد بوعزارة الذي عايش مرحلة الرئيس الراحل هواري بومدين، بأن الرجل بشر يخطئ و يصيب، و كان وفيا و مخلصا لوطنه مدافعا عنه و عن الشعوب المضطهدة في المحافل الدولية، و قال بأن الذين يعرفون بومدين القاسي المتشدد ربما يكونون قد نسوا بومدين الخجول العاطفي و الحنون حد البكاء. و تناول الشاعران محمد برقطان و أحمد عاشوري جوانب من حياة الراحل هواري بومدين من ريف بني عدي قرب مدينة مجاز عمار حيث مازال منزله الريفي، إلى مسيرته الدراسية و رحلته الشاقة إلى القاهرة ثم التحاقه بثورة التحرير و توليه مناصب قيادية ثم رئاسة البلاد و وضعه أسس البناء و التطور قبل أن يوافيه الأجل و هو في عز القوة و العطاء. و كشف أحمد عبداوي المدعو بوفاريك، الحارس الشخصي للرئيس الراحل هواري بومدين بأن الرجل مات متأثرا بسرطان الدم، مضيفا بأنه عاش معه طيلة فترة علاجه بالاتحاد السوفيتي آنذاك، رفقة 4 أشخاص آخرين كانوا من الطاقم المقرب من الرئيس الذي كان يحلم ببناء جزائر قوية مزدهرة و داعمة لقوى التحرر في العالم.